الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«الشيخ زايد للكتاب» تعلن أسماء الفائزين بدورتها الثامنة

«الشيخ زايد للكتاب» تعلن أسماء الفائزين بدورتها الثامنة
1 ابريل 2014 11:08
جهاد هديب (أبوظبي) أعلنت «جائزة الشيخ زايد للكتاب» عن أسماء الفائزين بجوائز دورتها الثامنة التي شهدت ثراءً وتنوعاً كبيريّن يؤكدان مكانتها الرائدة على الخارطة الثقافية العربية والعالمية. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقد أمس في قاعة المؤتمرات بفندق القرم الشرقي بأبوظبي، وتحدث فيه، جمعة القبيسي مدير معرض أبوظبي الدولي للكتاب، والدكتور علي بن تميم أمين عام الجائزة، وقدم المؤتمر الصحفي سعيد حمدان مدير الجائزة. «التنمية وبناء الدولة» وجاءت نتائج الجائزة التي تلاها الدكتور علي بن تميم والتي شهدت تأجيل الإعلان عن جائزة شخصية العام الثقافية، إلى الأحد المقبل، وحجب جائزة الفنون والدراسات النقدية، التي ارتأت الهيئة العلمية حجبها نظرا لأن الدراسات المقدمة لا تستوفي شروط الفوز بالجائزة؛ كالتالي: جائزة الشيخ زايد للتنمية وبناء الدولة فاز بها سعد عبدالله الصويان عن كتابه «ملحمة التطور البشري»، من منشورات دار مدارك للنشر في دبي (2013). وذلك للمجهود الضخم الذي بذله المؤلف في جمع المادة العلمية والاطلاع على طيف كبير من المناهج المستخدمة في العلوم الاجتماعية كما يظهر في الكم الضخم من المراجع، ولقدرة الكتاب على تتبع فكرة التطور ونقل منهجها من الميدان البيولوجي إلى الميدان الاجتماعي والاقتصادي والثقافي واللغوي والربط بين هذه الأبعاد، إضافة إلى تعزيز الدراسات الإنثروبولوجية في المكتبة العربية وهي دراسات قليلة مقارنة بالدراسات الاجتماعية. واعتبر الكتاب امتداداً للجهود العلمية التي تهدف إلى تعميق التحليل الإنثروبولوجي، الذي رصد مفهوم التطور وتابعه في جوانب التغير في المراحل كافة، وسعى بقدر كبير من الدقة إلى رصد التطور في الأنساق المختلفة، وبهذا فإن البحث يمثل إضافة للمكتبة العربية. ويقدم هذا الكتاب دراسة تفصيلية تحتوي على مقاربة شاملة لمراحل التطوّر البشري، وأبرز الإسهامات التي وفّرها علماء الإنثروبولوجيا في هذا المضمار، على مرّ العصور. «أدب الطفل» جائزة الشيخ زايد لأدب الطفل والناشئة، فاز بها جودت فخر الدين عن كتابه «ثلاثون قصيدة للأطفال»، من منشورات دار الحدائق (2013) لما يحويه من معانٍ شعرية في القصائد تحفز على التفكير الإيجابي وتفضي في الوقت نفسه إلى التأمل واستخدام الخيال، إضافة لبساطة اللغة وجمال الإيقاع الذي يصنع إحساسا إنسانيا يؤدي إلى صفاء النفس ونقاء الطبيعة، وتنوّع القصائد والأفكار، مما يؤدي إلى زيادة الحصيلة المعرفية والتأملية لدى الأطفال، ناهيك عن طباعة الكتاب الأنيقة ورسومه الجميلة وخطوطه السهلة والمكبّرة. ويتألف هذا الديوان الموجه للأطفال من ثلاثين قصيدة قصيرة كتبت بلغة سهلة ومنسابة وسليمة تلائم مراحل الطفولة، كما أنها تنطوي على رسائل جمالية وتربوية، وتتوقف عند مظاهر يراها الطفل ببصره وحواسه وخياله. «المؤلف الشاب» جائزة الشيخ زايد للمؤلِّف الشاب، فاز بها المؤلف رامي أبو شهاب عن كتابه «الرسيس والمخاتلة: خطاب ما بعد الكولونيالية في النقد العربي المعاصر» من منشورات المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت (2013). والكتاب يقدم وعياً عميقاً بأبعاد الدراسات الخاصة بما بعد الحقبة الاستعمارية، والإحاطة بالأصول النظرية لهذه الدراسات واستيعاب مصطلحاتها، والتوفيق في اختيار عينة من النقد العربي المعاصر الممثلة لهذا التيار النقدي الجديد، واتباع طريقة واضحة في بناء الموضوع، إضافة إلى نجاح المؤلف في إبراز أهمية تيار الدراسات النقدية لما بعد الحقبة الاستعمارية وامتداده في الثقافة العربية الحديثة، وما تفتحه من آفاق للبحث في مستقبل الدراسات العربية. ويندرج الكتاب في حقل النقد ويعمل على إبراز أهمية دراسات ما بعد الحقبة الاستعمارية على المستويين النظري والتطبيقي. ومجاله خاص بالبعد النقدي المعاصر كما تجلى في دراسات إدوارد سعيد، وتيار الثقافة ما بعد الاستعمارية في العالم العربي. وقد تتبع المؤلف هذا المجال من خلال الوقوف على أصول الدراسات من خلال مصطلحاتها وأسسها النظرية. وهو ما يجعل من الكتاب خطوة جديدة في مجال رصد أثر دراسات ما بعد الكولونيالية في خارطة النقد العربي المعاصر. «الترجمة» جائزة الشيخ زايد للترجمة، فاز بها محمد الطاهر المنصوري من تونس عن ترجمته لكتاب «إسكان الغريب في العالم المتوسطي»، من منشورات دار المدار الإسلامي (2013) لدقّة الترجمة وأناقتها في آن معاً، وأظهرت الترجمة أمانة للغة النص الأصلي ودقة في ترجمة المصطلحات التاريخية والعلمية، وازدانت بفهارس عديدة وبثبت واسع لأسماء الأماكن والأعلام. والكتاب بحث جادّ يجمع وسائل المراجعة التاريخية والتبحر الأرشيفي والمساءلة الفكرية لظاهرة هامة لصيقة بالثقافات العالمية، المتوسطية خاصة، ألا وهي ظاهرة استضافة المسافر وإسكانه. كما يرصد الكتاب هذه الظاهرة بوصفها مؤسسة تجارية واجتماعية منذ العصور القديمة حتى التبادلات الحضارية والتجارية الحديثة على امتداد البلدان العربية وجاراتها الأوروبية والمتوسطية، مروراً بالحضور العربي في إسبانيا. كما سعى الكتاب إلى الكشف عن سكان المنطقة للسفر والرحلات، وسبل استقبال الغريب أو الزائر وتطور ذلك بمقتضى طبيعة العلاقات والفترة المعنية. «الآداب» جائزة الشيخ زايد للآداب، فاز بها المؤلف المصري عبدالرشيد محمودي عن رواية «بعد القهوة» من منشورات مكتبة الدار العربية للكتاب (2013)، وتستلهم الرواية التقاليد السردية الكلاسيكية والعالمية الأصيلة وتبرز مهارة السرد وسلاسة في الانتقال ودقة في تجسيد الشخصيات من الطفولة إلى الكهولة، بالإضافة إلى تجسيد دقيق للعالم الروائي ورسم فضاءات وتحليل الشخصيات في حالة تقلباتها بين الأمل والانكسار والجمع بين الواقع والأسطوري في اهاب واحد. وتتناول رواية ما بعد القهوة، النسيج الاجتماعي والطبيعة الطبوغرافية والملامح الإنثروبولوجية للقرية المصرية في الأربعينات من القرن الماضي. أما على الصعيد الأسلوبي ففيها تزاوج بين فصحى السرد والحوار البسيط الذي يكشف عن طبيعة الشخصيات الروائية. «الثقافة العربية في اللغات الأخرى» جائزة الشيخ زايد فرع الثقافة العربية في اللغات الأخرى، فاز بها الإيطالي ماريو ليفيراني عن كتابه «تخيل بابل» من منشورات دار نشر إيديتوري لاتيرزا (2013) روما – باري. وقد جاء قرار الفوز لما يقدمه المؤلف في هذا الكتاب من مسحٍ موسعٍ لبابل باعتبارها إحدى أهم المدن القديمة في العالم العربي، ويعيد رسم المدينة معماراً وفكراً ومؤسسات وتصوراً للعالم، ناهيك عن دعم البحث في كل فصل بالوثيقة التاريخية والكشف الأثري الدقيق. ويمثل الكتاب عملاً ضخماً في علم الآثار أو الأركيولوجيا والتاريخ القديم. «النشر والتقنيات الثقافية» جائزة الشيخ زايد للنشر والتقنيات الثقافية، فازت بها المؤسسة الفكرية العربية «بيت الحكمة» من تونس، ويأتي هذا الفوز للفكر الموثَّق والعميق والجهد الأكاديمي المسؤول والعلاقة المتينة بالتراث الحي الواضح في كافة أعمال المؤسسة. وتعمل «بيت الحكمة» في تونس منذ عقود على نشر مؤلفات فكرية هامة من طبعات محققة لأمهات الموروث العربي في الأدب والفكر واللغة والمعاجم، وترجمات علمية لأمهات الفكر الفلسفي واللساني العالمي يقوم بها أساتذة ولغويون معروفون، ومؤلفات جماعية في موضوعات فكرية وأدبية هامة هي في الغالب أبحاث مؤتمرات فكرية تقيمها المؤسسة نفسها وتدعو إليها أنشط العاملين في المجالات المعنية. يشار إلى أن حجب جائزة الشيخ زايد للفنون والدراسات النقدية يحدث لأول مرة، على الرغم من مشاركة العديد من النقاد المعروفين عربيا والذين تأهلت العناوين الخاصة بهم إلى القائمتين الطويلة ثم القصيرة للجائزة، من أمثال الناقد المعروف عبدالواحد لؤلؤة عن كتابه «دور العرب في تطور الشعر الأوروبي» والدكتور فاضل ثامر عن كتابه «شعر الحداثة: من بنية التماسك إلى فضاء التشظي من العراق وسعيد بنكراد من المغرب عن كتابه «سيرورات التأويل»، وسواهم من النقاد بعناوين لافتة لكتبهم. «قمة الفعاليات الثقافية» وخلال المؤتمر الصحفي أكد جمعة القبيسي، على أن الجائزة «وجدت سريعاً مكانها في قمة الفعاليات الثقافية العربية والعالمية، وأصبحت حجر الزاوية لمشروع ثقافي طموح يستلهم رؤى المغفور له بإذن الله الراحل الكبير الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ويؤكد المكانة المرموقة لإمارة أبوظبي، كمنارة للإشعاع الثقافي والحضاري في المنطقة العربية والعالم، ووجهة يجتمع في رحابها المبدعون والمثقفون ليقدموا خلاصة الفكر الإنساني لكافة شرائح المجتمع». وأضاف: «نهضت الجائزة بدور رائد في دعم حركة التأليف والبحث العلمي والإبداع، سعياً لتوفير نافذة يتعرف من خلالها القارئ العربي والعالمي على أفضل الإنجازات الثقافية والأدبية والبحثية في فروعها الثمانية إلى جانب تكريم أبرز شخصيات العام الثقافية». وجاء في كلمته أيضا: «إن الثقافة في الهيئة تقوم على الهوية الإماراتية والإرث الثقافي للحضارة العربية والإنسانية، ويفتح آفاقاً واسعة للتقارب مع الثقافات الأخرى، مع التركيز على تشجيع الأقلام الشابة، وتسليط الضوء على إبداعها، وتكريم الأعمال الفكرية والأدبية والنقدية والبحثية التي تُثري الحركة الثقافية العربية والعالمية، وتحفيز الناشرين للارتقاء بهذه الصناعة الحيوية، وتنشيط حركة الترجمة التي تقدم نافذة للاطلاع على أحدث توجهات الفكر الإنساني من جهة وتقدم أفضل إبداعات الأقلام العربية للعالم من جهة أخرى، مع اهتمام خاص بالأدب الموجه للأطفال والناشئة». وقال: “ولعل أصدق تعبير للجمع بين الأصالة المعاصرة وإحياء الإرث الثقافي، ما يتجلى في المتاحف والمراكز الفنية الجاري تطويرها حالياً في المنطقة الثقافية بجزيرة السعديات، حيث ستضم «متحف زايد الوطني» الذي يروي تاريخ المنطقة ومسيرة توحيد الإمارات العربية المتحدة من خلال استعراض سيرة مؤسسها وباني نهضتها الحديثة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، و«متحف اللوفر أبوظبي» و«متحف جوجنهايم أبوظبي». ليختم كلمته بالتوجه بالشكر إلى «أعضاء لجان الفرز والقراءة والتحكيم والهيئة العلمية لـ«جائزة الشيخ زايد للكتاب» على جهودهم الصادقة والمخلصة، ونهنئ الفائزين الذين استحقوا عن جدارة الحصول على هذه الجائزة المرموقة». «انفتاح على الأعمال المبدعة» من جانبه أكد الدكتور علي بن تميم، أمين عام «جائزة الشيخ زايد للكتاب»، على أن رؤية أبوظبي الثقافية التي أسس لها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الوالد المؤسس، تواصل مسيرة نموها في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، ومتابعة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. وأشار بن تميم إلى أن جائزة الشيخ زايد للكتاب «قد سعت إلى أن تعكس المشهد الثقافي العربي، في علاقاته مع الثقافة العالمية، حيث اعتمدت منهجاً منفتحاً على الأعمال المبدعة دون إفراط وتفريط بالتراث الحضاري العربي. وبادرت دائماً للاحتفاء بأفضل ما أنجزته أقلام الأدباء والمثقفين والباحثين والمبدعين العرب الشباب، وتقييمها وفق معايير وتقاليد نقدية دقيقة تلتزم الموضوعية والشفافية». وأضاف: «لعل هذه الأمور أسهمت في ارتفاع حجم المشاركة في الدورة الثامنة إلى 1385 عملاً مرشحاً من ستة وأربعين دولة، بنسبة نمو وصلت إلى 12% مقارنة بالدورة السابقة. وأظهرت المؤشرات في الجائزة بأن أكبر عدد من المشاركات كان في فرع المؤلف الشاب بـ370 ترشيحاً، تبعه فرع الآداب بـ320 ترشيحاً». كما أشار بن تميم إلى الحضور الذي حققته الجائزة عالميا، حيث تمثل ذلك في عدد من الفعاليات والأنشطة مؤكدا استمرارها خلال معرض أبوظبي للكتاب. وقال: «يأتي يوم الإعلان عن الفائزين بـ«جائزة الشيخ زايد للكتاب» في ختام مراحل طويلة بدأت مع فتح باب الترشيحات في شهر مايو 2013، ثم مرحلة القراءة والفرز لإعلان القوائم الطويلة، قبل الانتقال إلى لجان تحكيم مختصة في كل فرع رفعت تقريرها بترشيحات القوائم القصيرة إلى «الهيئة العلمية» التي راجعتها وفقاً لمعايير دقيقة، وقدمت توصياتها بأسماء الفائزين لمجلس الأمناء برئاسة معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان، رئيس هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، بعد هذه المراحل الحافلة بالدقة والقرارات الموضوعية. جائزة شخصية العام تعلن الأحد المقبل بدا إرجاء إعلان الفائز بشخصية العام الثقافية، مثيرا للفضول في أوساط الإعلاميين الذين حضروا المؤتمر الصحفي الخاص بالإعلان عن جائزة الشيخ زايد للكتاب. وقد ازداد هذا الفضول حين رفضت الأمانة العامة للجائزة الرد عن سبب إرجاء الإعلان عن الجائزة في هذا الحقل، تحديدا، إلى مساء الأحد المقبل، غير أنها ألمحت إلى أن الأمر لا يتعلق بأسباب خلافية أو غير خلافية تتصل بالشخصية الثقافية، وما أنجزته للثقافة العربية الفائزة أو المؤسسة التي ما زالت في خدمة الثقافة العربية. وإذ فازت مؤسسة “بيت الحكمة” بجائزة الشيخ زايد للنشر، أي مع استبعاد أن تفوز مؤسسة بجائزة الشيخ زايد في حقل آخر فإن التوجهات باتت أقرب إلى أن تكون شخصية ثقافية عامة. تناقل البعض أنها ليست شخصية ثقافية إماراتية، وقد تكون عربية، أيضا، من المستبعد أن تكون على اشتباك فكري أو ثقافي مع ما يحدث في الشارع العربي كونها جائزة تذهب إلى مجمل تجربة إبداعية – ثقافية مؤثرة، يكون من المستبعد أن تفوز بها شخصيات ثقافية إشكالية. حتى مساء الأحد، سيبقى اسم هذه الشخصية مصدر تكهنات، لكنها شخصية عربية تمتاز بحضور ثقافي مؤثر ولا تزال حية فاعلة. شيء ما أشبه بأحجية. الجائزة ودورها المحوري في معرض أبوظبي للكتاب في تصريح خاص لـ “الاتحاد” قال جمعة القبيسي: “جائزة الشيخ زايد للكتاب ومعرض أبوظبي الدولي للكتاب، يقدم كل منها للآخر ما تقدمه لذاتها من خلال برامج عمل، تجمعهما ويلتئمان معا أثناء انعقاد معرض أبوظبي للكتاب”. ويضيف “النشر القادم من الجائزة يغذي المعرض ويقوي عصبه بالكثير من المؤلفات التي يتحدث عنها الكثيرون من جمهور القراء في لحظة تواجدها في المعرض، حيث هناك تداخل وامتزاج بينهما”. ويقول: “معرض أبوظبي الدولي للكتاب حاضن للجائزة ومنجزها، وهذا في لحظة انعقاده، لكن الجائزة تقوم بالدور نفسه أثناء رحلة إدارة جائزة الشيخ زايد للكتاب في العالم. وهذا الأمر مبني على استراتيجية الترويج لأبوظبي ثقافيا في العالم، التي تسعى إلى أن تعزز من الحضور العالمي لأبوظبي بوصفها واحدة من عواصم العالم الثقافية”. جائزة الآداب في رده على سؤال لـ “الاتحاد” لماذا فوز جنس الرواية وليس جنس الشعر مثلا بفرع جائزة الشيخ زايد للآداب، حيث فوز رواية “بعد القهوة”، للمؤلف المصري عبدالرشيد محمودي، بالرغم من عدم شهرة الكاتب في الوسط الثقافي العربي؟ قال الدكتور علي بن تميم: “ لا تمنح الجائزة في هذا الحقل مثلما في أي حقل آخر لتجربة إبداعية ككل مكتمل. بل تتوجه إلى كتاب تمّ ترشيحه من قبل المؤلف نفسه أو من قبل مؤسسة من المؤسسات المعنية بالثقافة أو المثقفين. بالتالي، يدخل الكتاب في نظام الجائزة ولائحة شروطها بعيدا عن الانحياز إلى هذا الشكل أو ذاك. هكذا فالمقاييس لا تخضع للشكل الأدبي: قصة قصيرة أو رواية أو شعر، بل لمدى استجابة العمل الأدبي لشروط الجائزة من وجهة نظر لجنة التحكيم ثم تُرفع النتائج إلى اللجنة العلمية للجائزة فتقرر في شأنه على اعتبار أنه بات جزءا من القائمة القصيرة للكتاب، بالتالي اللجنة هي التي تقرر وليس الأمانة العامة للجائزة أو أي طرف آخر. بهذا المعنى، ثمة فصل كامل بين الكتاب والشكل الأدبي الذي ينتمي إليه من جهة وصاحبه من جهة أخرى وتجربة هذا المبدع من جهة ثالثة ولا يُترك لأي من هذه أن تؤثر في الأخرى، فيكون الفوز بناء على ما استطاع الكتاب وحده تحقيقه في المشهد الأدبي وليس بناء على ما موقعه من تجربة صاحبه. أيضا لا مجال بين الشعر والرواية، أو بالمعنى الأشمل بين السرد والشعر، إنما هناك التزام صارم بنتائج لجنة التحكيم ثم بما تقرره اللجنة العلمية للجائزة ثم اعتماد النتائج”. فائزون يثمنون حصولهم على الجائزة ويعتبرونها تكريماً لإبداعهم عقب عدد من الفائزين بـ «جائزة الشيخ زايد للكتاب» في اتصال أجرته معهم «الاتحاد» عقب الإعلان عن فوزهم، أن الوصول إلى القائمة القصيرة للجائزة جعلهم يأملون بالفوز، غير أن وجود منافسة شديدة بين العناوين المشاركة قد جعلهم يأملون بها. وقال الشاعر اللبناني جودت فخر الدين، الذي حاز جائزة الشيخ زايد لأدب الأطفال عن ديوانه «ثلاثون قصيدة»: «إنني سعيد بالفوز الذي تلقيت نبأه للتوّ، وسعيد أيضاً بأن جائزة الشيخ زايد للكتاب هي التي منحت كتابي هذا الفوز». وأضاف: «سعادتي سببها أن كتابي «ثلاثون قصيدة» للأطفال يتميز بمزايا فنية من حيث الصور والمعاني، الأمر الذي يغذي مخيلة الطفل ويحبب إليه الشعر واللغة العربية معا». مؤكداً أن «القيمين على الجائزة ولجان التحكيم قد قدّروا ذلك في كتابي، وهذا يجعلني أتفاءل بغد للشعر وبإمكانية النهوض باللغة العربية خصوصاً في مراحل التعليم الأولى التي يتوجه إليها الكتاب». وجودت فخر الدين شاعر لبناني لم يُعرف عنه من قبل خوضه في أدب الطفل بل عرف عنه كشاعر انشغل بالمشروع النقدي العربي في القرن العشرين، وعلق على ذلك بالقول: «تخيّل أنه الكتاب الأول الذي أتوجه به إلى الطفل، وكأن القيمين على الجائزة قد لمسوا أنني كشاعر أنتمي إلى حقل شعري ونقدي آخر ما منح الكتاب مزايا مختلفة عن سواه». شرف كبير أما الدكتور محمد الطاهر المنصوري الذي حاز عن كتابه «إسكان الغريب في العالم المتوسطي» جائزة الشيخ زايد للترجمة، فأعرب عن سعادة غامرة بهذا الفوز، ووصفه بأنه «شرف كبير لي وللمؤرخين، وللتوانسة أيضاً بل للعرب جميعاً، أن يحصل باحث في حقل التأريخ الأكاديمي على هذه الجائزة إذ يرتبط اسمها باسم الشيخ زايد»، وأكد: «أن هذا الفوز حدث»، وكان يقصد بذلك الإشارة إلى فكرة فوز مؤرخ في حقل آخر هو الترجمة التاريخية والفكرية الثقافية. ووصف المنصوري موضوع كتابه بأنه «مهم لجهة الموضوع الذي يتناوله، إذ هو نادر في هذا الاتجاه مثلما أنه يعالج الظاهر الاجتماعية عبر ثيمة «الفندق».. هذه المؤسسة التي نشأت وتطورت بحكم تطور دورها الحضاري على ضفتي المتوسط، وهو تطور طال الشكل والوظيفة معاً». ويضيف: «لقد قدمت هذه المؤسسة الكثير من المهام ولعبت دوراً كبيراً في انتقال الحضارات بين الضفتين، الذي كان للعرب دور كبير فيه». جائزة تبلغ العالمية وأخيرا إلى المؤلف رامي أبوشهاب الذي حاز جائزة «الشيخ زايد للمؤلف الشاب» عن كتابه «الرّسيس والمخاتلة – خطاب ما بعد الكولونيالية في النقد العربي المعاصر – النظرية والتطبيق»، فقال: «حاولت أن أطرح مفهوماً جديداً حول الدراسات ما بعد الكولونيالية بما يتجاوز ذلك الخطاب العربي الذي اختص بهذه الدراسات دون أن يؤسس لها منهجياً». وأضاف: «لقد حاولت أن أذهب باتجاه المنهج بمجمل مصطلحاته وما يرتبط بها من أفكار ورؤى ثقافية ذات صلة بالاستعمار وما بعده لدى أبرز كتّاب هذا الاتجاه النقدي الثقافي الأدبي في العالم». وختم بالقول: «إنني سعيد بهذه الجائزة التي تبلغ العالمية الآن، والتي كان صعباً عليّ التوقع بالفوز بها نتيجة شدة المنافسة في قائمتها القصيرة حيث كان الوصول إليها مفاجئا بالنسبة لي». وكانت «الاتحاد» قد حاولت الاتصال بالدكتور عبدالرشيد الصادق محمودي من مصر الحائز جائزة الشيخ زايد للآداب عن روايته «بعد القهوة» والدكتور سعد عبدالله إبراهيم الصويان من السعودية الحائز جائزة الشيخ زايد للتنمية وبناء الدولة عن كتابه «ملحمة التطور البشري»، ولم تتمكن من التواصل معهما لمعرفة ردود فعليهما على فوزهما بالجائزة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©