الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الدروس المشتركة في حياة الأنبياء

الدروس المشتركة في حياة الأنبياء
1 سبتمبر 2009 23:53
فإن أتباع الديانات السماوية بحاجة ماسة إلى أن يتذكروا أن الأنبياء جميعاً عائلة واحدة، فربهم الواحد هو الله سبحانه، ورسالاتهم مصدرها واحد هو الله سبحانه، وهدفهم واحد هو بناء الإنسان وإسعاده، وإن الدارس لسير الأنبياء ليجد أنهم قد تعاونوا جميعاً في بناء الإنسان، إذ قام كل نبي بما أوحى الله إليه ببناء لبنة في صرح الإنسانية، بدءاً من آدم - عليه السلام -وانتهاءً بخاتم النبيين سيدنا محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم - الذي وضع آخر لبنة اكتمل بها البناء، ولم يعد بعده من حاجة إلى أنبياء ومرسلين، لأن الهدف من إرسال الرسل هو بناء الإنسان، وقد اكتمل بناؤه، فانقطع الوحي، وختمت الرسالات السماوية بالإسلام. ويمكن القول: إن هناك دروساً مشتركة علمها الأنبياء لأتباعهم، وهذه الدروس لم تختلف مبادئها من زمان نبي إلى زمان نبي آخر، ومن تلك الدروس: 1- إرساء دعائم العقيدة الحقة، والدعوة إلى عبادة الله وحده لا شريك له؛ إذ ما من نبي ولا رسول بعث إلا وقال لقومه «اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ « الأعراف: 59 ويوضح القرآن هذه الحقيقة بقوله: «وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاّ أَنا فَاعْبُدُونِ» الأنبياء: 25 وبقوله تعالى أيضاً:»وَلَقَدْ بَعَثْنا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطّاغُوتَ»النحل: 36. 2- التعريف بالله من خلال آثاره الدالة على وجوده، ونعمه التي أنعم بها على عباده، كما ورد على لسان نوح: «ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً ، وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْواراً» نوح: 14-15 وكما ورد على لسان هود: «وَيا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ» هود: 52 . وقد ورد نظير ذلك على لسان عدد من الأنبياء. 3- الإخلاص في الدعوة إلى الله، وطلب الأجر من الله وحده، كما ورد على لسان عدد من الأنبياء: «وَما أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاّ عَلَى رَبِّ الْعالَمِينَ» الشعراء: 109، إذ لم تكن دعوتهم لجمع الأموال من أتباعهم، وتضخيم ثرواتهم على حساب غيرهم. 4- النهي عن التقليد الأعمى، والتحذير من عقدة الآبائية، وقد سأل إبراهيم قومه: «ما هَذِهِ التَّماثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَها عاكِفُونَ ، قالُوا وَجَدْنا آباءَنا لَها عابِدِينَ ، قالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ» الأنبياء: 52-54. وقد جاءت الدعوة إلى التحذير من التقليد الأعمى للآباء على لسان عدد من الأنبياء. 6- الأمانة في تبليغ الرسالة مهما كان أثرها في النفس أو المجتمع، كما ورد على لسان عدد من الأنبياء:» إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ»الشعراء: 143 وقد قال الله لنبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-: «يا أَيُّها الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ» المائدة: 67. 7- الانطلاق في دعوة الناس من مبدأ الأخوة الإنسانية، كما قال تعالى: «وَإِلَى عادٍ أَخاهُمْ هُوداً» الأعراف: 65 ، و»وَإِلَى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً»الأعراف: 73 ، و «وَإِلَى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً « الأعراف: 85 ، وإِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ»الشعراء: 106 ، و»إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ» الشعراء: 161. 8- استخدام مبدأ الحوار في الدعوة إلى الله، وقد أرسى قواعد هذا المبدأ رب العالمين إذ حاور الملائكة، وحاور إبليس، وأعطاه حقه في تقرير مصيره، وأنظره إلى يوم الدين. وقد بدا أسلوب الحوار، وعدم الإكراه واضحاً جلياً في دعوة الأنبياء، كما جاء على لسان نوح: «يا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوها وَأَنْتُمْ لَها كارِهُونَ» هود: 28 ، إذ إن أسلوب الحوار يوصل إلى الاقتناع العقلي بالمبدأ الحق، ويحترم رأي الإنسان وكرامته، بخلاف التهديد بالحديد والنار للإكراه على قبول المبادئ والأفكار. د. محمد بسام الزين drbassam@eim.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©