الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

أحـلامهم الرائعة

أحـلامهم الرائعة
2 يوليو 2008 23:52
الأحلام هي من ضمن المكتسبات التي ترفع من قيمة الحياة، من قيمة اليومي والمستقبل، أحلامنا هي سلامنا حين نذهب رويدا رويدا لتحقيقها، والانغماس فيها حد الانتشاء حين نقطف ثمار الجهد الذي بذلناه نحو تحقيقها· وهنا القصد بالأحلام هو تلك الطموحات الكبيرة بأن نرى فيها واقعنا محفزا ومشجعا على الإنتاج والعمل والرؤية المتفائلة والمتحمسة في كل مراحل ذهابنا عميقا في الحياة·· أن نحقق ما نريد بجمال وسلاسة نقية· وتختلف الأحلام من شخص إلى آخر ومن جماعة إلى أخرى، فهناك الأحلام الجميلة الناصعة، الأحلام التي تؤمن برفعة المكان، برفعة الوطن وإنسانه·· هي أحلام الوطنيين، المخلصين المحبين والعاشقين لمكانهم حد التفاني· إنهم يشتغلون دون يأس، يعملون دون كلل لتحقيق مشهد أكثر صفاء، وأكثر ألقا وأملا للحاضر وللمستقبل، للأجيال القادمة التي علينا جميعا أن نصون لها المكان سياسيا واقتصاديا وثقافيا وحتى رياضيا· وهناك أحلام العشاق والمحبين الرائعة، أحلام بأن يكبر حبهم، أن يتسع بحدود الكون وينير الحياة شغفا، حب لا يحيد عن المعنى العميق لجمال الحب، لقدرته على تغيير الحياة·· لقدرته على تغيير الحروف وصياغة كلام جديد، كلام يغسل الأيام كلما حدقت الوحشة في عيونها· وهناك أحلام المبدعين الفنانين والأدباء بإنجاز أعمال تزين الحياة وتقبض على الزمن وتحيله فنا بين الأيادي وفي العيون، أحلامهم روح الحياة ورحيق الوردة· ؟؟؟ تلك الأحلام الكبيرة والرائعة التي تزين حياة أصحابها وتزين الحياة كلها في آن معا· لكن في المقابل هناك أحلام ضيقة، لا تتعدى حدود مكان صاحبها، أحلام مؤذية حين يكون صاحبها ضيق الأفق، بحلمه المحدود في المزيد من المال لمأكله ومشربه وملبسه في حاضره ومستقبله فقط، وفي الآن نفسه يتقدر على مصيرٍ بشر·· فتلك الأحلام تعد كارثة على الحاضر والمستقبل، ذلك بأن صاحبها سوف يمعن في الأذى، سوف يجانب الشر تماما كي تتحقق أحلامه، سوف يخون الوقت والزمان والمكان، لأنه لا يرى إلا بحدود طموحاته الخالية من الأفق الجميل، وبوعيه الضيق، يتمادى في التخريب والأذية وهو مندفع نحو تحقيق أحلامه· لذا، تصنف تلك الأحلام بالأحلام المريضة، الأحلام التي لا تصلح لأن ترى الواقع أو تقوده نحو الأجمل· ؟؟؟ في كل تجربة نجاح حقيقية، كان هناك حلم كبير، حلم يتسع للكون، حلم تعمر حدائق في سيره، تفوح منه رائحة الورد في كل خطوة من خطوات تحققه، تلك هي الأحلام الصحية التي تنعكس جمالا على الإنسان والمكان والزمان· لذا فنحن بحاجة إلى المزيد من الأحلام الصحية والكبيرة في الطريق إلى تحقيق الإنجازات العظيمة، بحاجة إلى خيال وأحلام الوطنيين والعشاق والمبدعين في الأدب والفن والحياة·· وليس أحلام محدودي البصر والبصيرة·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©