الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

اسكتلندا تبدأ مساعٍ للبقاء في أوروبا والاستقلال عن بريطانيا

اسكتلندا تبدأ مساعٍ للبقاء في أوروبا والاستقلال عن بريطانيا
26 يونيو 2016 00:47
أدنبرة (وكالات) بدت بريطانيا أمس، منقسمة بعمق بعد صدمة الخروج من الاتحاد الأوروبي. فمع إعلان اسكتلندا رسمياً مساعيها للبقاء في الاتحاد الأوروبي والاستقلال عن بريطانيا، وقع أكثر من مليوني بريطاني عريضة موجهة إلى البرلمان تدعو إلى تنظيم استفتاء جديد حول عضوية الاتحاد على أمل البقاء فيه. وقالت رئيسة وزراء اسكتلندا نيكولا ستيرجن أمس، إن حكومة اسكتلندا ستبدأ مساع للحفاظ على عضوية الاتحاد الأوروبي وتعد لتقديم تشريع يسمح بإجراء استفتاء ثان على الاستقلال عن بريطانيا بعد تصويت البريطانيين بالخروج من الاتحاد. وقالت ستيرجن للصحفيين «نحن عازمون على التصرف بشكل حاسم وبطريقة توحد الصفوف في أنحاء اسكتلندا»، وأضافت أن ذلك قد يشمل تصويتاً على انفصال اسكتلندا عن المملكة المتحدة. ورفض الناخبون الإسكتلنديون الاستقلال عن بريطانيا في 2014 بنسبة 55 في المئة مقابل تأييد 45 في المئة وفي ذلك الوقت اعتبر التصويت حكماً نهائياً على الأمر لجيل كامل. ووفقاً لاستطلاعات الرأي لم يتغير التأييد للاستقلال بنسبة مؤثرة منذ ذلك الحين. وأيدت اسكتلندا البقاء في الاتحاد الأوروبي بنسبة 62 في المئة مقابل 38 في المئة أيدوا الخروج في الاستفتاء الذي أجري يوم الخميس في تناقض صارخ مع النتيجة الإجمالية لبريطانيا، والتي جاءت بتأييد الخروج بنسبة 52 في المئة ومعارضته بنسبة 48 في المئة. ويقول الحزب القومي الإسكتلندي، إن النتيجة قد تكون مبرراً لإجراء استفتاء ثان على الاستقلال لأن الإسكتلنديين اختاروا البقاء في المملكة المتحدة؛ لأنهم اعتقدوا أنها الطريقة الوحيدة لضمان البقاء في الاتحاد الأوروبي. وبعد اجتماع مع الوزراء في حكومتها أمس، قالت ستيرجن إن اسكتلندا لن تسمح بسلبها عضويتها في الاتحاد الأوروبي دون فحص كل الاحتمالات، وستسعى لحشد تأييد واسع في الداخل والخارج للحفاظ عليها. وأضافت في تصريحات أدلت بها أمام مقر إقامتها الرسمي «سنسعى للدخول في مناقشات فورية مع مؤسسات الاتحاد الأوروبي ومع دول أعضاء في التكتل لطرق كل السبل والخيارات الممكنة لحماية مكان اسكتلندا في الاتحاد الأوروبي». وكررت القول بأن من الممكن طرح استفتاء جديد على الاستقلال. وأضافت «إجراء استفتاء (اسكتلندي) ثان هو بالطبع خيار ينبغي أن يكون على الطاولة وهو مطروح بقوة». وتابعت ستيرجن أنها ستشكل أيضاً لجنة من الخبراء لإبداء المشورة للحكومة الإسكتلندية بشأن الجوانب القانونية والمالية والدبلوماسية المتعلقة بعضوية الاتحاد الأوروبي. من جانبها، قالت المفوضية الأوروبية أمس، إن اسكتلندا جزء من بريطانيا وأحجمت عن «التكهن بما هو أكثر». وقال متحدثة باسم المفوضية لـ«رويترز» «اسكتلندا جزء من بريطانيا والترتيبات الدستورية تسري عليها ولن نتكهن بما هو أكثر». وذكرت ستيرجن أن اسكتلندا سوف تعد لاستفتاء محتمل جديد على استقلالها عن بريطانيا بعد أن أيد البريطانيون الخروج من الاتحاد، في حين ذهبت معظم أصوات الاسكتلنديين في الاستفتاء إلى بقاء بريطانيا فيه. وأمس وقع أكثر من مليوني بريطاني عريضة موجهة إلى البرلمان تدعو إلى تنظيم استفتاء جديد حول العضوية في الاتحاد الأوروبي بعد الصدمة التي أحدثتها نتيجة استفتاء الخميس حين اختار الناخبون الخروج من التكتل. وتعطل الموقع الإلكتروني للعريضة البرلمانية لفترة وجيزة بسبب تزايد عدد الأشخاص الذين يضيفون أسماءهم للدعوة إلى استفتاء جديد. وتقول العريضة: «نحن الموقعين أدناه ندعو الحكومة إلى تطبيق قاعدة تقول إنه إذا جاءت نتيجة التصويت لمصلحة البقاء أو الخروج أقل من 60% استناداً إلى نسبة مشاركة تقل عن 75%، فيجب تنظيم استفتاء جديد». ونال معسكر مؤيدي الخروج 51,9% من الأصوات مقابل 48,1% من مؤيدي البقاء فيما بلغت نسبة المشاركة في استفتاء الخميس 72,2%. والموقعون على العريضة غالبيتهم من أدنبرة ولندن اللتين سجلت فيهما نسبة تصويت كثيفة لمصلحة البقاء ضمن الاتحاد. ويتحتم على البرلمان النظر في أي عريضة تجمع أكثر من مئة ألف توقيع، غير أن هذه المناقشات لا تلزم بأي عملية تصويت أو إصدار قرار، ولا يمكن بأي من الأحوال أن تؤدي إلى إعادة النظر في نتيجة الاستفتاء. وليس هناك أي بند في القانون البريطاني ينص على حد أدنى من التصويت أو نسبة المشاركة في عمليات استفتاء كما هي الحال في دول أخرى. وتعكس العريضة الانقسامات العميقة التي ظهرت في بريطانيا في ضوء الاستفتاء، لا سيما بين الشباب والمسنين، وبين إسكتلنديا وأيرلندا الشمالية ولندن من جهة، وأطراف المدن والأرياف من جهة أخرى. لكن بحلول الساعة 14,00 ت ج السبت كان نحو مليون و554 ألف شخص قد وقعوا العريضة على الموقع الرسمي للحكومة والبرلمان، أي أكثر بمعدل 15 مرة من العدد المطلوب لبحث اقتراح في البرلمان. وكانت فكرة تنظيم استفتاء ثانٍ أثيرت خلال الحملة لتصويت الخميس. واعتبر رئيس حزب الاستقلال البريطاني نايجل فاراج الشهر الماضي أن حصول معسكر البقاء على نتيجة متقاربة مع معسكر مؤيدي الخروج سيزيد من مشاعر الاستياء والانقسام ولن يشكل نهاية للمسالة. وعبرت صحيفة «صنداي تايمز» عن تاييدها فكرة إجراء استفتاء ثان «حين يرغم الأول بروكسل على إجراء مفاوضات اكثر جدية».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©