الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سعيد سالمين المري: فوزي هو تتويج لجهود السينما في الإمارات

سعيد سالمين المري: فوزي هو تتويج لجهود السينما في الإمارات
2 يوليو 2008 23:34
يطلقون عليه لقب صائد الجوائز، وهو من الأسماء المبشرة في المشهد السينمائي المحلي، حيث استطاع خلال السنوات الثلاث الماضية أن يحصد ست جوائز متتالية ومهمة في مهرجانات وتجمعات سينمائية في الداخل والخارج· قبل أيام قليلة عاد سعيد سالمين المري من هولندا وبحوزته جائزة الصقر الفضي لمهرجان روتردام السينمائي، وذلك عن مشاركته في المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة في المهرجان بفيلم ''بنت مريم'' والذي سبق أن فاز بالجائزة الفضية لمهرجان الخليج السينمائي الأول الذي أقيمت فعالياته في دبي أبريل الماضي· المري من الأسماء الموهوبة والصاعدة التي خرجت من معطف مسابقة أفلام من الإمارات بالمجمع الثقافي بأبوظبي قبل حوالي سبع سنوات، واستطاع من خلال حماسه الشخصي ومداومته على البحث والتثقيف الذاتي، أن يذهب بتجربته إلى منطقة سينمائية خصبة وحافلة بالرؤى والانتباهات الناضجة نحو فن السينما، هذه الانتباهات عززها تعاونه المتكرر مع الشاعر والسيناريست الإماراتي محمد حسن أحمد، الذي أضفى على تجربة المري الكثير من الملامح الشعرية التوليفات الأدبية، والأكثر من ذلك، فإن هذا التعاون أثمر عن وعي مخلص ومنحاز للصورة السينمائية كونها الوسيط الأهم في اللغة التعبيرية لهذا الفن· في رصيد المري عدة أفلام قصيرة حملت عناوين مثل: مسافر، وبقايا تراب، وجدران، وعرج الطين، والغبنة، ويضاف اسم المري إلى مجموعة من الأسماء الشابة والمواهب الإخراجية التي استطاعت أن تبلور هوية سينمائية مميزة للفيلم الإماراتي في الفترة الأخيرة، نذكر منها: وليد الشحي وعبدالله حسن أحمد ونواف الجناحي وخالد المحمود وجمعة السهلي وعلي جمال وأحمد الحمادي ومحمد الحمادي وأحمد زين، وغيرها من الأسماء التي أصبحت تملك وعيا جديدا تجاه التعامل التقني والجمالي مع الكاميرا· ولعل فوز سعيد المري بجائزة إقليمية مهمة في مهرجان روتردام بهولندا وسط مشاركات عربية لها باع وخبرة وأثر، هو ترجمة لقفزات نوعية حققتها السينما الإماراتية في الآونة الأخيرة، كما أنه فوز يضيف اسم الإمارات إلى سجل المنضوين تحت قوس ثقافي وسينمائي رصين ومتجدد لا يقبل سوى بالموهوبين، ولا يعترف سوى بالذين يعملون وينتجون رغم كل العراقيل والأسلاك الغائرة في الوعي العربي المغلق والمشوش تجاه السينما ومرادفاتها الفنية والمستقبلية· ''الاتحاد الثقافي'' التقى بالمري فور عودته من هولندا، وكان معه الحوار التالي: ؟ حدثنا عن طبيعة مهرجان روتردام السينمائي؟ ؟؟ هو مهرجان سنوي يقام في الفترة من الثامن عشر وحتى الثاني والعشرين من شهر يونيو· وتدعمه الحكومة الهولندية بإشراف مجموعة من السينمائيين العرب المقيمين بهولندا والذين يسعون إلى إيصال المنجز السينمائي العربي إلى الأوروبيين والجاليات العربية المقيمة هناك· ويهدف المهرجان إلى ردم الهوة الحاصلة بين الجمهور الأوروبي، وبين النتاجات العربية الفنية والمستقلة والمتجاوزة للإعلام المضلل، والذي لا يرى في العرب سوى الصورة المظلمة والمشوشة التي اخترعها وروجها بقصد أو بدونه· وهذه هذه المرة الأولى التي أشارك فيها في مهرجان خارج النطاق المحلي والخليجي، وكانت المنافسة بين أفلام المسابقة الرسمية للمهرجان قوية جدا، نظرا لمستوى الإنتاج العالي لأفلام قادمة من مصر والجزائر وتونس والمغرب، وكذلك فإن معظم المشاركين هم من الأكاديميين التي درسوا وخبروا السينما، وسبقوني بمراحل في هذا المجال، ولذلك فإن فوزي بفضية المسابقة كانت له قيمته المعنوية والمهنية المبهجة· حضور الإمارات ؟ وماذا عن صدى فوز فيلمك ''بنت مريم'' داخل أروقة المهرجان؟ ؟؟ هي أهم جائزة لي حتى الآن، لأنها تجاوزت النطاق المحلي والخليجي، وحملت صفة الإقليمية، والتي أراها بداية لمشاركات أكبر في المهرجانات الدولية القادمة، والجميل في هذا الفوز هو إعلان اسم (دولة الإمارات) ولثلاث مرات متتالية داخل أقسام المهرجان المختلفة، فالفوز وبعيدا عن الرضا الشخصي، هو تأكيد على الشوط الجيد الذي قطعته السينما الإماراتية خلال السنوات القليلة الماضية، وكان المؤتمر الصحفي الذي تلا عرض الفيلم وجمعني بكاتب السيناريو محمد حسن أحمد زاخرا بالأسئلة والدهشة الجميلة من قبل النقاد والجمهور الهولندي، فلم يصدق هؤلاء وبعد مشاهدتهم للفيلم أن عمر السينما في الإمارات لا يتعدى السبع سنوات، وكان هذا المؤتمر هو الأطول مقارنة بنقاشات الأفلام الأخرى· ؟ بعيدا عن هاجس الفوز بجائزة ما، كيف يمكن للسينمائي الشاب أن يستفيد من هكذا مهرجانات؟ ؟؟ هاجس الفوز بجائزة في أي مهرجان، هو هدف مشروع ومحفز دون شك، ولكن الاستفادة العظمى تتمثل في التثقيف الذاتي والنقاشات الجانبية الثرية التي تدور في كواليس المهرجان، وكذلك الإطلاع على تجارب متنوعة من حيث الطرح والتناول والتعبير السينمائي، وكل هذه العناصر تضيف إلى الرصيد البصري للسينمائي الشاب والمقبل على تجارب أكثر وأعمق في المستقبل· عناصر النجاح ؟ ما هي العناصر التي وفرت النجاح لفيلم ''بنت مريم'' كي يحصد جائزتين مهمتين خلال فترة متقاربة؟ ؟؟ عناصر نجاح هذا العمل تؤكد على مفهوم (صناعة الفيلم) والذي يرتكز على الجماعية والتناغم بجانب الدعم المادي الموازي لمتطلبات الإنتاج، وأنا هنا أشيد بالدعم القوي والمباشر من (مؤسسة الإمارات لدعم المشاريع الفنية والثقافية) وأشكر القائمين على هذه الهيئة والذين وفروا لي كافة الإمكانيات والمعدات السينمائية، وكانوا هم الصناع الحقيقيين لفيلم بنت مريم· بجانب السيناريو الذي اشتغل عليه الشاعر محمد حسن أحمد بتكنيك بصري وشعري عال، كما أن مواقع التصوير وأداء الممثلين وحرفية التقنيين في المراحل الإنتاجية المختلفة للفيلم كانت على مستوى مميز ومتجانس· ؟ وماذا بعد هذا التحدي الذي صنعه فيلم ''بنت مريم'' في مسيرتك السينمائية، خصوصا أنك مطالب بتجاوزه في المرحلة المقبلة؟ ؟؟ على الفنان أن يصنع من التحدي حافزا لتقديم أعمال أكثر نضجا وتنوعا، فبعد انتهائي من فيلم ''بنت مريم'' مباشرة، شعرت بأنني مقبل على مرحلة جديدة تتطلب جهدا أكبر وبحثا أوسع في المواضيع والأفكار السينمائية، فالقصص الإنسانية لا تنتهي، كما أن حقل التجريب في السينما هو حقل واسع وقادر على توريط السينمائي في مغامرات جديدة ومفاجئة، ولا يعني هذا أن النجاح سيكون حليف كل أفلامي القادمة، ولكنني أسعى دائما لتطوير وعيي ورؤيتي وحساسيتي الفنية عند التعامل مع الفيلم·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©