الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الموضوعية تحتاج إلى الأكاديمية

الموضوعية تحتاج إلى الأكاديمية
21 مارس 2015 22:46
محمود عبدالله (الشارقة) ربما تكون الندوة التي نظمتها دائرة الثقافة والإعلام في الهواء الطلق أمس الأول ضمن تنظيرات النسخة الخامسة والعشرين لأيام الشارقة المسرحية بعنوان «نقد المسرح في الصحافة العربية» من أهم الندوات الفكرية التي تابعناها، نظرا لخطورة موضوعها الذي يتناول ويناقش قضية «أزمة النقد المسرحي». أدار الندوة وقدم لها الباحث في الفنون المسرحية عبد الناصر خلاّف. تناول عبده وازن، مسؤول القسم الثقافي في جريدة «الحياة» اللبنانية في مداخلته عدة نقاط في محور أكد على ضرورة أن يعتمد النقد الصحفي على البساطة والعمق، وقال: إذا أردنا أن نتحدث عن الصحافة الثقافية سنجد أن الأقل قراءة فيها هو «النقد المسرحي»، وعلينا أن نميز بين النقد الصحفي والنقد الأكاديمي العلمي، والأول لا يستطيع أن يزدهر إذا لم يكن هناك حركة مسرحية متنامية مزدهرة، مختتما بعد تفصيلات حول تطور حركة النقد المسرحي في لبنان، أن على النقد الصحفي أن يجمع بين الانطباعية الذكية وبساطة اللغة والمفردات التي يمكن أن يستوعبها القارئ العادي، لكن علينا في النهاية الاعتراف بأننا أصبحنا الآن نعاني من فراع كبير في هذا المجال نتج عنه هوّة بين النقد الموضوعي المتخصص والنقد العاطفي «نقد المجاملات» الذي لم يخدم المسرح العربي. من جهته أكد نواف يونس مدير تحرير مجلة «دبي الثقافية»، على إيمانه بدور الإعلام الثقافي في تعزيز علاقة المسرح بالجمهور، متطرقا في مداخلته إلى مواكبة هذا الإعلام للمشهد الثقافي الإماراتي منذ بداياته مطلع الثمانينات وحتى الآن، وكيف ساهم في دعم المسرحيين والحراك المسرحي مادياً ومعنوياً وإعلامياً عن طريق مواكبة نشاط الفرق المسرحية الأهلية والمعوقات والتحديات التي واجهتها، مع محاولة إبراز جهود الجيل المؤسس للمسرح في الامارات وتعريف الجمهور بهم، مختتما بأن الإعلام الثقافي لا يقتصر دوره على تناول وتقييم العرض المسرحي، ولكن عليه دراسة مجمل المنظومة المتعلقة بالحركة المسرحية، مشترطاً في النهاية ضرورة التخصص لمن يمارس النقد المسرحي في الصحف. أما مداخلة الدكتور فيصل القحطاني رئيس قسم التلفزيون بالمعهد العالي للفنون المسرحية في الكويت، فقد ارتكزت على أن المسرح النوعي في مهرجانات المسرح العربي، يجد عادة نقداً موضوعياً موازياً، عدا ذلك فإن غير المتخصصين هم الذين يقودون دفة العمل النقدي في الصحافة الثقافية، وقد يقع العديد من نقاد الصحف في فخ قوة المال وسطوة الأشخاص. وقد أجمع المتحدثون في الندوة على سلبيات غياب مجلات المسرح المتخصصة، ومعها غاب النقد المسرحي العميق الجاد. مداخلات الحضور ركزت على محدودية المساحة المخصصة للنقد الموضوعي في الصفحات الثقافية للصحف، وأن المتابعات النقدية عالمياً تتصف بالتكثيف والبساطة والاختزال، فيما هي فضفاضة في الصحافة العربية، وأن الناقد المتخصص هو الذي ينير الطريق أمام المبدعين والحركة المسرحية، فيما أكد البعض عدم إيمانه بمفهوم النقد الصحفي، وأن النقد بصفة خاصة هو علم يدرس في الأكاديميات، وبدون نقد علمي وناقد محترف متخصص، ستظل العربة أمام الحصان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©