محمود عبدالله (الشارقة)
ربما تكون الندوة التي نظمتها دائرة الثقافة والإعلام في الهواء الطلق أمس الأول ضمن تنظيرات النسخة الخامسة والعشرين لأيام الشارقة المسرحية بعنوان «نقد المسرح في الصحافة العربية» من أهم الندوات الفكرية التي تابعناها، نظرا لخطورة موضوعها الذي يتناول ويناقش قضية «أزمة النقد المسرحي». أدار الندوة وقدم لها الباحث في الفنون المسرحية عبد الناصر خلاّف.
تناول عبده وازن، مسؤول القسم الثقافي في جريدة «الحياة» اللبنانية في مداخلته عدة نقاط في محور أكد على ضرورة أن يعتمد النقد الصحفي على البساطة والعمق، وقال: إذا أردنا أن نتحدث عن الصحافة الثقافية سنجد أن الأقل قراءة فيها هو «النقد المسرحي»، وعلينا أن نميز بين النقد الصحفي والنقد الأكاديمي العلمي، والأول لا يستطيع أن يزدهر إذا لم يكن هناك حركة مسرحية متنامية مزدهرة، مختتما بعد تفصيلات حول تطور حركة النقد المسرحي في لبنان، أن على النقد الصحفي أن يجمع بين الانطباعية الذكية وبساطة اللغة والمفردات التي يمكن أن يستوعبها القارئ العادي، لكن علينا في النهاية الاعتراف بأننا أصبحنا الآن نعاني من فراع كبير في هذا المجال نتج عنه هوّة بين النقد الموضوعي المتخصص والنقد العاطفي «نقد المجاملات» الذي لم يخدم المسرح العربي.
![]() |
|
|
|
![]() |
وقد أجمع المتحدثون في الندوة على سلبيات غياب مجلات المسرح المتخصصة، ومعها غاب النقد المسرحي العميق الجاد.
مداخلات الحضور ركزت على محدودية المساحة المخصصة للنقد الموضوعي في الصفحات الثقافية للصحف، وأن المتابعات النقدية عالمياً تتصف بالتكثيف والبساطة والاختزال، فيما هي فضفاضة في الصحافة العربية، وأن الناقد المتخصص هو الذي ينير الطريق أمام المبدعين والحركة المسرحية، فيما أكد البعض عدم إيمانه بمفهوم النقد الصحفي، وأن النقد بصفة خاصة هو علم يدرس في الأكاديميات، وبدون نقد علمي وناقد محترف متخصص، ستظل العربة أمام الحصان.