الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

توريس صانع المجد

2 يوليو 2008 23:28
لم يصبح الفرنسي زين الدين زيدان نجماً عالمياً إلا عندما احرز لقب بطولة العالم مع الديوك الزرق في 12 يوليو 1998 لقد كان ''زيزو'' موهبة فرنسية ساطعة يتميز عن زملائه بمسافات، لكنه دخل تاريخ اللعبة عندما سجل الهدفين الشهيرين برأسه في مرمى الحارس البرازيلي تافاريل، ليحمل أحفاد الجنرال ديجول كأس العالم للمرة الوحيدة في تاريخهم· صورة مصغرة شاهدناها يوم الأحد الماضي على ملعب ''ارنست هابل'' في فيينا، نجم صارخ يتوج بالذهب، وهو فرناندو توريس الذي كان العملة الأصعب في تشكيلة إسبانيا المتوجة بكأس أوروبا في مباراة نهائية شدت الأعصاب مع ألمانيا التي قادها مايكل بالاك الذي يلازمه النحس في المباريات النهائية· صحيح أن توريس لم يكن هداف البطولة ولا حتى إسبانيا، اذ ذهب اللقب لزميله دافيد فيا الغائب الأكبر عن النهائي بسبب الإصابة، وهذا ما حصل مع زيدان عام 1998 الموقوف مباراتين بعد طرده امام السعودية في الدور الاول، لكن ''ال نينيو'' كان مصدر الرعب الأول في تشكيلة المدرب لويس اراجونيس ''قاطع الرؤوس'' وأكبرها كان لمهاجم ريال مدريد راؤول جونزاليس، لكن ''حكيم هورتاليزا'' كان واقعيا وحكيما في آن معا عندما غض النظر عن عصبية توريس لدى استبداله في كل مباراة ضمن البطولة، اذ اعتبر ان ''توريس اهم لاعب في تشكيلتي وسينال مركزا اساسيا في اي منتخب''· ما الذي ميز توريس عن غيره من نجوم البطولة؟ اللائحة ليست طويلة لكنها ضمت امثال الالماني بالاك، الروسي اندري ارشافين، التركي حميد التينتوب، الهولندي ويسلي سنايدر، الكرواتي لوكا مودريتش وغيرهم·· واللافت انه رغم نيل شافي هرنانديز لاعب وسط إسبانيا جائزة أفضل لاعب في البطولة، إلا أن اسم توريس هو الذي يبادر الى الاذهان لدى مناقشة نجم البطولة· هدف واحد في مرمى ليمان المرتمي ارضا والمدافع فيليب لام الذي فاته قطار توريس، صنع الفارق بين بالاك والمهاجم الاشقر صاحب النظرة الثاقبة· لقد كان بالاك بأمس الحاجة للقب، وأكثر من أي لاعب سواه· نحس المباريات النهائية لازم ابن المانيا الشرقية منذ نهائي دوري ابطال اوروبا 2002 فخسره مع باير ليفركوزن امام ريال مدريد الاسباني 1-3 وتكرر الامر ذاته مع تشيلسي الانجليزي الموسم الماضي، فخسر الذهب بركلات الترجيح امام مواطنه مانشستر يونايتد، لكن الخيبة الاكبر تمثلت في مونديال 2002 الذي غاب فيه بالاك عن النهائي وعلق الميدالية الفضية في عنقه متفرجا على البرازيلي رونالدو وزملائه يحتفلون باللقب· يبلغ بالاك الثانية والثلاثين في سبتمبر المقبل، الزمن يداهم عملاق الوسط، وبحال اعتزاله من دون لقب كبير سيشكل ذلك فجوة كبيرة في سيرته الذاتية، وبالتأكيد لن يدخل قائمة اللاعبين الذين طبعوا لعبة كرة القدم بطابعهم· من جهته، نال توريس (24 عاما) مكافأة سريعة على مقوماته التي لا يمكن توقعها عند مشاهدة وجهه الطفولي وخديه الحمراوين وخجله الفائق، لكن بموازاة ذلك يتمتع لاعب اتلتيكو مدريد السابق ثم ليفربول الانجليزي الحالي (انتقل إليه مقابل 30 مليون يورو) بموهبة خارقة، سرعة ومراوغات قاتلة، والأهم من ذلك كله تقنية نادرة جديرة بصانعي الألعاب الموهوبين· انه لاعب يعشق الكؤوس، والكؤوس تعشقه، فمنذ ان زار صالة اتلتيكو مدريد التاريخية المدججة بالفضيات والذهبيات، أعجب ابن التسعة اعوام بهذه العراقة، وبعد 15 عاما أصبح ''ال نينيو'' في مصاف العمالقة الذين ردوا مجدا اسبانيا ضائعا منذ ما يقارب النصف قرن· بقي توريس يلف ملعب ''ارنست هابل'' وعلى كتفيه العلم الاصفر والاحمر، ولم يتوقف سوى لإلزامه بالمشاركة في المؤتمر الصحفي الذي يلي المباراة النهائية، وهو اعرب عن حاجته لوقت طويل لكي يستوعب هذا الانتصار التاريخي المستحق· الكأس الاوروبية انتهت والقارة العجوز دخلت في عطلة صيفية تحتاجها لاستعادة الانفاس، وعلى شفيرها سيبقى بالاك باحثا عن المجد الضائع، في حين سيحاول توريس التأقلم مع موقعه الجديد في عائلة العظماء·
المصدر: نيقوسيا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©