الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

صالح يعرض العفو عن «المنشقين» إذا تراجعوا

صالح يعرض العفو عن «المنشقين» إذا تراجعوا
25 مارس 2011 00:03
جدد الرئيس اليمني علي عبدالله صالح امس تمسكه بنقل السلطة سلميا، لكن من دون تحديد اي موعد، وعرض عشية حشد المحتجين لتظاهرات جديدة ضده اليوم تحت شعار “جمعة الرحيل” العفو عن العسكريين الذين انشقوا وانضموا للمعارضة ودعوا إلى استقالته. وقال صالح في تصريحات بثها التلفزيون اليمني الرسمي “لا يمكن باي حال من الأحوال أن النظام يقدم نفسه للمشنقة.. في كل الأحوال تعالوا للحوار السياسي وننتقل بالسلطة سلميا عن طريق المؤسسات الدستورية”، واضاف “على الذين ارتكبوا الحماقة يوم الاثنين وبعد يوم الاثنين وقبل يوم الاثنين.. ندعوهم للعودة إلى جادة الصواب في إطار العفو العام.. ونعتبرها حماقة وردود أفعال.. ونبرر لهم الموقف نتيجة عاطفة لما حدث يوم الجمعة”. (في اشارة الى مقتل 52 محتجا بالرصاص في صنعاء مما دفع لواء كبيرا في الجيش إلى مساندة المحتجين). وفي المقابل، كثفت المعارضة اليمنية جهودها للاطاحة بالرئيس مجددة رفضها عرضه التنحي بعد انتخابات رئاسية في نهاية العام ووصفته بانه كلمات فارغة لن ترد عليه. وقال المتحدث محمد الصبري “لا حوار ولا مبادرات لهذا النظام الميت”. وتجددت الاشتباكات بمدينة المكلا في حضرموت (شرق اليمن) بين قوات الحرس الجمهوري الموالية للرئيس صالح وقوات الجيش المؤيدة للحركة الاحتجاجية الشبابية، وسط أنباء عن مبادرة جديدة قدمها “المانحون” لإنهاء الأزمة في اليمن. وذكرت وكالة (رويترز) أن أفرادا من الحرس الرئاسي الموالي للرئيس صالح اشتبكوا مع وحدات من الجيش تدعم الاحتجاجات الشبابية المتصاعدة منذ 11 فبراير الماضي. وقال مصدر حكومي إن ضابطا برتبة عقيد أصيب لكن لم يتضح إلى أي الفئتين ينتمي. إلا أن مدير مديرية المكلا سالم صالح ومصادر محلية أخرى، نفت لـ”الاتحاد” وقوع أي اشتباك بين وحدات الجيش اليمني، مؤكدة أن “الوضع آمن ومستقر” في المدينة، التي شهدت، الاثنين الماضي، مواجهات مسلحة بين قوات تابعة لـ”الحرس الجمهوري”، الذي يتولى قيادته العميد الركن أحمد علي عبدالله صالح، نجل الرئيس اليمني، وقوات تابعة للمنطقة العسكرية الشرقية، التي يرأسها اللواء محمد علي محسن، الذي أعلن تأييده لمطالب “ثورة الشباب السلمية”. في محافظة الحديدة (غرب)، أكد مصدر عسكري يمني لـ”الاتحاد” ارتفاع حدة التوتر بين القوات التابعة لـ”الحرس الجمهوري” وأخرى محسوبة على القائد العسكري الكبير اللواء علي محسن الأحمر، قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية، المسؤول عن الانشقاقات داخل القوات المسلحة والأمن، بعد إعلانه تأييد مطالب المحتجين الشباب. وألمح المصدر ذاته إلى “عملية فرز” تجرى حاليا داخل الجيش، لتحديد ولاءات القيادات العسكرية، خصوصا بعد إعلان قيادات عسكرية بارزة انضمامها لـ”ثورة الشباب السلمية”. وكان صالح حذر، الثلاثاء الماضي، من “انعكاسات سلبية” على أمن البلاد في حال حدوث “تصدع في المؤسسة العسكرية”، دون أن يستبعد اندلاع حرب أهلية قال إنها ستكون “دامية”. إلا أن صحيفة “الأولى” اليمنية الأهلية ذكرت أمس أن الرئيس صالح اجتمع مع اللواء علي مسحن الأحمر، مساء الأربعاء، بمنزل نائب الرئيس عبدربه منصور هادي، غرب العاصمة صنعاء. وأوضحت الصحيفة، نقلا عن مصادر وصفتها بالمؤكدة، قولها أن صالح حاول في هذا اللقاء “تجاوز المأزق العسكري” الذي أوجده تأييد اللواء علي محسن للحركة الاحتجاجية. في هذا الوقت، واصل آلاف المعتصمين في صنعاء تحركهم للمطالبة بإسقاط النظام ضغوطهم على الرئيس اليمني، معلنين اليوم الجمعة “يوم الرحيل”، على أن يعلنوا يوم الجمعة الذي يليه “يوم الزحف” نحو القصر الرئاسي في حال لم يغادر صالح الحكم خلال أسبوع. وقد طلب صالح من مناصريه التظاهر اليوم بعيداً عن موقع الاعتصام الذي قتل فيه الأسبوع الماضي حوالي 52 متظاهراً. وقال رشاد الشرعبي العضو في “اللجنة السياسية لشباب الثورة” لوكالة فرانس برس إنه “لم يعد أي تنازل مقبول غير الرحيل ونحن نجري مشاورات حول آلية انتقال السلطة سليماً”. وأضاف “نريد دولة مدنية وليس عسكرية”. وكان الشرعبي يرد على تأكيد وكالة الأنباء الرسمية مساء الأربعاء موافقة صالح على التنحي عن السلطة قبل نهاية العام، وهو ما رفضته الأحزاب المعارضة أيضاً مطالبة الرئيس اليمني بالرحيل الفوري. ودعا خطباء مساجد يمنيون، موالون للرئيس صالح، أحزاب «اللقاء المشترك» المعارضة، إلى «الجنوح للسلم»، و»درء الفتنة»، في إشارة وقوف هذه الأحزاب في صف الحركة الاحتجاجية الشبابية المطالبة بإسقاط النظام.وطالب خطباء المساجد، في لقاءات متزامنة عقدت، أمس ، في أكثر من محافظة يمنية، أحزاب المعارضة، التي يتزعمها حزب الإصلاح الإسلامي، إلى «الابتعاد عما يؤدي إلى إشعال حرب خاسرة بين أبناء الوطن الواحد».وأكدوا على ضرورة «وجوب طاعة ولي الأمر» في إشارة إلى الرئيس صالح، تطبيقا لنصوص الشريعة الإسلامية التي «توجب الخضوع والطاعة للسلطان»، وعدم الخروج عليه، مشددين على ضرورة معالجة القضايا بـ«التي هي أحسن» وليس من خلال «الأعمال الفوضوية والتخريب وهتك الحرمات وقتل الأبرياء»، حسب وكالة الأنباء اليمنية «سبأ».?إلى ذلك قالت «هيومن رايتس ووتش» إن إقرار البرلمان اليمني، أمس الأول، حالة الطوارئ في البلاد «لا يُلغي التزام الحكومة (اليمنية) باحترام حقوق الإنسان الأساسية المكفولة بموجب القانون الدولي».وقال جو ستورك، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بالمنظمة الدولية المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان في العالم، :»قوانين الطوارئ ليست مبرراً لاستخدام القوة غير القانونية في سحق الاحتجاجات السلمية. العالم يراقب ليرى إن كان الرئيس صالح سيحترم الحقوق الأساسية المكفولة للمواطنين اليمنيين».وأضاف جو ستورك، في بيان صحفي،: «يجب أن يكف الرئيس صالح عن سفك الدماء في اليمن، بأن يحفظ القانون الدولي»، داعيا الرئيس اليمني إلى أن «يأمر السلطات بأن تتصدى للبحث عن المسلحين الذين أطلقوا النار على المتظاهرين» بصنعاء، الجمعة الماضية، ما أدى إلى مقتل 52 مدنيا وإصابة العشرات.وقد دعت هيومن رايتس ووتش إلى الكشف بالكامل عن إجراءات التصويت التي تمت الاستعانة بها في معرض تمرير إقرار حالة الطوارئ في البلاد، بناءا على قانون صدر في العام 1963. وعلى صعيد متصل بالتحرك الدولي لتلافي اندلاع حرب أهلية في اليمن، علمت “الاتحاد” أمس من قيادي بارز في حزب “المؤتمر” الحاكم أن الدول المانحة لليمن قدمت “مبادرة لإنهاء الأزمة” المتفاقمة. وقال القيادي:”المبادرة مشتركة من أطراف داخلية والمانحين. وهي لا تزال تدرس حاليا”، معربا عن تفاؤله بأن الأوضاع في اليمن “ستسير نحو الأفضل”. ولم يستبعد عضو المجلس لأحزاب “اللقاء المشترك” المعارضة محمد المتوكل، في حديث لـ”الاتحاد”، حدوث “توسط دولي” للخروج سليما من هذه الأزمة، لافتا إلى اللقاء الذي جمع الرئيس صالح بقائد المنطقة الشمالية الغربية، مساء الأربعاء. وكانت “المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات” قالت في تقرير، الخميس، “انقلبت موجة المد السياسي في اليمن بشكل حاسم ضد الرئيس علي عبد الله صالح... خياراته محدودة.. يمكنه إما أن يحارب جيشه أو أن يتفاوض على نقل سريع وكريم للسلطة”. ونصحت المنظمة الدولية بـ”نقل سريع للسلطة إلى حكومة مدنية انتقالية، وتجنب المواجهة”. من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية البريطانية أنها سوف تسحب معظم العاملين في سفارتها باليمن بسبب المخاوف من تصاعد العنف خلال المظاهرات المقررة اليوم الجمعة. وجاء في بيان صدر في وقت متأخر من أمس الأربعاء أن “عددا محدودا من ذوي الأعمال المهمة” سوف يبقى في العاصمة صنعاء. كما حث البيان البريطانيين الآخرين على مغادرة اليمن. وأضاف البيان: “في ضوء التدهور السريع للموقف الأمني في اليمن والخطورة الكبيرة المرتبطة بتصاعد التوتر في صنعاء والمظاهرات المقررة الجمعة 25 مارس والتي من الممكن أن تسفر عن وقوع اشتباكات عنيفة فإنه سيتم سحب جزء من فريق عمل السفارة البريطانية في صنعاء مؤقتا على أن يبقي عدد صغير من ذوي الأعمال المهمة، وسوف يسري هذا على الفور”. من جهة اخرى غادرت منظمات المساعدات التنموية الألمانية اليمن بالكامل بسبب الاضطرابات التي تشهدها البلاد حاليا. وأعلنت الخارجية الألمانية أمس في برلين أنه لا يزال في اليمن 36 ألمانيا. وكان يوجد في اليمن منذ بدء الاحتجاجات ضد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح نحو 250 ألمانيا. وذكرت الوزارة أنه تم تخفيض عدد الموظفين في السفارة الألمانية بصنعاء ليقتصر على فريق العمل الأساسي، بينما غادر باقي الموظفين وأسرهم البلاد بشكل مؤقت. تجدر الإشارة إلى أن المساعدات التنموية التي قدمتها ألمانيا لليمن على مدار العامين الماضيين بلغت نحو 80 مليون يورو. وكان يعمل في اليمن نحو 80 ألمانياً من موظفي المساعدات التنموية.
المصدر: صنعاء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©