كثف التحالف الدولي الضغط على العقيد معمر القذافي في اليوم السادس لعملياته أمس، عبر شن ضربات جوية جديدة استهدفت للمرة الأولى مدينة سبها معقل قبيلة الزعيم الليبي وغارات على الجنوب للمرة الأولى أيضاً، إضافة لاستهداف أهداف عسكرية في محيط طرابلس. وشن التحالف الدولي ليل الأربعاء وصباح أمس غارات جوية جوية مكثفة على سبها الواقعة على بعد 750 كلم جنوب طرابلس معقل قبيلة القذاذفة التي يتحدر منها العقيد معمر القذافي، وذلك للمرة الأولى التي تسدد فيها ضربات على هذه المدينة منذ انطلاق الحملة العسكرية الدولية بتفويض من الأمم المتحد لفرض حظر جوى على البلاد وحماية المدنيين من هجمات القوات الموالية للنظام الحاكم. في حين أكدت وكالة الأنباء الليبية والتلفزيون الرسميين أن مطار مدينة الجفرة (800 كم جنوب طرابلس) تعرض أيضاً لقصف جوي من قبل طائرات التحالف في ساعة مبكرة صباح أمس.
وبالتوازي، أعلن الكولونيل تييري بوركار الناطق باسم هيئة الأركان الفرنسية أن طائرات حربية فرنسية ضربت قاعدة جوية وسط ليبيا في ساعة مبكرة أمس، مبيناً أن الهجوم استهدف موقعاً غرب المنطقة التي ركزت عليها الغارات الفرنسية حتى الآن أي ضواحي مدينة بنغازي شرق البلاد. ومساء أمس، أكدت القوات الفرنسية أن طائرة حربية فرنسية أطلقت صاروخ جو - أرض على طائرة عسكرية ليبية ودمرتها بعد هبوطها في قاعدة مصراته الجوية، مبينة أن الضربة “جو أرض” نفذت بصاروخ ايه. ايه. اس. ام بعد هبوط الطائرة مباشرة في قاعدة مصراته الجوية، وذلك في انتهاك لقوات القذافي لحظر الطيران الذي أقرته الأمم المتحدة. ونفى متحدث عسكري فرنسي أمس، صحة تقارير أفادت بإسقاط مقاتلة فرنسية فوق مدينة سرت. من ناحيتها، قصف قوات التحالف ظهر أمس كلية عسكرية في تاجوراء شرق طرابلس، في حين أكدت الحكومة الليبية أن القصف طال أهدافاً “مدنية وعسكرية”.
وبدوره، أفاد الجيش الأميركي أمس أن التحالف العسكري أطلق 14 من صواريخ توماهوك الليلة قبل الماضية، بينما قالت وزارة الدفاع البريطانية أمس، إن غواصة بريطانية أطلقت مجموعة صواريخ توماهوك على أنظمة المضادات الأرضية في ليبيا خلال هجوم منسق مع التحالف الدولي. وفيما واصلت الطائرات الغربية ضرب أهداف ليبية أمس، لليوم السادس على التوالي، لكنها لم تتمكن حتى الآن من منع دبابات القذافي من قصف بلدات تسيطر عليها المعارضة المسلحة أو تعطيل مدرعاته عن التوجه إلى منطقة الشرق النفطية الاستراتيجية. وأكد سكان ومقاتلون في المعارضة أن دبابات النظام عادت إلى مصراتة تحت جنح الظلام، وبدأت قصف المنطقة الواقعة قرب المستشفى الرئيسي، واستأنفت هجومها بعد أن أسكتت الضربات الجوية الغربية أصوات المدافع خلال ساعات النهار. وفي طرابلس، عرضت قناة “الجماهيرية” الفضائية، صوراً في الساعات الأولى صباح أمس، لعدد كبير من جثث لقتلى وجرحى قالت إنهم من المدنيين والمسعفين استهدفتهم قوات التحالف الليلة قبل الماضية، بضاحية تاجوراء بأطراف طرابلس.
وذكر شاهد في سبها أن “غارات على المدية بدأت اعتباراً من الساعة الثانية فجراً بالتوقيت المحلي. سمعنا صوت تحليق طائرات ونيران مضادات ثم عدة انفجارات”. وتقع عدة مواقع عسكرية في سبها القاعدة الخلفية للنظام، حيث تتمركز القبائل المسلحة الأكثر وفاء للقذافي. كما قالت وكالة الأنباء الليبية الرسمية إن مطار مدينة الجفرة الواقع على بعد 800 كم جنوب طرابلس تعرض لقصف جوي من قوات التحالف في ساعة مبكرة صباح أمس. وهذه هي أول مرة تقوم فيها قوات التحالف بقصف الجنوب الليبي.
وشن الطيران الفرنسي هجوماً على “قاعدة جوية” ليبية على بعد 250 كلم من السواحل الليلة قبل الماضية، كما أعلنت رئاسة أركان الجيوش خلال مؤتمر صحفي في باريس. وقال الكولونيل بوركار الناطق باسم هيئة الأركان إن الهجوم تم بصواريخ “سكالب” أطلقت من طائرات رافال وميراج 2000- دي دون تحديد مكان القاعدة، لكنه ذكر أن أن الغارات استهدفت موقعاً غرب منطقة بنغازي التي ركزت عليها الطائرات الفرنسية قصفها حتى الآن. وأمس، أكد المتحدث نفسه أن “دورية جوية فرنسية نفذت ضربة جو أرض بصاروخ ايه. ايه. اس.ام بعد هبوط الطائرة تابعة لقوات القذافي مباشرة في قاعدة مصراته الجوية”. وأضاف أن الطائرة التابعة للجيش الليبي انتهكت حظر الطيران المفروض بموجب قرار مجلس الأمن 1973. من جهته، ذكر مسؤول أميركي أن المقاتلة الفرنسية دمرت قرابة الساعة 11,40 تغ أمس، طائرة عسكرية ليبية في مصراتة.
وفي حال أسقطت الطائرة وهي في الجو ستكون أول طائرة ليبية تؤكد قوات التحالف إسقاطها منذ بدء التدخل العسكري لفرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا. وفي غارات أخرى، قال التلفزيون الرسمي “تعرضت مواقع مدنية وعسكرية بمنطقة تاجوراء بطرابلس للقصف”. وأكد شهود أنهم سمعوا دوي 3 انفجارات قوية ظهر أمس في تاجوراء وتصاعدت على الإثر أعمدة دخان من الكلية العسكرية، التي تعرضت السبت والثلاثاء أيضاً لقصف من جانب قوات التحالف الدولي.
وقال الجيش الأميركي أمس، إن التحالف أطلق 14 من صواريخ توماهوك الليلة قبل الماضية على أهداف ليبية. وذكر متحدث باسم القيادة الأميركية لأفريقيا في ألمانيا أن التحالف أسقط قنابل على أهداف في ليبيا، حيث يواصل القذافي تحديه. وذكر الناطق باسم الجيش البريطاني الجنرال جون لوريمر أن “القوات المسلحة البريطانية شاركت مرة جديدة في هجوم منسق على نظام المضادات الأرضية الليبية”. وأضاف أن الصواريخ الموجهة من نوع “توماهوك” أطلقت من غواصة، دون إعطاء مزيد من التفاصيل حول الأهداف ونتيجة هذه الهجمات. وفي طرابلس، أظهرت صور بثها تلفزيون رسمي بعض الجثث وصلت إلى المستشفى المركزي بالمدينة، وهي متفحمة، كما استقبل المستشفى أشلاء ممزقة قالت القناة إنها نتيجة لهذه الغارات.
قال متحدث باسم المعارضة الليبية أمس، إنهم قتلوا 30 قناصاً حكومياً في مصراتة وإن السفن الحربية والزوارق الحكومية غادرت ميناء المدينة.
من جهتها، أعلنت طرابلس أن عدد القتلى المدنيين في 5 أيام من ضربات التحالف بلغ نحو 100، في حين قال التحالف إنه غير متأكد من عدم وقوع ضحايا مدنيين بالغارات لكنه يبذل جهوداً لاستهداف أهداف دقيقة.
عدد اليوم
