خلال الأسبوع الماضي اعتمدت وزارة التربية والتعليم التقويم الأكاديمي للعام الدراسي المقبل 2017 - 2018 على مستوى مدارس التعليم العالي والمدارس الخاصة التي تطبق منهاج الوزارة.
التقويم الجديد استهدف إحداث تعديلين رئيسين مقارنة بالتقويم السابق، الأول يتعلّق بمدة إجازة الفصل الدراسي الأول الذي تم زيادتها لتمتد إلى أربعة أسابيع بدلاً من ثلاثة أسابيع، والثاني انتهاء دوام الطلبة في نهاية العام الدراسي في 5 يوليو 2018 بدلاً من 28 يونيو.
ووفقاً للتقويم، سيبدأ دوام الهيئة الإدارية والتدريسية 3 سبتمبر، كما هو وارد في التقويم السابق، فيما يبدأ دوام طلبة رياض الأطفال ومرحلة التعليم الأساسي والثانوي في 10 من الشهر نفسه، على أن تبدأ إجازة الفصل الأول 17 ديسمبر وتستمر 4 أسابيع، ويستأنف الطلبة الفصل الثاني في 14 يناير، في حين تبدأ إجازة الفصل الثاني 25 مارس وتستمر لمدة أسبوعين، فإن التقويم الجديد يشير إلى أن آخر يوم دوام للطلبة سيكون في 5 يوليو 2018.
القراءة المتأنية لهذا التقويم جعلت الكثيرين في الميدان التربوي ينادون بمراجعة رزنامة العام الدراسي المقبل، لا سيما وأن بعض الأصوات في الميدان كانت تنادي من قبل بتقليص مدة إجازة الفصل الدراسي الأول، والاستعاضة عن الأسابيع الثلاثة بأسبوعين فقط لصالح نهاية مبكرة للعام الدراسي.
فالتقويم الجديد الذي ينتهي دوام الطلبة فيه في الخامس من يوليو لم يراع أجواء الصيف الحارة، وأنه من الأفضل تقليص مدة الإجازة في كلا الفصلين «الأول» و«الثاني» لينعكس ذلك على موعد انتهاء العام الدراسي في بداية شهر يونيو للعام المقبل، وتجنب الطلبة وأعضاء هيئة التدريس مشقة الدوام في أجواء صيفية شديدة الحرارة.
كما أن تقليص مدة الإجازة الفصلية سيسهم في تقليل نسب غياب الطلبة التي تزداد وتيرتها عادة مع قرب انتهاء العام الدراسي ودخول فصل الصيف، حيث تقل دافعية الطلبة للدراسة والتحصيل.
لا شك أن طول مدة إجازة الفصل الدراسي الأول إلى أربعة أسابيع تجعل عودة الطلبة للدراسة بعد فترة طويلة، حيث يحتاج بعدها الطالب إلى وقت للعودة إلى نشاطه في الفصل الدراسي الثاني، إلى جانب اختلاف إجازات المدارس والجامعات مما يؤثر على استقرار العائلات. وكذلك إيجاد علاج لاختلاف توقيت الإجازات بين المدارس، خاصة إذا أخذنا في الاعتبار أن كثيراً من الأسر لها أبناء في مراحل دراسية مختلفة.
هناك رأي يقول إن تقليص مدة الإجازة الفصلية يعد خياراً عملياً ودافعياً، لأنه لا يؤثر ويقلل من فترة التمدرس، ولا يثقل كاهل الميدان التربوي.
ويكون تلاميذ الحلقة الأولى الصغار غير قادرين على الدوام المدرسي في فصل الصيف بشكل طويل، حيث تستنفد طاقاتهم على الاستيعاب والتحصيل، لذلك يستوجب على الجهات المعنية وضع تلك المراحل في الاعتبار، والاستفادة من إجازة الشتاء واحتسابها ضمن أيام التمدرس حتى ينتهي الطلبة في وقت مبكر.
لذا يرى الكثيرون سواء من الهيئة التدريسية وأولياء الأمور والطلبة ضرورة إعادة وزارة التربية والتعليم النظر في الجدول الجديد، والأخذ بعين الاعتبار الظروف الدراسية، وطبيعة الأجواء المناخية مع دخول موسم الصيف، والعمل على توفير ودعم أعلى لمعدلات التحصيل الدراسي للطلبة.
عمر أحمد - أبوظبي
عدد اليوم
