الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الاستخدامات العشوائية للمضادات الحيوية تهدد المناعة الطبيعية للأطفال

الاستخدامات العشوائية للمضادات الحيوية تهدد المناعة الطبيعية للأطفال
31 مارس 2014 21:57
محمد إبراهيم (القاهرة) هناك كثير من الأبحاث العلمية التي تؤكد أن سوء استخدام المضادات الحيوية أو تناولها بشكل عشوائي خاصة للأطفال مع أدوار البرد تؤثر بالسلب على المناعة الطبيعية للجسم، ومع ذلك ونتيجة قلة الوعي يلجأ بعض الأهالي لتكرار الوصفة العلاجية «الروشتة» التي كتبها الطبيب من قبل، من تلقاء أنفسهم دون الكشف من جديد على الطفل بسبب ارتفاع أجور الأطباء، مما يعرض الطفل لمشاكل كثيرة، الأمر الذي يحذر منه الأطباء، ويرون أهمية التوعية إزاء هذا الأمر، وإقصار تعاطي أو وصف المضادات الحيوية إلا من قبل الطبيب المعالج. ما هي الأضرار الصحية لتناول العقاقير أو المضادات الحيوية بشكل عشوائي؟ ولماذا يلجأ كثير من الآباء والأمهات إلى وصف بعض المضادات الحيوية لأطفالهم ؟ الدكتور رأفت نبيل، استشاري طب الأطفال يوضح أن المضاد الحيوي مركب كيميائي قادر على منع تكاثر البكتيريا وتقليلها، لكن للأسف أصبح استخدامه عشوائياً اليوم، لدرجة أن الكثير من الأهالي عندما يأتون بأطفالهم المرضى للكشف عليهم، ولا يجدونني قد كتبت لهم وصفة علاجية لمضاد حيوي يتعجبون ويسألون، وبعضهم يطالبني بوصف مضاد حيوي بخاصة «حقن» لأبنائهم لأنهم يريدون أن يشفوا سريعاً لأن الأهالي مرتبطون بالعمل والأم لا يمكنها الحصول على إجازة وبعض الحضانات ترفض تسلم الأطفال المرضى حتى لا يصاب باقي الأطفال بالعدوى فتضطر الأم أن تترك طفلها عند أحد الأقارب أو والدتها أو حماتها وفي أسوأ الظروف أو تضطر للحصول على إجازة من العمل. ففي الواقع لا أعطي المضاد الحيوي إلا في أقصى الظروف مثلاً عندما تستمر الحرارة لأكثر من 72 ساعة، ولا تنخفض خاصة أن المضاد يؤخذ لعلاج حالات الأمراض الناشئة عن البكتيريا وليس عن الفيروسات، وبالتالي تناولها بشكل عشوائي يؤثر بالسلب على المناعة الطبيعية للإنسان، والكثير من الدول المتقدمة بأبحاث طبية علمية أثبتت من خلالها أن كثرة استخدام المضادات الحيوية خاصة لدى الأطفال له أضراره على الكثير من أجهزة الجسم خاصة جهاز المناعة». علاج سريع وتشير الدكتورة أماني محمد علوان، أستاذ طب الأطفال بكلية الطب جامعة القاهرة، أن جامعة يوتا بأميركا قامت بدراسة تؤكد إقبال الكثير من أطباء الأطفال على وصف المضادات الحيوية كعلاج سريع لأي بكتيريا، خاصة التي تصيب الأطفال والمتعلقة بالالتهابات الرئوية، الجيوب الأنفية، اللوز، مشاكل التنفس والتهاب الأذن مشيرة إلى أن بعض هذه البكتيريا لا تتطلب المضادات الحيوية، لأنها تقضي على الكثير من أنواع البكتيريا الحميدة التي تساعد على الهضم وتنقية الجسم من السموم، لأن المضاد لا يفرق بين البكتيريا الضارة والبكتيريا النافعة فيحاربهما دون تمييز،. من ناحية أخرى يعتاد الجسم على تلك المضادات ولا يتأثر بها، موضحة أن تناول الطفل الرضيع للمضادات الحيوية بشكل عشوائي قد يسبب له الربو وأمراض الحساسية في الطفولة لأنها تكون قد تحصنت ضدها، ولكن الطبيب يوصفها من باب الاحتياط وأحياناً تؤدي لعدم اكتمال النظام المناعي للطفل. وتكمل الدكتورة علوان: « بريطانيا أيضاً قامت بأبحاث طبية أكدت أخطار المضادات الحيوية خاصة لمن يحصل على جرعات زائدة على الحد حيث تنشأ لديه مقاومة للدواء تستمر لمدة عام وهو ما يعوق استعمال الدواء نفسه عندما يتطلب الأمر لعلاج حالة أخطر كالعمليات خاصة الخطيرة منها حيث يعقبهما تناول جرعة كبيرة من المضاد الحيوي وهو ما يكشف مساوئ الاستخدام العشوائي للمضادات الحيوية خاصة لدى الأطفال ولكن بشكل عام ليس كل حالات الالتهابات والإنفلونزا تحتاج للمضاد الحيوي وكل حالة لها المضاد الحيوي المناسب لها وهو الذي يصفه الطبيب وتنصح الأهالي بعدم تكرار المضاد الحيوي لطفلهم من نفسهم حتى لا يضروه على المدى البعيد». إضعاف المناعة ويقول الدكتور خالد المناوي، أستاذ طب الأطفال بالمركز القومي للبحوث: «إن استخدام المضادات الحيوية بشكل عشوائي ومفرط مع حلول الشتاء نظراً لإصابة الأطفال بأدوار البرد يؤثر بالسلب على مناعتهم، لأن بعض الحالات لا تتطلب المضاد الحيوي ولكن معظم الأهالي يكررون الوصفة الطبية التي سبق أن كتبها الطبيب للطفل، وأحياناً روشتة الأخ أو أحد الأقارب ظناً منهم أن هنالك تطابقاً للأعراض نفسها ومن باب الاستسهال واتباعاً لمبدأ «الحق الدور من أوله قبل ما يشد على الطفل» يشير إلى أن هنالك أكثر من 200 نوع من المضادات الحيوية، ولكل عائلة من عائلات المضاد مواصفاتها وخواصها وتختص بعلاج مرض معين، ومنها الأقراص ومنها الشراب ومنها الحقن، ويقول: إن الطبيب المعالج هو الوحيد القادر على تحديد المضاد المطلوب لعلاج حالة دون غيرها من خلال الكشف والتحاليل لأن لبعضها آثاراً جانبية شديدة كما أن الجرعة تختلف وفق السن والحالة، وبشكل عام المضادات الحيوية لا تستخدم إلا في حالات الالتهابات البكتيرية ولا توصف أبداً لعلاج العدوى الفيروسية، كما أن الطبيب أحياناً يطلب فحصاً للحساسية، ليعرف المضاد الحيوي الأفضل للجسم خاصة أن بعض الأجسام يكون لديها حساسية من مواد معينة يتكون منها المضاد، وبالتالي الاستخدام العشوائي لا يأتي بالنتيجة المرجوة ويضعف مناعة الجسم، كما أن الإفراط في إعطاء الطفل خاصة تحت 7 سنوات المضادات الحيوية يؤثر بالسلب على جسم الطفل، لأن المضادات الحيوية تقتل البكتيريا المفيدة للجسم مما يسمح بنمو الفطريات وزيادة تعرضه للإصابة بالفيروسات فيتأثر جهاز المناعة». فقدان القدرة على مواجهة البكتيريا يؤكد الدكتور أحمد سامي، أن استخدام نفس المضاد الحيوي عدة مرات متتابعة يفقد المضاد الحيوي القدرة على مواجهة البكتيريا أو الجرثومة لأنها اعتادت عليه. من ناحية أخرى بعض المضادات تؤثر على الجهاز الهضمي خاصة إذا كانت الجرعة لا تتلاءم مع سن ووزن الطفل فتسبب القيء أو الإسهال وبعضها يؤثر على الكُلى أو الكبد أو الجهاز العصبي وبعضها يؤثر على الحالة النفسية للمريض، بشكل عام يرى د. سامي الاستخدام العشوائي للمضادات الحيوية دون إشراف الطبيب قد يدخل العالم في نفق مجهول إذا ما نشأت أنواع متطورة من البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية المتعارف عليها لأن الأطباء بذلك سيكونون مطالبين بالتوصل لتركيبات جديدة لمضادات حيوية تتمكّن من السيطرة على أنواع البكتيريا الجديدة وعلى الأهالي أن يدركوا أنهم بتلك الطريقة يهدرون صحة أبنائهم على المدى الطويل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©