الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نوف البلوشي «صوغة إلكترونية» تثير الاهتمام

نوف البلوشي «صوغة إلكترونية» تثير الاهتمام
15 مايو 2010 21:19
عندما تكون البيئة المحيطة خصبة لنمو موهبة، فإن الثمرة تأتي قوية منذ البداية، وعندما تكون تلك النباتات محاطة بالرعاية والغذاء المناسب، فإنها تكون نضرة وغنية بالعطاء وتعكس مكوناتها بشكل جلي، ولذلك أصبحت نوف بدر البلوشي متخصصة في التصميم والعمل بالجرافيك، وهي صغيرة، حيث نشأت على يد والدها الفنان التشكيلي والمصور، لتنتقل سريعاً من مرحلة الرسوم البدائية عندما كانت في الإعدادية، إلى مرحلة الدخول في دورات من أجل أن تتعلم كيف تحصل على منتج يرضي الآخر ، وهي تقول: قبل كل شيء يعتبر الجرافيك فن التصميم عن طريق وضع الأفكار الأساسية، ثم العمل عليها حتى مرحلة الحصول على شكل ترتاح له النفس، وينجذب نحوه الانتباه. أحبت الرسم منذ الصغر، ولكنَّها في المرحلة الإعدادية أصبحت أكثر اهتماما لأن المعلمات كن يحفزنها على العمل والإنتاج، لذلك وحين بلغت المرحلة الثانوية أصر والدها على أن تتعلم الفوتوشوب، ومن هنا تولدت لديها الرغبة في اللعب بالصور الكترونيا، وقررت أن تدرس التصميم، فسجلت في كليات التقنية، لتتخصص في التصميم الداخلي بطريقة الرسم بالجرافيك وخاصة هندسة التصميم، وكل ذلك كان يعتبر مرحلة سعي من أجل احتراف الرسم، تعلمت خلالها أن الجرافيك ما هو إلا عملية تجمع الحروف بالصور وتوصيل رسالة بشكل جميل ومثير للانتباه، خاصة أن العصر الحالي يتطلب أن يستخدم المصمم برامج النشر والتصميم من أجل تحقيق الأهداف. من خلال الكليات المتعددة حصلت نوف على كل ما ترغب فيه، ومن أجل التعرف إلى مستواها كانت تشارك الآخرين، وفي السنة النهائية تعرفت إلى فتاة، تقول نوف إنها تشعر أن عليها ذكرها من خلال الحديث، لأن تلك الفتاة كان لديها منتدى الكتروني، وقد طلبت إدارة المنتدى من نوف إضافة اللمسات الأخيرة على منتجاتها، ومن خلال ذلك المنتدى أصبحت تصلها طلبات من أعضاء لتنفيذ تواقيع الكترونية لهم، وعندما كانت صاحبة المنتدى تنفذ «البنر» كانت نوف تقوم بوضع الألوان، وكان ذلك يحدث ردة فعل إيجابية لدى الأعضاء، وكان الكثير منهم يسجلون في المنتدى من أجل أن يتواصلوا معها عن طريق المراسلة لطلب تصاميم لأن الألوان جذبتهم. بعد مضي ثلاثة شهور كانت نوف قد أتقنت فن تركيب التصاميم الخاصة بالمنتدى، ثم فكرت في الاستقلال فكانت البداية تصميم موديلات لأعضاء المنتديات من أجل إنشاء مواقع خاصة بهم، وقد اكتشفت أن الناس لديهم فكراً وثقافة الكترونية متقدمة، وكل صاحب منتدى لديه أفكار ساعدتها على تطوير التصاميم، وعن طريقهم كونت لنفسها دفترا لعملاء يثقون بها، وهم من مختلف أنحاء الإمارات، وبعد فترة أصبحت نوف تعمل على تصميم بطاقات البزنس أو التعريف الشخصي ثم المطويات أو البروشورات، وقد منحها ذلك فرصة التواصل مع العديد من الجهات الحكومية بهدف تنفيذ التصاميم الخاصة بمواقعهم أو بمنتجاتهم الورقية، فأنجزت لمراكز الناشئة، ولجمعية الإرشاد الاجتماعي والقوات الجوية في أبوظبي ولشرطة أبوظبي، إلى جانب محال تجارية يديرها أبناء الإمارات الذين يحبذون اللمسة الإماراتية المحلية. بداية كانت الأسعار، ولا يزال بعضها كذلك، تبدأ من عشرة دراهم وحتى مائة درهم، وقد حصلت على مبلغ أربعة آلاف من إحدى الشركات الخاصة بالحاسوب المحمول ولا تزال تتعامل معها منذ ثلاث سنوات، وتقول نوف إن بعض التصاميم البسيطة تحتاج ساعتين من العمل، فيما يستغرق البعض الآخر وقتاً طويلاً، ولأنها موظفة في بلدية عجمان، فهي تعمل طوال فترة المساء لتنفيذ المهام المطلوبة منها، وهي ترى أن العميل ربما يحد في بعض الأحيان من الإبداع، ولكن بعد أن يطلع على ما تم تنفيذه للآخرين يترك لها حرية الاختيار، وتعتبر طلبات العميل مجموعة من الابتكارات، لأن الأفكار التي يأتون بها تمنحها الحلول، ويجعلها تصل للتصميم الأفضل، وهي تعمل على الابتكار من خلال اختيار الخامات التي ستظهر في المنتج. قامت نوف بوضع العديد من التصاميم المجانية من اجل أن يتعرف الناس على ذوقها وشكل الأعمال التي تنجزها، وقد عرفها الناس من خلال اسم صوغة، حيث اختارت لنفسها هذا الاسم المستعار وهو يعني تلك الهدية الثمينة التي يأتي بها المسافر ويقدمها لأعز الناس، وربما أتت اللفظة من صوغ، وهي مايصاغ من الذهب، حين كان القادمون يأتون لبناتهم ونسائهم بالذهب البحريني، وترى نوف أن أفضل الأعمال تلك التي تحمل لمسة من الحلي أو المجوهرات، واللمسات الإماراتية التي اقتبست من التراث، ولا تعتبر نفسها صغيرة على تصميم المواقع واحتراف الجرافيك، بل هي تتطلع لأن تدير مشروعاً خاصاً بها ذات يوم.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©