(الشارقة) - في مبادرة لافتة للفن والإبداع تشكلت في قصباء الشارقة، واحتفاء بالفعاليات والأنشطة الثقافية والفنية المتميزة التي تنظم على مدار العام، فتحت يوم أمس الأول، «حديقة مرايا الفنون» أبوابها معلنة بداية حراكها الفني، لتكون حاضنة نخبة من أعمال الفنانين والفنانات العرب والأجانب مستقبلاً، مستعرضة بأسلوب مبتكر وجديد نتاج إبداعاتهم وفنونهم المختلفة في مجالات النحت والرسم والتشكيل والتركيب الفني المعاصر.
وتعد «حديقة مرايا الفنون»، مشروعاً فنياً ناهضاً، كما أنها تمثل منصة عرض خارجية لكافة المشاريع الفنية الإقليمية والدولية، لتتوزع مستقبلاً فتشمل عدداً من الأماكن الواقعة في نقاط رئيسية وحيوية من الشارقة، منها على سبيل المثال، منطقة واجهة المجاز المائية، والتي حظيت بقسمين من المشروع، يعكس الأول منها «حديقة المنحوتات»، والتي تم إطلاقها بالأمس القريب، لتكون معرضاً فنياً متميزاً لمشاريع وأعمال مختلف الفنانين، والمصممين، والمهندسين المعماريين المحليين والعالميين، والثاني يتمثل في «حديقة الفنون للأطفال»، والتي سيكون لها دور محوري في تعليم وتعريف الأطفال على جماليات عالم الفن، من خلال حقول إبداعية شتى، منها «النحت، والألعاب التفاعلية، والأنشطة التعليمية».
يأتي هذا المشروع الطموح، في إطار سعينا الدائم لاستقطاب جملة من المعارض النوعية التي تشكل ظاهرة فنية جديدة، أو تحمل معاني وتفاصيل ذات أبعاد إنسانية وثقافية بعيدة المدى، هذا ما أكده مدير مركز مرايا الفنون يوسف موسكاتيلو، قائلاً: «بادرنا ومنذ مطلع العام المنصرم بهذا النهج التطويري للارتقاء بالحراك الفني في الشارقة وعموم الإمارات، وكجزء من رؤيتنا ورسالتنا في التخطيط لتوسيع مجالات برنامجنا، والوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من الجماهير، سواء من متذوقي الفن أو من الجمهور العام، لنواصل أهدافنا ونرتقي بها مع تأسيس «حديقة مرايا للفنون»، والتي تهدف إلى خلق بيئة فنية وإبداعية فريدة من نوعها، لاحتواء ورعاية الفنانين المحليين والدوليين، وتشجيعهم على التفاعل مع الساحات العامة، ومشاركة أعمالهم مع بقية فئات المجتمع، كما سنوجه من خلال هذا الصرح دعوة مفتوحة للعديد من الوجوه المعروفة والصاعدة في مجالات الفنون، والتصميم، والهندسة المعمارية، وذلك في سبيل الخروج بأفكار جديدة ومتطورة لإنتاج منحوتات وأعمال فنية تستقطب اهتمام الجمهور، لخلق مشاريع مستدامة ستسهم مستقبلاً في تكوين هوية وبصمة تميز إمارة الشارقة، وتمثل في ذات الوقت جسوراً للتواصل الثقافي والفني مع بقية دول العالم».
كما تم وتزامناً مع انطلاقة «حديقة مرايا الفنون»، الكشف عن العمل النحتي البديع «هرم الوجود» للفنان العراقي الأصل وفاء بلال، والذي أبدع منحوتة فنية متنقلة بارتفاع 5 أمتار، مع قبة يبلغ قطرها 10.5 م، و17 نافذة، تحتوي 15 منها على عدسات تصوير ميكانيكية تتلاعب بأشعة الضوء. وقد وصف بلال عمله الفني، قائلاً: «يُعتبر مشروعي الجديد في حديقة مرايا للفنون بالغ الأهمية على الصعيدين الإقليمي والثقافي، فمنحوتة «هرم الوجود» تُعتبر في نهاية المطاف احتفاءً بإنجازات اثنين من العلماء المسلمين العرب العظام، وهما «ابن الهيثم، والجزري»، واللذين يعتبران من أبرز العلماء الناشطين في صدر العصر الذهبي للحضارة الإسلامية والعربية، لتختزل منحوتتي هذه سمات من عبقريتهما الفذة، وتقدمهما المعرفي والعلمي في علوم البصريات والرياضيات والحركة الميكانيكية».
ويخرج هذا العمل الفني للنور، عبر ثمرة مجهود فريق متميز من المهنيين المتخصصين، بالإضافة إلى القيّمة الفنية على المركز «سارة رضا، والتي تشير بدورها إلى منحوتة «هرم الوجود» كعمل خاص يعيد تأطير علاقة الفن بالهندسة المعمارية، ليصوغ كيفية توافقها مع محيطها المكاني والزماني.
عدد اليوم
