الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الغدير» يروي سيدات الإمارات ويسقيهن الأمل

«الغدير» يروي سيدات الإمارات ويسقيهن الأمل
1 سبتمبر 2009 01:34
كانت تمر بظروف صعبة بعد أن طلقها زوجها وتركها مع ابنها الوحيد معتز في إحدى الشقق المتواضعة، بينما تمر بأزمة مالية حادة ساءت من بعدها حالتها النفسية وفقدت ثقتها بنفسها وإمكانية إعالة صغيرها، لم تجد من يساعدها ويمد يد العون لها، إلى أن نصحتها إحدى الصديقات بالتوجه إلى الهلال الأحمر، وهناك وجدت الأيادي البيضاء التي أخذت بيدها وأعادت ثقتها بنفسها وبقدرتها الذاتية في إعالة نفسها وابنها، من خلال عملها في مشروع «الغدير». دعم مادي ومعنوي إنها عائشة التي تقول شارحة ظروفها: «قبل أن آتي إلى «الغدير» كنت أمر بظروف صعبة واعتقدت بأني لن أنجو من قسوة الحياة، ولكن بعد أن بدأت العمل في مشروع الغدير عادت ثقتي بنفسي وبقدرتي على توفير لقمة العيش لابني، فلقد قدموا لي الدعم المادي والمعنوي، واستقبلوا ابني خلال وجودي في التدريب، فأنا وحيدة هنا ولا يوجد مكان أضع فيه ابني، إلا أنهم لم يمانعوا من وجوده معي عندما تقوم «أم ناصر» وهي إحدى المدربات في المشروع بتدريبي على الطلبيات التي يتلقاها مشروع الغدير، وكانت لدي القابلية على التعلم بسرعة لخبرتي العملية في هذا المجال فأنا في الأصل كنت أعمل خياطة عندما كنت في بلدي المغرب، لذلك لم أجد صعوبة في ممارسة الأعمال اليدوية التراثية، كما أنهم يسهلون لنا ظروف العمل الذي أقوم به في المنزل، وحقق لي هذا المشروع دخل سترني وابني ولله الحمد، ولولا هذا المشروع ما كنت لأعرف مالذي كان سيحل بنا». طريقة العمل جاء مشروع الغدير عام 2005 لخدمة هذه الفئة من السيدات وحفظ كرامتهن وكرامة أسرهن من خلال توفير دخل إضافي لهن بحسب كمية العمل الذي ينتجونه، والذي يساهم من جانب آخر في إعادة إحياء الموروث الشعبي وتطويعه ليتماشى مع متطلبات العصر الحديث بصورة تحمل في طياته عبق الماضي وأصالة تراثنا المحلي الجميل.. تقول في ذلك ناعمة المنصوري- مدير إدارة المشروع: «الغدير من المشاريع الرائدة التي تدعم سيدات مدينة أبوظبي، وقد بدأ المشروع بسبع سيدات حرفيات مواطنات يعملن تحت مظلة الهلال الأحمر، لاكتساب الخبرات اللازمة في صناعة منتجات يغلب عليها الطابع الإماراتي المميز، وبنوعية تتميز بالجودة العالية التي تقبل عليها المؤسسات والجهات الحكومية لاقتنائها وخدمة هذه الفئة من المجتمع». تضيف المنصوري موضحة طريقة العمل: «يتم استقبال السيدات القادرات على الإنتاج اليدوي اللواتي لديهن قابلية في اكتساب الحرفة ويتم تدريبهن على يد مدربة هي بدورها واحدة من السيدات المستفيدات من المشروع والتي تمتلك الخبرة والمهارة. وبعد أن تتقن كل واحدة من السيدات العمل يتم توزيع المواد الخام المطلوبة ويعدن إلى منازلهن لتنهي كل واحدة منهن الكمية التي تم تسليمها لها، وإذا ما لزمها لوازم لإتمام العمل كبعض من الخيوط أو السدو الذي يستخدم في معظم الأعمال، ما عليها إلا أن ترفع سماعة الهاتف، ليتكفل العاملون في المشروع بتوفيره لها إلى منزلها، وعند انتهائها من العمل تهاتف القائمين بالمشروع لاستلام الطلبات، وبعدها يتم التأكد من جودته، فإذ لم يكن ضمن المعايير الموضوعة يعاد تدريب السيدة إلى أن تنتج عمل متقن ذا جودة عالية، وبعدها يتم تغليف الطلبيات وتباع وتأخذ السيدة ثمن بيع قطعها كاملة، فنحن نتكفل بكل المستلزمات ونعطيها أجر يدها». منتجات ومعارض يتلقى الغدير العديد من الطلبات التي تقدمها الجهات والدوائر الحكومية والتي تطلب هذه المنتجات كهدايا تذكارية لعملائها، أو كجوائز تكريمية معنوية لموظفيها، ولذلك فإن التسويق جيد ومستمر. تقول ناعمة المنصوري: «المنتجات محلية وإماراتية 100%، فالمشروع قائم بتوفير كل منتجاته من خلال الميزانية التي توفرها رئيسة المشروع الشيخة شمسة بنت حمدان آل نهيان مساعد رئيس الهيئة لشؤون النسائية، والتي تقوم بالموافقة على المنتجات التي يتم اعتمادها في الإنتاج، وطريقة التسويق المعتمدة هي المعارض التراثية التي نحرص على المشاركة فيها، لعرض منتجاتنا التراثية وفتح المجال لمختلف الشرائح والجهات العاملة في الدولة مثل الفنادق وغيرها للاطلاع على موروثنا الشعبي الذي نحاول أن نجعله جزء من حياتنا اليومية، فمثلا نحن نسعى لطرح فكرة على بعض الفنادق الكبرى تسمح للمقيمين فيها من الزوار أن يتعرفوا على تراث بلدنا من خلال الأدوات التي توفرها لهم الفنادق ولكن بطابع محلي مميز مثل أطقم العناية الشخصية، هذا إلى جانب عرض أفكار جديدة للجهات المنظمة لحملات الحج تسمح لهم بتوفير خدمة مميزة لحجاج الـ VIP مثل مستلزمات الحج التي تصنعها سيداتنا باستخدام الادوات التقليدية المحلية، وهي أفكار جديدة وعصرية منها حقيبة الحج الخاصة للرجال والتي تضم سجادة صلاة صغيرة، مصنوعة من الصوف بطريقة راقية ومميزة، بحيث تسمح لرجل بأن يضع أدواته الشخصية مثل هاتفه النقال ومحفظته». أفكار متنوعة تقدم العاملات أفكار مستلهمة من الماضي ويقمن بتطويعها لتتماشى مع أسلوب الحياة العصرية بطابع تراثي، تقول أم ناصر: «أنا ولله الحمد من أوائل السيدات اللواتي استفدن من هذا المشروع بفضل الله تعالى وفضل القائمين عليه، فهو مصدر دخل إضافي لي ولعائلتي. حيث أصنع أدوات متعددة وأستثمر موهبتي، فإلى جانب العمل الذي يكلفوني به فأنا أتقاضى راتب شهري كوني مدربة للحرفيات الجدد، وأضيف أفكار جديدة مثل تزيين الفخار بصورة مبتكرة باستخدام الخيوط الذهبية المعتمدة في تزيين البشت، وتم عرض النموذج على الشيخة شمسة بنت حمدان آل نهيان وعجبتها الفكرة كثيرا وطلبت أن نصنع لها 300 فخارة بنفس الفكرة، وبعدها زادت الطلبات على هذه الفخارة ولله الحمد، وأنا أحاول دائما أن أضيف أفكار جديدة لأرد الجميل لهذا المشروع الرائع». إنتاج محلي يهدف «الغدير» إلى أن تكون جميع منتجاته محلية ومن صنع أسر منتجة، مثلا «البخور» تقوم بصناعته سيدة إماراتية أخرى تتكفل بصنعه في منزلها، ليتم تعبئته في الفخار الذي صنعته سيدات المشروع عبر انتاج محلي 100% في غاية الجودة، ويقدم بخدمة إنسانية لهؤلاء الأشخاص، تقول المنصوري: «نحاول قدر الإمكان أن يستفيد الأشخاص المحتاجون لهذا المشروع من جميع مراحل التصنيع، فمثلا العود الكمبودي الذي نستخدمه، عرضته علينا كبرى محلات العود والعطور لتوفيره، إلا أن إحدى السيدات الإماراتيات عرضت توفيره من الهند مباشرة وبمبلغ زهيد، فعقدنا معها الصفقة وحاليا هي تربح معنا مبالغ كبيرة نظرا لحجم الطلب الذي نستعمله وبفضل الله بازدياد مستمر».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©