السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سعيد حارب: حبي للبحر علمني لغة حسابات الدرور

سعيد حارب: حبي للبحر علمني لغة حسابات الدرور
1 سبتمبر 2009 01:34
لا يزال سعيد حارب يجاور البحر في كل يوم، فهو على العهد مع رائحة البحر، يشهد كل يوم تقريبا انعكاس الشمس على أمواجه التي تتكسر على الشاطئ في جميرا، ويحن إلى كل السنوات التي مضت تحمل معها عبقا ليس له مثيل على ضفاف الشندغة. هو عبق البحر. يقول سعيد رئيس «اتحاد الرياضات البحرية» و»جمعية المحترفين الدولية للزوارق السريعة»: لا تزال ذكريات ذلك المجتمع البحري تسكن في وجداني وحاضري إلى اليوم». ابن البحر تعلم سعيد حارب من ذلك المجتمع لغة خاصة بأهل البحر، وأهم ما في تلك اللغة حسابات الدرور التي هي العشرون والثلاثون والأربعون، وكل مرحلة لها طقسها، لذلك لا يمكن أن يجري سعيد أي سباق زوارق دون العودة لتلك الحسابات، فهي التي تعطي مؤشرات للطقس المناسب أو السيئ. يقول سعيد: أنه منذ كان طفلا كان البحر الشاغل الأول له، لذلك كان يعود من المدرسة ويلقى بالحقيبة ويركض إلى البحر، وكان هذا حال كل من سكن قرب البحر ونشأ منذ الصغر هناك، وكان يسافر مع والده وشقيقة الأكبر إلى البحرين وقطر، حيث تلك الرحلات كانت دروسا في الصبر والتحمل. رحلة الذكريات أخذ سعيد خلاصة الأخلاق الفاضلة والحكمة من أهل البحر، خاصة أن جده لأمه جمعة بن عبدالله الفلاسي والملقب «الأملح» كان يعرف بين الناس بالسردال، وهو قائد سفن الغوص أو القائد إلى «الهيرات» البحرية. أما الجد من طرف الأب فهو أحمد بن حارب، المسؤول عن حركة السفن في خور دبي، وتم تعيينه فيما بعد قاضي للقضايا البحرية. من خلال المدرسة وجد سعيد أن شخصية رياضية تنمو في داخله، فكان يلعب دور حارس المرمى في المدرسة، وعندما انتقلت الأسرة من منطقة الشندغة إلى الشعبية، قريبا من شارع الضيافة، كان يتكبد عناء الانتقال بالسيارة إلى الشندغة ثم يركب العبرة ليصل إلى المدرسة الأحمدية، ومن هناك يأتي الباص لينقل اللاعبين إلى النادي الأهلي. وكان ذلك يحدث يوميا. رحلة طويلة من ملاعب المدرسة إلى الملاعب، فبعد الأهلي صار في نادي الوصل وكان يسمى قديما «الزمالك» ثم انتقل إلى الوحدة إلا أن سمو الشيخ أحمد بن راشد آل مكتوم، رئيس النادي آنذاك، طلب منه العودة إلى الأهلي. عربي دولي عندما التحق سعيد حارب بالجامعة في القاهرة وجد أن أسلوب أحد الأساتذة المتبع في متطلبات التخرج لا يمت للمطلوب منه بأية علاقة، فقد كان عليه أن يقف على باب الجامعة ليبيع الصحيفة، فعاد إلى الإمارات واختار عدم الإكمال ثم التحق بالمنطقة العسكرية في دبي برتبة مرشح. يقول: «في عام 1990 بدأت مرحلة جديدة في حياتي، حين أجرت المنطقة العسكرية مسابقات بحرية، وكانت تشرف عليها لجنة من المنطقة بهدف تنشيط الرياضات البحرية. وبعد فترة سافرت لأسجل كأول وأصغر عضو عربي في الاتحاد الدولي لسباقات الزوارق، وحضرت أيضا في العام نفسه اجتماع الاتحاد الدولي لرياضات الزوارق السريعة الذي أقيم في موناكو». يبتسم ثم يضيف: «الأمر الغريب الذي فوجئت به هو لقائي مع المروج والمنظم الدولي مارورفينا الذي طلب مني أن يقام السباق التالي وهو ختام بطولة العالم في دبي، وخلال دقائق حصلت على موافقة سمو الشيخ أحمد بن راشد آل مكتوم، وأخبرت ماروفينا بموافقة حكومة دبي، على أن لا يناقش أي تفصيل إلا في دبي ومن خلال مؤتمر صحفي». التراث البحري حصل سعيد في عام 1992 على شهادة أفضل منظم عالمي لبطولة سباق الزوارق السريعة، ومن هنا نجح في المساهمة في كل البطولات التي تحققت، ومنها بطولات الفيكتوري تيم، وكانت أول بطولة عالمية بقيادة خلفان حارب، وبمناسبة كل تلك النجاحات تم اختياره من قبل الاتحاد الدولي كمنظم للبطولات في أوروبا مثل بريطانيا والنرويج واسبانيا والبرتغال. لكن بن حارب يطلب الفصل بين سعيد حارب وبين الفيكتوري تيم، يقول: «إن الفيكتوري مؤسسة مستقلة بذاتها وأفخر كثيرا بوجودها، خاصة أنها أنجبت (سعيد الطاير ومحمد المري وعلي القامة وعلي بالحبالة ومحمد الغيث والمرحوم حمد بوهليبة) ويسير على خطاهم اليوم أبطال ترنو اليهم أنظار العالم». ويضيف سعيد قائلا: «لا أزال قريبا من البحر، وأعمل منذ عام 1991 ضمن التراث البحري والسباقات الشراعية أيضا وأهمها «القفال» الذي يقام في مايو من كل عام بدعم وتشجيع من صاحب الفكرة سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم- نائب حاكم دبي وزير المالية، ويخرج من خلال هذا السباق في كل عام حوالي 3000 شخص ما بين بحارة ومنظمين ومتسابقين»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©