بعدما تسببت الاضطرابات التي شهدتها مملكة البحرين الفترة الماضية في تأجيل انطلاق فعاليات بطولة العالم (الجائزة الكبرى) لسباقات سيارات فورمولا-1 لموسم 2011، تتجه أنظار عشاق فورمولا-1 إلى مضمار ملبورن يوم الأحد المقبل لمتابعة ضربة البداية للموسم الجديد.
وكان مقرراً أن تنطلق فعاليات البطولة بسباق جائزة البحرين الكبرى في 13 مارس الحالي ولكن حالة عدم الاستقرار التي سيطرت على البحرين في الأسابيع القليلة الماضية تسببت في تأجيل السباق الافتتاحي لأجل غير مسمى مع بدء فعاليات البطولة بالسباق الأسترالي في 27 مارس الحالي.
وينتظر أن يشهد الموسم الجديد صراعاً شرساً على اللقب بين الألماني سيباستيان فيتيل حامل اللقب ونجم فريق ريد بول وأربعة سائقين نجحوا في إحراز اللقب في مواسم سابقة.
وتوج فيتيل باللقب في الموسم الماضي ليصبح أصغر سائق يفوز به في تاريخ فورمولا-1 ولكنه سيخوض تحدياً صعباً في رحلة الدفاع عن لقبه أمام عدد من السائقين البارزين وفي مقدمتهم كل من الإسباني فيرناندو ألونسو والبريطانيين لويس هاميلتون وجنسون باتون والألماني مايكل شوماخر الذين سبق لهم الفوز باللقب.
وكان بيرني إكليستون، رئيس الرابطة المنظمة للبطولة، واضحاً في رؤيته بشأن السائق الأكثر ترشيحا للفوز باللقب في عام 2011 حيث قال إكليستون “إنه سيباستيان فيتيل بالتأكيد”، ولكن فيتيل نفسه لا يعتقد أن رحلة الدفاع عن لقبه ستكون مهمة سهلة وهو ما أشار إليه خلال مرحلة الاختبارات استعداداً للموسم الجديد حيث قال: “يد جديدة وحظ جديد”.
تحطيم الأرقام
ودأب فيتيل (23 عاماً) على تحطيم الأرقام القياسية الواحد تلو الآخر في الموسم الماضي ولكنه يرى أن الوصول لقمة الترتيب العام للبطولة في الموسم الحالي لن يكون سهلاً على الإطلاق.
وأكدت مرحلة الاختبارات على أن فيتيل وزميله الأسترالي مارك ويبر يقودان أفضل السيارات التي ستشارك في الموسم الجديد وهي سيارات فريق ريد بول.
وفي المقابل، يبدو ألونسو أبطأ قليلاً في سيارته فيراري بينما يفتقد هاميلتون وباتون سائقا ماكلارين للصراحة التامة فيما يتعلق بسرعة سيارتيهما مع اقتراب الموسم من بدايته.
ورغم ظهور مرسيدس المفاجئ ضمن المرشحين بقوة للمنافسة على اللقب، قال سائقه شوماخر الفائز بلقب البطولة سبع مرات سابقة (رقم قياسي): “من المبكر أن نتحدث الآن عن المنافسة على اللقب”، ولكن الأسطورة شوماخر (42 عاماً) سجل أفضل زمن في الجولة الأخيرة من الاختبارات في برشلونة وكأنه يناقض نفسه، ولذلك، قال روس براون رئيس الفريق إن خطة مرسيدس بدأت في العمل.
واعترف شوماخر: إننا في وضع جيد وقوي في إشارة إلى أنه والفريق سيقدمان موسما أفضل من سابقه، وعاد شوماخر إلى سباقات فورمولا-1 في الموسم الماضي بعد ثلاث سنوات من الاعتزال ولكنه قدم موسماً مخيباً للآمال في 2010 وأنهى الموسم في المركز التاسع بالترتيب العام للبطولة وفشل في الصعود لمنصة التتويج (احتلال أحد المراكز الثلاثة الأولى) في أي من سباقات البطولة.
وقد يواجه شوماخر تحديا من داخل فريقه حيث يأمل زميله ومواطنه نيكو روزبرج في الصعود أخيرا لمنصة التتويج عندما يخوض موسمه السادس في البطولة.
تفاؤل كبير
ويتمتع روزبرج بالتفاؤل حيث قدم أداء في الموسم الماضي أفضل من أداء شوماخر.
وقال روزبرج:”يجب أن نواصل البناء استكمالا لما حققناه في العام الماضي. أعتقد أننا نستطيع تحقيق ذلك”.
ويشهد الموسم الجديد عدداً آخر من التعديلات في القواعد والنظم ومنها اختيار شركة بيريللي لتكون المصدر الجديد لإطارات السيارات المشاركة في البطولة بدلا من بريدجستون، وينتظر أن توفر الإطارات الجديدة سرعة أكبر للسيارات عما كانت عليه في الموسم الماضي مما سيدفع الفرق المشاركة للتوقف عدد أكبر من المرات للتزود بالوقود. وقال فيتيل: “أصبحت خطط التوقف لمرة أو مرتين خلال السباق مستحيلة في الوقت الحالي. ستصبح ثلاثة أو أربعة توقفات، سيجعل هذا كل شيء أكثر إثارة”.
وتسهم التغييرات في القواعد والنظم في زيادة معدلات السرعة بالسيارات ويأمل الجميع في أن تزيد من متعة المشجعين أيضاً، كما يتطلع المشجعون إلى سباق على مضمار جديد لم يشارك من قبل في استضافة أي من سباقات البطولة.
وشهد الموسم الماضي إقامة سباق في كوريا الجنوبية للمرة الأولى وسيشهد الموسم الجديد سباقاً جديداً في الهند.
ويأمل إكليستون في أن يفتح هذا السباق أسواقاً جديدة لفورمولا-1 في بلدان أخرى.
أما علامة الاستفهام الذي ما زالت بلا إجابة فتتعلق بمصير سباق جائزة البحرين الكبرى وما إذا كان سيقام في وقت لاحق أو أنه لن يقام.
وإذا أقيم هذا السباق، سيكتمل عدد سباقات الموسم البالغ 20 سباقاً ليكون أول موسم في تاريخ البطولة يشهد هذا العدد من السباقات بعدما شهد الموسم الماضي 19 سباقاً.
عدد اليوم
