الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تصرفات الوالدين مصدر تعليم الطفل قواعد السلوك

21 مارس 2012
أبوظبي (الاتحاد) ـ الطفل عندما يبلغ عامه الأول قد يصرخ في أي وجه غريب، لكنه يقبل على نفس هذا الشخص إن قدم إليه لعبة أو أي شيء يثير اهتمامه وشغفه، ويعود الطفل مرة أخرى في إرجاع اللعبة إلى هذا الشخص، وهذا تعبير عن الود الذي يستطيعه الطفل في تلك السن. وعندما يبلغ العام الثاني يكون أكثر قدرة على إقامة الصداقة مع الآخرين، وتزداد هذه القدرة عندما يبلغ عامه الثالث، بل ويصبح الطفل شجاعاً إلى حد يفوق شجاعة الكبار عندما يبلغ الرابعة من العمر. لذلك يجب على الآباء أن لا يجبروا الطفل في سن الثانية أو الثالثة على تعلم آداب المائدة مثلاً لأن ذلك ينبه الطفل إلى نقائصه ويجعله يخجل بسرعة من هذه النقائص، وبالتالي فهو ينظر إلى الآخرين بارتياب. لذلك لا يتعجل الوالدان ـ على سبيل المثال ـ في تعليم الأبناء وسائل المجاملة التقليدية للضيوف، بل يترك للطفل فرصة الاستمتاع بالتعرف على الناس بنفسه، بدلاً من رسم طريق محدد له، فهو في سن الثالثة أو الرابعة عليه أن يأخذ فرصة كاملة ليصاحب الناس بطريقته الخاصة، وعلينا أن نعرف جيداً الحقيقة التي تقول “إن الطفل في سن الثالثة أو الرابعة أو الخامسة عندما ينشأ في أسرة سعيدة سعادة عادية بمعنى أنه يرى قدراً كافياً من التعاطف بين الأب والأم ويشعر بأمان معهما، هذا الطفل يمتلئ بحب العالم كالطفل الذي عمره ثلاثة شهور، انه طفل يحب الأطفال الصغار ويحب الكبار أيضاً. ويسهل عليه تماماً أن يرتبط بصداقات متعددة. فالطفل يتميز في هذا العمر بدرجة من التقليد الشديد لأي إنسان يعجب به وهو يحاول بكل ما في طاقاته أن يقلد من يحبه في طريقة تناول الأكل، وأن يقلد نفس نبرات الصوت ونفس الكلمات، بل تكون له نفس الهوايات التي لوالديه أو للآخرين الكبار الذين يحبهم، وأن ذلك يستمر معه طول العمر في بعض الأحيان. أن ميول الطفل واتجاهاته تتحدد بمن يحبهم في هذه الفترة من العمر. فالمعاملة الرقيقة التي يعامل بها الطفل الجنس الآخر عندما يكبر، هذه المعاملة يكتسبها من معاملة أبيه لأمه، وكذلك لطفله. أن درجة استمتاع الطفل عندما يكون شاباً ومنافسته لزملائه من الشبان بل ومشاعره الأساسية نحو الجنس الآخر وتحقيق مكانته التي يرجوها لنفسه، كل ذلك أساسه المثال الأول وهو الأبوان. يتساءل الخبير التربوي والسلوكي الدكتور بنيامين سبوك :” لماذا إذن نغرق الطفل في الأوامر؟. هذا هو السؤال الذي لا إجابة عنه سوى أننا نتصرف أمام الطفل بطريقة غير التي نطالبه أن يتصرف بها، ومعنى هذا أن الوالدين لن يستطيعا أن يعلما الطفل أي شيئ لا يقومان به بأنفسهما ولا يشعران به في أعماقهما. وقد يفهم أحد من حديثي هذا أنني متحمس غاية الحماس لتأكيد فكرة أن الطفل يأخذ من أبيه وأمه المثل الأعلى. هذا صحيح، وصحيح أيضاً أن الطفل يتعلّم من المجتمع الذي حوله. وصحيح جداً أن الطفل لا يستطيع أن ينفذ أمراً لا يرى الكبار يطبقونه على أنفسهم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©