الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تكريم الأم قيمة عليا نستمدها من ثوابتنا الأخلاقية الراسخة

تكريم الأم قيمة عليا نستمدها من ثوابتنا الأخلاقية الراسخة
21 مارس 2012
خورشيد حرفوش (أبوظبي) - نحتفل في مثل هذا اليوم من كل عام بيوم الأم، وهو تاريخ سنوي يعلي قيمة «الأمومة» وأهمية تكريم الأمهات في ظل تراجع الكثير من القيم الإيجابية وإن ظلت مقومات العلاقة الاجتماعية والأسرية التي نستمدها من قيمنا الأخلاقية الأصيلة الراسخة في مجتمعاتنا العربية في أوج ازدهارها ورقيها مقارنة بالمجتمعات الأخرى في الشرق والغرب. وإذا كنا نحتفل بيوم الأم، فلنجعله يوماً نكرم فيه هذه القيمة، وليصبح تاريخاً سنوياً للتذكير بأن تكون سائر الأيام أيام عرفان وتبجيل للأمومة، واعتراف مجتمعي وإنساني وأخلاقي بعلو شأن الأم إلى أعلى القمم السامقة الجديرة بها، ولتصبح دائماً رمزاً للحب والعطاء والإيثار. ومن المظاهر الإيجابية التي ترتبط بالاحتفالات التي تقترن بالمناسبة، تسابق الأبناء أياً كانت أعمارهم في تقديم هدية رمزية للأم، تعكس عما بداخل الأبناء من مشاعر فياضة، وتوجز وتلخص كل المعاني العميقة الجياشة، والحب الكبير، والعرفان منقطع النظير للأم والأمومة. تروي الأخصائية الاجتماعية موزة المنصوري، موقفين مختلفين، الأول: حيرة صبي يافع بار بوالدته، احتار فيما يقدم لها من هدية في يوم عيدها، يوجز ويلخص فيها كل معاني الحب الكبير، والعرفان منقطع النظير بداخله، وهدته فطنته إلى كتابة عبارة على بطاقة خطها بدمه في لغة آسرة بسيطة، يقول فيها:«أمي الحبيبة.. لم أجد أغلى من دمي الذي هو امتداد لدمك الزكي، كي أخط به هديتي البسيطة إليك حبا وعرفانا واعترافا بفضلك يا أعز الناس....» .. الثاني، معلم اللغة العربية الذي يطلب من طلاب الصف الثالث الابتدائي كتابة موضوع في التعبير عن «عيد الأم»، بعد أن شرح لهم فضائل الأم، ومكانتها في الشريعة الإسلامية، وبعد أن صحح أوراق الطلاب، أتى أحد طلابه النابهين يعترض في أدب جم ، ويقول:» لو سمحت يا أستاذ إن درجتي 8 من 10 وأنت لم تشر بعلامة خطأ في ورقتي! فأجابه الأستاذ بأن نقصان الدرجتين بسبب التعبير، فقال الفتى: «أنني أريد الدرجة النهائية يا أستاذ ما دمت لم أقع في الخطأ. وأخذ يجادل أستاذه الذي لم يرد إحراجه أمام زملائه باعتباره تلميذاً متميزاً، وقال له أعدك إذا أحضرت «تراب الجنة» فلك الدرجة كاملة، من باب التحدي، أو إشارة إلى أنه لا يوجد من الطلاب من يستحق الدرجة كاملة في مادة التعبير. في اليوم الثاني أتى الطالب بكيس تراب لمعلمه وقدمه قائلاً: «هذا تراب الجنة كما طلبت! فقال له كيف ومن أين لك به؟ فرد عليه: «جعلت أمي تمشي على التراب، ومن ثم جمعته لك في هذا الكيس، وكما أخبرتنا بأن الحديث الشريف يقول: «إن الجنة تحت أقدام الأمهات»، فحاز إعجاب المدرس، ونال الدرجة النهائية كما أراد». وتعقب المنصوري: « إن القيمة الحقيقية من هذا اليوم تتمثل في ترسيخ قيمة ومكانة ودور الأم، وهذا لن يكون ولا يقاس بالأشياء المحسوسة أوالأمور المادية، فنحن نعيش زمناً مادياً تكثر فيه صور الجحود والنكران والهجران والعقوق، وتهب علينا قيم غريبة فاسدة، وبالتالي علينا أن نحصن الأجيال القادمة من هذه التيارات السلبية بإعلاء شأن قيمنا الأخلاقية الأصيلة، وفي مقدمتها احترام الأم خاصة والوالدين عموماً وتقوية صلة الرحم والعرفان بالجميل، وهذا يسهم في تدعيم روابط الجوار والتواصل الإيجابي بين الأم والأبناء، ويخلق جواً مفعماً بالحب والتفاؤل والترابط».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©