رام الله، غزة (الاتحاد، وكالات) - شرع مئات من الناشطين الفلسطينيين أمس في إعادة تأسيس قرية «باب الشمس» بين بلدتي العيزرية وأبو ديس شرق القدس المحتلة لمقاومة مشروع سلطات الاحتلال الإسرائيلي القاضي بإقامة مستوطنات تضم 4 آلاف وحدة سكنية على أراضي شرقي القدس البالغة مساحتها 13 ألف دونم والتي أطلقت عيها اسم «منطقة إي 1». وقررت قوات الاحتلال فوراً إزالة القرية كما فعلت بعد إقامتها لأول مرة في شهر يناير الماضي.
ونصب ناشطو اللجان الشعبية لمقاومة جدار الفصل العنصري الإسرائيلي والاستيطان في محافظة القدس خياما على الأراضي المهددة بالصادرة لمصلحة الاستيطان بالقرب من مستوطنة «معاليه أدوميم» وأطلقوا عليها اسم «حي أحفاد يونس» استلهاماً من يونس ابن قرية دير الأسد في الجليل الفلسطيني بطل رواية «باب الشمس» للروائي اللبناني إلياس خوري. وأعلنوا أن ذلك خطوة احتجاجية على زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما للمنطقة والاستيطان والتهويد والتطهير العرقي الإسرائيلي، ورفضاً لأي عملية سلام مستقبلية لا توقف الاستيطان في الضفة الغربية والقدس تحديداً.
ونصب الناشطون سارية طولها 15 متراً فوق تلة جبل البابا المطلة مباشرة على «معاليه أدوميم» ورفعوا عليها علماً فلسطينياً كبيراً بطول 10 أمتار وعرض 4 أمتار. وكتبوا على الخيام عبارات من بينها «أوباما نُقتل بسلاحكم»، و«أنتم شركاء الاحتلال الإسرائيلي»، و«43 فيتو وصمة عار على جبين أوباما»، و«أوباما انت تقف في الجانب الخطأ في التاريخ» و«وعدت بالأمل والتغيير وأعطيتنا مستعمرات وعنصرية».
وقال الناشط منذر عميرة «حي جديد من أحياء باب الشمس التي هُجِّرنا منها منذ شهرين، وعدنا لنؤكد تصميمنا على المضي قدماً في إنشاء القرى الفلسطينية على الأرض المهددة بالمصادرة لمصلحة الاستيطان الذي يهددنها من كل جانب». وأضاف «هناك رسالتان، الاولى للاحتلال الإسرائيلي مفادها أن الناشطين مستمرون في المقاومة، والثانية لامريكا نقول فيها إنه إذا استمرت الإدارة الأميركية في دعم إسرائيل ولم تدعم القضية الفلسطينية، نحن سنستمر في نضالنا وسنصنع النصر بأيدينا».
وقال الناشط ضد الاستيطان عبد الله أبو رحمة إن بناء هذه الخيام يأتي لتوجيه رسالة إلى الرئيس الأميركي باراك اوباما لنقول له: كفى تحيزا ومساندة لإسرائيل”. وأضاف «الولايات المتحدة على مدى التاريخ تستخدم الفيتو(حق النقض) في مجلس الأمن الدولي ضد الحقوق الفلسطينية ورسالتنا اليوم إلى أوباما أننا متمسكون بحقوقنا وهذه هي أرضنا ونحن ضد الاستيطان والاحتلال المدعوم من الإدارة الأميركية». وتابع «رفعنا علماً فلسطينيا كبيراً حتى يراه من أصابه عمى رؤية هذه الأرض الفلسطينية وحتى يرى أن للفلسطينيين حقوقاً في أرضهم وسيناضلون ضد إسرائيل ومن يدعم إسرائيل سياسياً».
وتحدث إلياس خوري عبر الهاتف من لبنان مع عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» محمود العالول وسمع صوته من حوله، قائلاً إنه يبعث بحبه وتشجيعه للمشاركين. وقال العالول «إن حي أحفاد يونس تزامن مع وصول الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى هنا في رسالة واضحة بعد أن حصلنا على قرار دولة فلسطين في الأمم المتحدة بأن هذه الأرض فلسطينية وهي أرض دولة فلسطينية». وأضاف « تحركنا حتى نسلط الضوء على ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من ظلم وقهر وللقول لاوباما: كفاك لهذا الظلم ولهذا الاحتلال».
وأعلن أبو رحمة أن قوة من جيش وشرطة الاحتلال وصلت إلى الموقع وسلمت الناشطين أمراً عسكرياً بإخلائه، وإلا ستطردهم القوة، باعتبار أنه «منطقة عسكرية مغلقة » حتى يوم 2 أبريل المقبل . لكنه قال «لن نخلي المكان وسنبقى، فهذه أرضنا وهي فلسطينية». ولم يستبعد إقامة مزيد من الأحياء في المنطقة لاستكمال بناء «باب الشمس» مستقبلا.
في غضون ذلك، ذكرت مصادر أمنية فلسطينية أن قوات الاحتلال اعتدت بالضرب على عشرات الطلبة والتلاميذ في الخليل واعتقلت 15 منهم. كما أطلقت قوات إسرائيلية نيران أسلحتها الرشاشة تجاه منازل وممتلكات الأهالي ومزارعين ورعاة أغنام في بلدة الفخاري جنوبي قطاع غزة.
عدد اليوم
