الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأكاذيب سلاح الانقلابيين في مشاورات الكويت

الأكاذيب سلاح الانقلابيين في مشاورات الكويت
25 يونيو 2016 20:12
حسن أنور (أبوظبي) لم يجد الحوثيون وحليفهم صالح سوى ترديد الشائعات والأكاذيب من أجل تخفيف الضغوط الدولية التي تمارس عليهم، لدفعهم للتخلي عن مواقفهم المتعنتة التي تعرقل أي تسوية من خلال مشاورات الكويت التي دخلت شهرها الثالث. وكانت أخر هذه الشائعات هو ما تردد بشأن التوصل إلى اتفاق في الكويت دون الالتزام بأي من المرجعيات أو القرار الدولي. وجاء رد الحكومة الشرعية قاطعاً في هذا الصدد بالتأكيد على موقفها الثابت «والمتمثل بالسعي إلى تحقيق السلام في اليمن، وهو السلام القائم على تحقيق العدل وحماية الشرعية وإنهاء الانقلاب على سلطة الدولة بكل مظاهره وآثاره بحسب المرجعيات المتفق عليها، المحددة بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 والقرارات ذات الصلة والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل». لقد أكدت الحكومة الشرعية مراراً وتكراراً على ضرورة أن تقوم المشاورات على الالتزام بهذه المرجعيات وبالإطار العام وجدول الأعمال وتفاهمات النقاط الخمس المتفق عليها لإنجاز الخطوات الكاملة لمسار السلام، والتي تشتمل على بدء تسليم جميع الأسلحة من قبل مليشيات الحوثي وصالح الانقلابية للسلطة الشرعية، وانسحابها من كل المدن ومختلف مؤسسات الدولة، وإلغاء وإزالة كل الممارسات التي أنتجها الانقلاب منذ سبتمبر 2014، واستعادة الحكومة لسيطرتها على مؤسسات وأجهزة الدولة في كل المناطق والمدن الواقعة تحت سيطرة الانقلابين. ونتيجة عدم التزام الانقلابيين بالمرجعيات فإنه من الطبيعي ألا يتم الاتفاق على أي شيء كما أنه لا يمكن الحديث عن أي ترتيبات سياسية قبل تنفيذ الانسحاب الكامل للمليشيات وتسليمها للأسلحة واستعادة الحكومة الشرعية لمؤسسات وأجهزة الدولة كما أن أي شراكة سياسية في المستقبل يجب أن تكون بين قوى وأحزاب سياسية لا تتبعها مليشيات. الغريب أن هذه الشائعات جاءت بينما يستمر الانقلابيون في تنفيذ كل أشكال الخروقات والتحشيد والاعتداءات المتكررة والتي تتعارض وبصورة واضحة مع أي جهود ومساعي السلام التي تبذل حالياً والتي ينادي بها اليمنيون والمجتمع الدولي ككل. وتواصل المليشيا الانقلابية إهدار المال العام تحت ما يسمى بالمجهود الحربي وتعبث بمقدرات الشعب اليمني. ولقد كثف الحوثيون الأسبوع الماضي هجماتهم بصواريخ بالستية وكاتيوشا والمدفعية الثقيلة على قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في العديد من مناطق البلاد خصوصا في محافظة الجوف، وبلدتي صرواح التابعة لمحافظة مأرب، ونهم القريبة من العاصمة صنعاء وغيرها، فيما وصلت تعزيزات عسكرية للحوثيين إلى منطقة الشريجة جنوب تعز على حدود لحج. ورداً على ذلك قصفت طائرات التحالف العربي تجمعات للمتمردين الحوثيين في بلدة القبيطة شمالي لحج، كما هاجمت طائرات التحالف تعزيزات للمليشيات في بلدة المصلوب بمحافظة الجوف، وبلدة صرواح غرب مأرب، واستهدفت تجمعا لها بمنطقة الملاحيظ في محافظة صعدة معقل المتمردين الحوثيين في شمال البلاد على حدود السعودية. إلى ذلك، لقي العشرات من عناصر الحوثي والمخلوع علي صالح مصرعهم في مواجهات مع القوات الوطنية وغارات للتحالف في تخوم جبال القبيطة وجبل جالس. ورداً على الشائعات التي يطلقها الحوثيون وصالح نفت المقاومة الشعبية في محافظة لحج جنوب اليمن، أي تقدم للميليشيات الحوثية وقوات المخلوع في الجبهات الشمالية والغربية المحاذية مع محافظة تعز. من جهة أخرى شنت مليشيا الحوثي والمخلوع صالح قصفاً عشوائياً بالهاون والكاتيوشا على قرى واقعة في مديرية المضاربة رأس العارة غرب مدينة لحج، حيث تستهدف الميليشيات الانقلابية المدنيين بشكل مباشر بعد كل محاولة فاشلة للتقدم ميدانيا، وهو ما أدى إلى عمليات نزوح للأسر في القرى الواقعة في مرمى نيران الميليشيات صوب مناطق أمنة ليزيدوا من معاناة أبناء الشعب اليمني. استهداف مستمر لتعز يواصل الانقلابيون من الحوثيين وصالح في الانتقام من سكان تعز حيث قامت مليشياتهم بقصف الأحياء السكنية في قلعة القاهرة التاريخية، التي تسيطر عليها المقاومة في جنوب تعز، والمناطق المجاورة لها ما أدى لمقتل العديد من المدنيين من بينهم أطفال ونساء. كما ارتكبت المليشيات الإجرامية مجازر بشعة بحق المدنيين في حي المدام وسط المدينة حيث واصلت عمليات القصف المدفعي على الأحياء السكنية في خرج مستمر للهدنة التي كان قد أعلن عنها منذ أكثر من ستين يوماً. كما طال القصف العشوائي للمليشيات قرى سكنية في منطقة حمير ببلدة مقبنة، غرب محافظة تعز، حيث تمكنت القوات الموالية للحكومة الشرعية من إحباط هجوم للمتمردين على مواقعها في المنطقة. كما دارت اشتباكات عنيفة بين مليشيات الحوثي والمخلوع صالح من جهة والجيش والمقاومة الشعبية في منطقة غراب ومحيط اللواء 35 مدرع غرب مدينة تعز، وصدت المقاومة الشعبية والجيش الوطني هجوماً عنيفاً للمليشيات على مواقع المقاومة الشعبية والجيش في منطقة غراب وعلى مقر اللواء 35 مدرع، فيما يرافق هجوم المليشيات قصف عنيف بقذائف المدفعية والهاون على اللواء 35 مدرع والأحياء السكنية المجاورة للواء. قتال بين الانقلابيين يبدو أن وتيرة الخلافات بين الانقلابيين بعضهم وبعض تتعاظم وباتت تهدد البلاد بكارثة جديدة وظهر ذلك جلياً من خلال الأنباء التي أكدت أن حالة من التوتر الشديد تخيم أجواء صنعاء، في ظل تقارير تحدثت عن اتساع رقعة الخلاف بين متمردي الحوثي وقوات المخلوع صالح. ولقد تفاقم الوضع بالفعل بعد حدوث تبادل للقصف المدفعي بين الجانبين بالقرب من معسكر «ريمة حميد» في بلدة سنحان، مسقط رأس المخلوع شرق العاصمة. كما اندلعت اشتباكات بالأسلحة الرشاشة والمتوسطة بين الحوثيين وقوات المخلوع بالقرب مع معسكر «الخرافي» شمال شرق العاصمة بسبب توزيع مناصب قيادية في جبهات القتال. الحوثيون مستمرون على نهج الإخوان يتجه المتمردون الحوثيون إلى تغيير مناهج التعليم في البلاد في خطوة من شأنها تعميق الخلاف المذهبي في البلد. جاء ذلك بعد أن آكدت مصادر تابعة للحوثيين أن محمد علي الحوثي، رئيس ما يسمى باللجنة الثورية العليا التي تدير شؤون السلطة في العاصمة، ناقش في أمسية رمضانية مع قيادات وزارات التربية والتعليم، التعليم العالي والبحث العلمي، والتعليم الفني والتدريب المهني، «البرامج الكفيلة بإحداث نقلة نوعية في العملية التعليمية وتحديث المناهج» الدراسية. وأشارت إلى أن الحوثي أكد خلال الأمسية على «ضرورة إعادة التقييم العاجل للمناهج والوسائل وتطوير الأداء التعليمي»، مشدداً على أهمية «تفعيل التعليم المعتمد على الوسائل التقنية الحديثة (..) وإن بشكل تدريجي من الصفوف الأولية». وقالت مصادر إعلامية وناشطون إن الحوثيين عمدوا إلى حذف درسا عن العشرة المبشرين بالجنة في كتاب القراءة للصف الثالث الأساسي. ومن الواضح أن الحوثيين مستمرون في تبني نهج الإخوان بالعمل على السيطرة على مناهج التعليم من أجل إدخال مفاهيمهم الخاصة بهم على أبناء اليمن من الطلبة والطالبات ويكون هذا هو الأسلوب الأمثل لدفع أفكارهم في عقول الأجيال الجديدة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©