الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لوبيز ··· خصم لن يقبل به شافيز

لوبيز ··· خصم لن يقبل به شافيز
1 يوليو 2008 22:42
يحب المدافعون عن ''هوجو شافيز'' أن يجادلوا بأنه لا بديل للزعيم الفنزويلي الحالي غير السياسيين الفاشلين المفتقرين للشعبية الذين سبقوه في عقد التسعينيات، بيد أن ما يفنـــد هذا الزعم هو ''ليوبولدو لوبيز'' عمدة وســـط ''كراكاس'' والبالغ 37 عاما، والذي يشير مظهره الشاب والأنيق إلى حقيقة أنه يمثل جيلا جديدا· ''لوبيز'' الذي تخرج في جامعتي ''كينيون'' و''هارفارد'' والمعروف بفصاحته ومهاراته الخطابية، سياسي براجماتي من يسار الوسط، وذلك على غرار معظم الرؤساء الذين انتُخبوا في أميركا اللاتينية منذ مطلع هذا القرن، فقد فاز خلال الانتخابات الأخيرة التي شارك فيها بـ80 في المائة من الأصوات بدائرة ''تشاكاو''، وكان استطلاع للرأي أُجري في وقت سابق من هذا العام أظهر أن شعبيته تناهز 65 في المائة في ''كاراكاس'' الكبرى، مقارنة مع 39 في المائة لـ''شافيز''، و42 في المائة مقابل 41 في المائة على الصعيد الوطني، كما يتقدم ''لوبيز'' على المرشح الذي يحظى بدعم ''شافيز'' بـ30 نقطة في الانتخابات المقبلة الخاصة بعمودية دائرة العاصمة، وهو أهم منصب منتخَب في البلاد بعد منصب الرئاسة· ''التغيير قادم''، هكذا تعِد الملصقات الزرقاء المنتشرة عبر أرجاء ''كراكاس'' والتي يظهر عليها وجه ''لوبيز'' مبتسما، غير أن ذلك ليس أكيدا، فقبل أسبوعين، قام ''المجلس الانتخابي الوطني'' في فنزويلا، الذي يسيطر عليه أنصار ''شافيز''، بمنع ''لوبيز'' و371 مرشحا آخر من الانتخابات المحلية وانتخابات الولايات المرتقبة في نوفمبر المقبل، والتي تعد الأهم من نوعها منذ انتخاب ''شافيز'' لأول مرة قبل تسع سنوات، وقد استند هذا الإقصاء الكبير كليا إلى قرار شخص آخر معين من قبل ''شافيز''، رأى في حكمه أن كل واحد من هؤلاء المرشحين متورط بمخالفة إدارية أو قانونية، وذلك رغم أن أيا منهم لم يحاكَم في المحكمة· والواقع أنه على غرار حكام إيران الذين نسج معهم تحالفا وثيقا، يتبنى ''شافيز'' أسلوب سرقة الانتخابات عبر إقصاء خصومه سلفا، وهو ما يعد انتهاكا صريحا للدستور الفنزويلي والميثاق الديمقراطي للدول الأميركية، واللذين ينص كلاهما على أنه لا يجوز تجريد مواطن من حقوقه السياسية إلا إذا كان مدانا بارتكاب جريمة ومحكوما عليه بعقوبة من قبل قاض، والواقع أن التهم التي وجهت لـ''لوبيز''، والتي لم يدقق فيها من قبل المحكمة، ليست سوى تهمة ملفقة وزائفة بخصوص مساهمة مزعومة من قبل ''لوبيز'' في إحدى المنظمات العامة قبل تسع سنوات، أي قبل انتخابه· بيد أن القانون لا يهم كثيرا في فنزويلا هذه الأيام، فـ''شافيز'' يسيطر أيضا على المحكمة العليا، ويبدو أنه من المستبعد أن تتم الاستجابة حتى لطلبات استئناف قرار المنع قبل أجل انقضاء أغسطس المحدد لتسجيل المرشحين للانتخابات، ذلك أنه رغم أن المعارضين للقائمة السوداء نظموا مظاهرة احتجاجية حاشدة في ''كاراكاس''، ورغم أن استطلاعا للرأي أُعلن عن نتائجه الأسبوع الماضي أظهر أن 80 في المائة من الفنزويليين يعارضونها، إلا أن ''شافيز'' لم يبدِ مؤشرا على إمكانية التراجع، ولسبب وجيه: إذ من شأن فوز للمعارضة في ''كراكاس'' وولايات كبيرة أخرى أن يضمن تقريبا انهيار وفشل مشروعه القاضي بتحويل فنزويلا إلى نظام اشتراكي على النموذج الكوبي· الأسبوع الماضي، كان ''لوبيز'' في الولايات المتحدة حيث سعى إلى شرح قضيته أمام ''لجنة حقوق الإنسان للدول الأميركية'' في واشنطن، وحضر اجتماعا لعمد المدن في ''ميامي'' حيث أتيحت له فرصة سرد قصته لـ''باراك أوباما'' ومؤداها: ''إننا نتعرض لمحاولة الإقصاء لأننا قادرون على الفوز، فنحن نتوفر على الأصوات والحكومة تدرك ذلك، وبالتالي، فإذا سمحت لنا بالمشاركة في السباق، فإن الأسطورة المتمثلة في أن شافيز هو الممثل الوحيد للجماهير الفقيرة في فنزويلا ستسقط، ولذلك، فإنهم يحاولون إبقائي خارج السباق''· والواقع أن ''لوبيز'' شكل هدفا للأساليب القوية والخشنة للحكومة منذ بعض الوقت، ففي ،2006 قام مسلحون موالون للحكومة باحتجازه لفترة ست ساعات، وفي السنة نفسها، أصيب أحد حراسه الشخصيين بطلقة نارية قاتلة بينما كان جالسا في مقعد سيارة تُستعمل عادة من قبل العمدة، والأسبوع الماضي لدى عودتــه من واشنطن إلى ''كاراكاس''، اعتُقل ''لوبيز'' وهوجــم من قبل رجال من جهاز المخابرات، وإضافة إلى ذلك، انتقدت وسائل الإعلام الحكومية بشدة لقاءه بـ''أوباما''، والحقيقة أن رد الفعل القوي هذا يشي بالكثير: إذ من الواضح أن ''شافيز'' قلــق من إمكانيــة قدوم رئيس أميركي جديـــد قد يحظى -خلافا لـ''جورج بوش''، بشعبية واسعة في أميركا اللاتينية- يسعى للدفــع في اتجــــاه الديمقراطيـــة في فنزويـــلا· ذاك بالطبع هو ما يأمله ''لوبيز'' الذي قال لي: ''المهم هو أن تتبنى الولايات المتحدة أجندة تولي الأولوية للديمقراطية وحقوق الإنسان، إضافة إلى الحد من الفقر ومعالجة مشكلة عدم المساواة، فشافيز لا يملك حلا لهذه المشكلات''، لقد أثبت ''لوبيز'' هذه المسألة في ''كاراكاس'' وأكدها، ولذلك فإنه من المستبعد، وخلافا لـ''أوباما'' أن تكلل جهوده بالنجاح في نوفمبر المقبل· جاكسون ديل كاتب ومحلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©