الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الشيوعيون الهنود وصفقة أميركا النووية

الشيوعيون الهنود وصفقة أميركا النووية
1 يوليو 2008 22:42
تسعى الحكومة الهندية جاهدة لإنقاذ صفقة نووية مهمة مع الولايات المتحدة تعد اختباراً شخصياً لرئيس الوزراء ''مانهومان سينج''، ولكنها أيضاً تشير إلى الصعوبات التي تكتنف عملية اتخاذ القرار السياسي في النظام الهندي القائم على التحالفات الهشة، والسؤال الأساسي الذي يتردد على ألسنة المراقبين للشأن الهندي طيلة هذا الأسبوع، هو ما إذا كانت حكومة ''سينج'' ستمضي قدماً في إتمام الصفقة حتى لو دفعها ذلك إلى ما تكرهه، وهو عقد انتخابات مبكرة في توقيت غير مناسب تماماً، حيث ترتفع أسعار المواد الغذائية والوقود· لذا تحرص الحكومة، أو على الأقل أطراف داخلها، على تجنب استحقاق الانتخابات حتى نهاية ولايتها في شهر مايو من السنة المقبلة، وقد ناشد رئيس الوزراء ''سينج'' -الإثنين الماضي- حلفاءه من الشيوعيين في الائتلاف الحكومي السماح له باتخاذ الخطوة التالية لإتمـــام المعاهدة النووية عبر تأمين مباركة الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومجموعة الدول 45 الموردة للمواد النووية· وما أن يحصل على موافقة المؤسسات الدولية تعهد ''سينج'' بعرض الاتفاقية على البرلمان الهندي قبل إرسالها إلى الكونجرس الأميركي للمصادقة النهائية خلال دورته الحالية، ويُذكر أن الصفقة التي أثارت كل هذا الجدل في أوساط النخبة السياسية ستسمح للهند بالاستفادة من الوقود والتكنولوجية النووية الأميركية لتشغيل محطاتها، لكنها مع ذلك تعثرت مسيرتها طيلة الفترة السابقة بسبب المعارضة السياسية، لا سيما من الفصائل الشيوعية التي تمنح دعماً أساسيا لحكومة ''سينج'' الائتلافية، ويرفض اليساريون الصفقة على أسس أيديولوجية ترى بأن الاتفاقية ستعزز العلاقات مع الولايات المتحدة، وهي السياسة التي يتحفظون عليها، وقد كان واضحاً موقف الشيوعيين في الأيام الأخيرة من أنهم سيسحبون دعمهم من الحكومة إذا ما أصر رئيس الوزراء ''سينج'' استكمال الصفقة مع واشنطن، وبالطبع ستؤدي عملية سحب الثقة إلى انهيار الحكومة الهندية القائمة أصلا على تحالفات هشة مع الشيوعيين· وأكد مسؤول حكومي مطلع أن رئيس الوزراء، ''سينج''، الذي يسعى إلى تحويل الصفقة النووية مع أميركا إلى أحد إنجازات عهده بعد مغادرته، انتهى في مباحثاته مع الشيوعيين إلى طريق مسدود، وبالنسبة لمراقبي الشأن الهندي، فإن تداعيات موضوع الصفقة النووية تتجاوز العلاقات مع أميركا إلى طبيعة النظام السياسي الهندي نفسه، لا سيما في الوقت الذي يعاني فيه الحزبان الرئيسيان في أكبر الديمقراطيات كثافة من حيث السكان إلى ضعف وتراجع في المكانة، والسبب هو العجز عن تحقيق نتائج مهمة في الانتخابات ومن ثم الحاجة إلى التحالف مع الأحزاب الصغيرة التي تعطل الكثير من القرارات وتخلق نوعاً من الشلل السياسي والعجز عن الحركة· ويخشى أعضاء حزب المؤتمر الحاكم من أن التصادم مع الشيوعيين والسعي إلى تجاوز معارضتهم قد يؤثر على مستقبل الحزب في الانتخابات المقبلة، وهو ما يعبر عنه أحد أعضاء الحزب بقوله: ''إننا لا نستطيع إدارة التحالف الحكومي بمفردنا، ونخشى أنه في الائتلافات المقبلة قد يتردد الآخرون ويفكـــرون كثيراً قبــل التحالـــف معنا''· وللحافظ على الأغلبية الحكومية التي يتزعمها حزب المؤتمر، في حالة انسحاب الشيوعيين، تعمل قيادة الحزب حالياً على خطب ود حزب ''شمال الهند'' المحلي الذي سبق لحزب المؤتمر أن اختلف معه، ومن جانبه أكد البيت الأبيض أنه مازال متفائلا من تمكن الحكومة الهندية حل الإشكالات السياسية الداخلية في وقت كاف لمصادقة الكونجرس قبل نهاية ولاية الرئيس ''بوش''، وفي هذا الإطار يقول أحد المسؤولين الأميركيين في واشنطن: ''عندما ينتهي الجانب الهندي من الصفقة سننظر إلى أي مدى ستتقدم هنا''، ولم يحسم بعد مسؤولو حزب المؤتمر الهندي ما إذا كانوا سيتحدون الشيوعيين ويدفعون بالصفقة النووية، أم أنهم سيحرصون على مراعاة التوازنات السياسية في البلاد· وكان أحد المسؤولين الهنود قد وصف التردد داخل حزب المؤتمر على النحو التالي: ''هناك من يعارض التضحية بالحكومة من أجل الصفقة النووية مع الولايات المتحدة، وهناك من يرى العكس''، ويتوقع المراقبون أن يتوصل حزب المؤتمر إلى قرار نهائي في الأسبوع المقبل أثناء مشاركة ''سينج'' في اجتماع الدول الصناعية الثمان الذي سيعقد بالعاصمة اليابانية ولقائه بالرئيس ''بوش''· سوميني سينجوبتا-نيودلهي ينشر بترتيب خاص مع خدمة نيويورك تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©