الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«زايد العطاء».. ملهم العالم قيم التعايش والتسامح والعمل الإنساني

25 يونيو 2016 14:08
إبراهيم سليم (أبوظبي) شهد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة وتنمية المعرفة، مساء أمس بجامع الشيخ زايد الكبير«أمسية يوم زايد للعمل الإنساني» تحت شعار «حب ووفاء لزايد العطاء» والتي أقيمت تحت إشراف وزارة شؤون الرئاسة وبالتعاون مع مركز جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي والهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف وذلك بمناسبة «يوم زايد للعمل الإنساني» الذي يوافق الذكرى الثانية عشرة لرحيل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه. وأكد المشاركون في الأمسية أن أعمال زايد الخير هي المنهج الصحيح للرد على دعوات التعصب والكراهية وأن القائد المؤسس أطفأ بوادر الخلاف ورسخ أركان المحبة واحتضن الخير، وسيبقى مُلْهِمًا للعالم كله قيمَ العطاءِ والتسامحِ والعمل الإنساني، فقد نذر حياته من أجل السلام ورفض الشقاق بين الأمم، وساهم في تعزيز لغة الحوار والتعايش بين الحضارات. حضر الأمسية فضيلة العلامة الشيخ عبد الله بن بيه، رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، والدكتور محمد مطر الكعبي، رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، وأصحاب الفضيلة العلماء، ضيوف صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، وعدد من سفراء الدول العربية والإسلامية وكبار المسؤولين. ورفع الدكتور محمد مطر الكعبي، رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، أسمى آيات التقدير والإكبار للقيادة الرشيدة في الدولة، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، متوجهاً بالشكر لله سبحانه وتعالى الذي أكرم دولة الإمارات وشعبها بقادة حكماء رحماء مخلصين، وقيادة رشيدة رائدة تسير على نهج المؤسسين، ووطن منيع آمن مزدهر. وقال الدكتور محمد مطر الكعبي، رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف: «إذا كان العظماء هم من يصنعون التاريخ بإنجازاتهم العسكرية والعلمية فإن أقوى العظماء هم من يصنعونه بمآثرهم الإنسانية عطاء وحكمة وريادة للسعادة أو سعادة في الريادة، فبناء الإنسانية أسمى بناء، وما خلد التاريخ الأنبياء والقادة الحكماء إلا لأنهم أسعدوا الإنسانية ولم يعذبوها بل شيدوا لها قيم السعادة والتسامح والسلام وهي أقل كلفة لكنها أعمق فائدة وتأثيراً في موازين بناء الأوطان والإنسان، والقائد المؤسس الراحل هو من هذا الرعيل الفريد من العظماء». شمس زايد لم تغب وأكد أن شمس زايد لم تغب عن أهل الإمارات يوم وفاته في التاسع عشر من رمضان 1425ه الموافق الثاني من نوفمبر 2004م، فمآثر القائد الراحل ما تزال حية في الذاكرة الشعبية زاهية السطوع في التراث الشفهي أكثر مما كُتِب، مضيفاً: «من حق الأجيال علينا نحن الذين عاصروا عبقرية زايد أو سمع منه أو حظي بمجالسته أن ننقل إليهم ما اختزنته الذاكرة الحية من مواقفه الإنسانية والدينية والسياسية لتعرف الأجيال كيف خط عظماؤهم التاريخ الوطني والإنساني لهم بأحرف من بهاء وثراء. إسعاد شعبه وأشار الكعبي إلى أن أبرز ما في شخصية القائد المؤسس اهتمامه بإسعاد شعبه وقد وعد بذلك فوفى، وقال منذ تبوأ مقاليد الحكم «يجب علينا الآن أن نسابق الزمن وأن نواصل الليل بالنهار للعمل على إسعاد الشعب وتحقيق العدالة والرفاهية له»، مشيراً الى أن مفاهيم السعادة والعدالة والرفاهية لا تتحقق إلى عبر منهج ورؤية وريادة وهذا ما كان، فقد روت لنا سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، أمد الله في عمرها وصحتها، وهي أعرف الجميع بسجايا زايد الإنسانية فقالت «لقد كان زايد هو الحكمة والكلمة والمعنى والعمل والأمل، أعطى ولم يبخل، تقدم ولم يتردد، ولم يكل أو يتعب أو يهدأ، شعر بالناس أينما كانوا وأحس باحتياجات أهله ومواطنيه وسعى لتوفيرها بكل جد وجهد طوال حياته». ثم ذكرت قصة ذات مغزى عظيم فقالت: «أذكر أنه في إحدى جولاته بالمنطقة الغربية أسرعت إليه امرأة وجذبت ذراعه لتحكي له عن مظلمة لها، فآذت بأظافرها يده الكريمة فسالت دماً فاندفع نحوها الحرس وخافت المرأة منهم، ولكن زايد اندفع إليها ليحميها قائلاً: «جرح يدي سيبرأ أما جرح قلبها والظلم الذي دفعها لقبض يدي فلن يشفيه أو يبرئه إلا رد الظلم والاستماع إليها» ثم أمر بإجابة طلبها على الفور. واستعرض رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف أقوال بعض أهل العلم الذين كان يستضيفهم -طيب الله ثراه- في رمضان، ومنها قوله «كنت ممن سعد بلقاء القائد المؤسس لأول مرة في حياتي، كان الزمان منتصف رمضان وكان مجلسه في قصر البحر مكتظا بأعيان البلاد والعلماء، ولقد سمعت في تلك الليلة درساً في إنسانية القائد والشعور بالمسؤولية لن أنساه ما حييت إذ لم أسمع من قائد أو رئيس دولة أصدق وأبلغ وأرحم منه بالأرامل والأيتام في بلاده فقد تفاعل الشيخ زايد مع احتياجات هذه الشريحة مستشهدا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته» ثم تساءل بحدة كانت رائعة وفي مكانها: أين الوزير الفلاني؟ لقد وصلني خبر عن أرملة في رأس الخيمة لم تصلها إلى اليوم والعيد على الأبواب إعانة الحكومة لها ولأمثالها من الأرامل والأسر المستورة؟ فكيف يهنأ أحدنا وفي بيته ومع أولاده وتلك الأسر والأرامل ينتظرون مساعدة حكومتهم؟ وتدفق الشيخ بالكلام عذباً مؤثراً كالأب الحاني الرحيم مستشعراً حاجات هذه الشريعة الاجتماعية، وقال: «أنا لا أتحمل أن أرى امرأة في جبال أفغانستان أو أقصى الدنيا دون أن تتحرك إنسانيتنا لإغاثتها؟ فكيف إذا كانت من جماعتنا وأهلنا في رأس الخيمة أو الفجيرة أو العين! وختم الدكتور الكعبي كلمته قائلاً: «أيها القائد العظيم لتهنأ حيث أنت عند رب كريم، فلقد قلت ذات يوم «إذا كان الله عز وجل قد منّ علينا بالثروة فإن أول ما نلتزم به لرضاء الله وشكره هو أن نوجه هذه الثروة لإصلاح البلاد ولسَوْقِ الخير إلى شعبها»، فقد حققت لنا قيادتنا الرشيدة وهم الأوفياء لنهجك هذا الالتزام الذي قطعته بشقيه، بناء وطن حضاري رائع، وسعادة شعب وفي قانع. زايد والسلم وأكد فضيلة العلامة الشيخ عبد الله بن بيه، رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، في كلمته بعنوان «زايد والسلم»، أن ذكرى وفاة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، تهتز لها القلوب والنفوس وتستخلص منها العبر والدروس، مشيراً إلى أن السلم ورمزيته كانا عنوان قائد البلد ومؤسسه، الذي بذل جهوداً كبيرة من نوع صدقة السلم التي لا يعرفها أكثر الناس، كما قام بإطفاء نار الحرب في العراق قبل أن يش ضرامها، وفي المناسبات الكثيرة، حين كان يحضر الشيخ زايد تنشرح النفوس وتتسع الصدور لأنها سوف تسمع كلمة خير وسوف تنتفع بفعل الخير. واستعرض مثالاً عن أعمال المغفور له الشيخ زايد الإنسانية، وهي مساعدته لبطل الملاكمة محمد علي كلاي ليؤسس مؤسسته الإنسانية التي امتد عطاؤها للمسلمين وغير المسلمين، فكانت مثالاً رائعاً للدعوة ضد الإسلاموفوبيا، وهو ما ليس بعيداً عن منهج الشيخ زايد، منهج الإنسان الذي يستنبط في حقيقته منهجاً إسلامياً صحيحاً، وإن أعماله الإنسانية شملت المسلمين وغير المسلمين وظلت باقية لم تنس على امتداد العالم. معدن الذهب وأضاف: إن أعمال الخير التي قام بها الشيخ زايد لم تخص أحداً على أحد وعمت جميع دول العالم، تمثل المنهج الصحيح للرد على دعوات التعصب والكراهية التي نراها في العصر الذي نعيشه، وإن معدن الشيخ زايد هو معدن الذهب الذي يظل صامداً مهما كان الابتلاء والذي امتد إلى ورثته وإلى القيادة الرشيدة برئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، وأخيهما صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإخوانهم أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات، وإن معدن الذهب له عروق ممتدة في الزمان والمكان، وإنه الجينات الوراثية لشعب الإمارات وأبناء زايد ورجال زايد، وسيمتد معدن الشموخ والإباء حتى تنعم المنطقة بالمحبة والاستقرار والوفاء». الاتحاد قوة أكد سماحة الشيخ عبد الكريم سليم الخصاونة، مفتي عام المملكة الأردنية الهاشمية، رئيس مجلس الإفتاء والبحوث والدراسات الإسلامية في كلمته «زايد وروح الاتحاد»، أن من نعم الله على دولة الإمارات أن منّ عليها بقيادة حكيمة، فتآلفت القلوب والمشاعر، واتحدت الغايات والمناهج، مشيراً إلى أن الاتحاد قوة وهو الدعامة الوطيدة لتقدم الدولة وسر نهضتها ونجاح رسالتها. ولفت إلى أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، تمكن من إطفاء بوادر الخلاف بقوة، ورسخ أركان المحبة والمودة، وزرع الرحمة واحتضن الخير، وأقام العلاقات الطيبة بين الراعي والرعية، منوهاً إلى أن هذه الأسس التي قامت عليها الدولة والقيادة الرشيدة الحكيمة والاتحاد، دفعت المواطنين والوافدين إلى البذل والعطاء والإخلاص والوفاء، فأنتجت سماحة راقية وعدلاً ومساواة، كما انتشر الفضل والاحترام وتقديس الحق وإسداء المعروف، عن رغبة فيهم لا عن تكليف أو إكراه. وأضاف سماحته: «عاش الشيخ زايد طيب الله ثراه وأكرم مثواه كالطّود الأشم لم تجرفه الغمار السائدة، فأسس القيادة الحكيمة والاتحاد، وأصبح حب الوطن ملازماً للمواطن، واصطفوا صفاً واحداً في وجه العدو ودعاة الفتن، وحاربوا الفكر الظلامي المتطرف الذي شوه صورة الإسلام السمحة وقيمه النبيلة، رحم الله شيخنا الشيخ زايد، وأسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا، ووفق الله ولاة أمورنا، ونسأل الله أن يحفظ هذا البلد آمناً مطمئناً، في سخاء ورخاء وسائر بلاد المسلمين». وقال فضيلة الدكتور عبد الله عبد الغني سرحان، أستاذ البلاغة والنقد وعميد كلية الدراسات العليا في الأزهر: «إن الشيخَ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كان رجلاً قلَّ أن يجود الزمانُ بمثله، فهو رجلٌ نادر في عطائه وسخائه لشعبه ولغيره من الشعوب، ولو أمكنَنَا أن نجسدَ قيمةَ العطاء لكان العطاءُ نفسُه مُتَمَثَّلاً في الشيخ زايد رحمه الله، والعطاء الذي جسدته هذه الشخصيةُ النادرةُ واضحٌ وضوح الشمس في رائعة النهار، فحيثما وليتَ وجهَك في أي شبر من هذه البلاد الطيبة المباركة تقعُ عيناك على منجزاتٍ حضارية لم تتوافرْ في كثير من البلاد التي حباها الله عز وجل، بمثل ما حبا به هذه الدولةَ الأبيةَ، فهذه الحضارةُ التي نشاهدها في هذه البلاد، والتي حول فيها المغفورُ له الشيخُ زايد، الصحراءَ الجرداءَ إلى واحة خضراء راجعةٌ إلى أن العطاء كان صفة فطرية عند الشيخ زايد رحمه الله، فسخا على بلده ووطنه وشعبه، وحقق على أرض هذا الوطنِ من المنجزات الحضارية الحديثة ما لا يضارعُ في هذا الزمان، حتى صارت دولة الإمارات بفضل الله تعالى في مصاف أهم الدول من حيثُ قوةُ اقتصادها، وارتفاعُ مستوى المعيشة والرخاء الذي يَنْعَمُ به مواطنوها، ولم يكتف زايدُ الخير والعطاء بتأسيس دولة عصرية حضارية على هذا الطراز المتميز بل كانت الثروةُ الحقيقيةُ عنده متمثلة بوضوح شديد في إعدادِ الإنسان الإماراتي والاهتمام به، وإسعاده وتوفير الحياة الكريمة له». ذكاء فطري نادر وأضاف فضيلته: كان رحمه الله تعالى، يتحلى بذكاء فطري نادر، حيث أدرك بفطرته وألمعيته أن الثروة الحقيقية ليست في توافر الإمكانات المادية بل تكمن في الرجالِ الذين يصنعون المستقبل، ولذا انصب اهتمامُه على تنشئة الأجيالِ الصاعدةِ على أصول هذا الدين الحنيف، وتحصينِها من الأفكار الهدامة، لأنَّ الدين في نظره هو أساس التنمية الحضارية، ولهذا دعا إلى حسن رعاية هذا الجيل، وتعليمه وتكوينه على أسسٍ سليمة، وتنشئتِهِ تنشئةً دينيةً تصونُه من كل انحراف لينهض بأعباء رسالته الوطنية، وكان له ما أرادَ حتى حققَّ هذا الشعبُ الكثيرَ من المُنْجَزاتِ الحضارية بفضل استمساكِه بالدين العظيم، والخلق القويم، والأخذ بأسبابِ العلم ومعطياتِه في شتى المجالات، ولم يكن هذا الخيرُ والعطاءُ قاصراً على أبناء شعبه بل امتدت قيمة العطاء، وشيمةُ السخاء إلى شتى بقاع العالم دون تفريق بين جنس أو لون أو دين، فأينما صوبتَ بصرَك في مختلف دول العالم تجد صروح الخير والعطاء التي أسسها الشيخ زايد رحمه الله، تقفُ شاهدة على عظمة مواقفه الإنسانية، فالمشاريع الحضارية في كثير من البلدان العربية والإفريقية والأسيوية وغيرها التي أسسها من المدن والمستشفيات والصروح التعليمية والبنية التحتية وشق الطرق وحفر الآبار، للارتقاء بحياة الإنسان في هذه البلدان جعلت شُعوبَ هذه الدولَ تلهجُ باسمه، وتذكرُ له هذه المآثرَ الكريمة، وتلك الأياديَ البيضاء، وصار اسْمُهُ يترددُ بين شعوب العالم، حتى عُرِفَ بأنه زايدُ الخير والعطاء. خير خلف لخير سلف وتابع قائلاً: رزقَ الله عز وجل هذه البلاد بخير خلف لخير سلف فترسموا خطوات والدهم العظيم، واقْتَدُوا بحكمته وحِنْكَتِهِ، وساروا على نهجه في تدعيم مسيرة الخير والعطاء، ومد يد العون للمستضعفين والمحتاجين والضعفاء داخل دولة الإمارات وخارجها حتى أضحى العملُ الإنسانيُّ، ومساعدةُ الشعوبِ البائسة والمنكوبة سمة بارزة من سمات شعب الإمارات، وصارت هذه الدولةُ المباركةُ اسماً مرادفاً للخير، ونبراساً لثقافة العطاء، وقدوةً حسنةً في العمل على تنمية الإنسان في كل مكان، دون نظر إلى عرقه أو دينه أو جنسه، تصديقا لقول نبينا عليه السلام: «من أحيا سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة» واليوم التاسع عشر من رمضان تمر الذكرى الثانيةَ عشرةَ على رحيل الشيخ زايد، طيب الله ثراه، ونحن في يوم الاحتفال السنوي بيوم زايد الإنساني نؤكدُ أن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، سيبقى مُلْهِمًا للعالم كله قيمَ العطاءِ والتسامحِ والتعايش والعمل الإنساني والاجتماعي». ترك أعمالاً ثرية وقال الدكتور قطب موسى سانو، وزير المستشار الدبلوماسي لفخامة رئيس جمهورية غينيا في كلمته «زايد العلم والسعادة»: « إن الشيخ زايد سخر عمره للأمة الإسلامية والعربية ونذر حياته من أجل السلام ورفض الشقاق بين الأمم، وأسس دولة حديثة متماسكة بتراثها ونسيجها الوطني، فالتاريخ يذكر صفاته من صدقه وعدله وحياؤه وشجاعته وكان يقدر العلم وأهله وكان يدرك أهمية العلم ورصيد الأمة أبناؤها المتعلمين، ووفر الإمكانيات للعلم ولولا العلم لضاع المال وأفضل استثمار هو الإنسان، فقد وفا لعلم يبني الأمم، وينهض بها فأنفق على أبنائه ورعايتهم إناث وذكور، واهتم بتعليم المرأة وجعل سعادة المواطن همه وتوفير الحياه الكريمة للمواطنين من صحه وسكن وتعليم حتى يستطيع المواطن الشعور بالأمن والاستقرار، فالشيخ زايد ترك إرثاً من الأعمال الثرية.. ولكنه غرس في أبنائه حب الخير وصناعة المعروف»، داعياً بأن يمن الله على البلاد بنعمة الاستقرار والأمان. تعزيز لغة الحوار وثمن الدكتور عبد الحكيم جاكسون، صاحب كرسي الملك فيصل للثقافة الإسلامية في جامعة كاليفورنيا، في كلمته «زايد والكرامة الإنسانية: جهود المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه وإنجازاته الباهرة في خدمة شعبه ودينه والبشرية جمعاء، من خلال تمسكه بالقيم الإسلامية وبعاداته وتقاليده، مستعرضاً بعضاً من أعماله الخيرية التي شملت الإنسان في كل مكان بغض النظر عن دينه ولونه، من بناء المستشفيات والمدارس وتبني الأيتام، إلى جانب مواقفه المشرفة على المسرح العالمي. وأشار فضيلته إلى أن الشيخ زايد من خلال أعماله التنموية في الدولة، ساهم في تعزيز لغة الحوار والتعايش والتسامح بين الحضارات بدلاً من التصادم معها، وأنه المسلم الواثق من نفسه، منوهاً إلى أن ما حققه الشيخ زايد وشعبه يؤكد أن الإسلام دين حضارة وإعمار لا تطرف وعنف وأن الشيخ زايد مصدر فخر وخير للمسلمين، ومن أكثر الشخصيات التاريخية احتراماً لحقوق الإنسان. وألقى الشاعر الدكتور علاء جانب، أمير الشعراء، خلال الأمسية قصيدة شعرية بعنوان: « زايد.. حب الله مالئ قلبه». دعاء ختم القرآن على روح زايد قام طلاب مراكز تحفيظ القرآن بدعاء ختم القرآن لـ 2000 ختمة انجزوها وإهداء ثوابها لروح المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، الذي اهتم بفتح مراكز تحفيظ القرآن الكريم على مستوى الدولة، تأكيداً للوفاء للقائد المؤسس لمراكز التحفيظ ، حيث تبقى غراسه خضراء يانعة مثمرة في الأجيال تتنامى عاماً بعد عام. وبلغ إجمالي طلاب وطالبات مراكز تحفيظ القرآن الكريم أكثر من 42 ألفا يبرهنون على حبهم وولائهم للقيادة الرشيدة بما قاموا به من آلاف الختمات للقرآن الكريم وفاء للشيخ زايد رحمة الله عليه، وفي ذلك سعادة روحية وثقافية وقرائية للطلاب وأسرهم في مجتمع الإمارات ، مجتمع السعادة والوفاء والولاء .
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©