الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الاتحاد الأوروبي يسعى لتجاوز الصدمة ويدعو إلى التماسك

الاتحاد الأوروبي يسعى لتجاوز الصدمة ويدعو إلى التماسك
25 يونيو 2016 02:07
عواصم (وكالات) تعيش دول الاتحاد الأوروبي حالة من الصدمة والذهول جراء نتيجة الاستفتاء في بريطانيا الذي أفضى لخروجها من الاتحاد الأوروبي، حيث أكد حلف شمال الأطلسي بقاء بريطانيا شريكا قويا رغم انسحابها من الاتحاد، في حين أعلنت إسبانيا أنها ستسعى لسيادة مشتركة على جبل طارق. وأكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أمس في بروكسل، أن بريطانيا ستبقى شريكا «قويا وملتزما» للحلف، بعد قرارها التاريخي الخروج من الاتحاد الأوروبي. وقال ستولتنبرغ :«بريطانيا ستبقى حليفا قويا وملتزما للحلف الأطلسي وستواصل لعب دورها القيادي داخل حلفنا». وأضاف أن «حلفا قويا موحدا ومصمما يبقى عامل استقرار أساسي لعالم تعصف به الأزمات، ومفتاحا رئيسيا للسلام والأمن الدوليين»، ووعد بأن يبقى الحلف على «تنسيق وثيق» مع الاتحاد الأوروبي. وقال أمين عام الحلف إنه تلقى اتصالا هاتفيا من وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون أمس، حيث أكد له أن لندن «ليست ملتزمة فقط مع الحلف الأطلسي لكن أيضا لمصلحة التعاون بين الحلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي». كما وصف رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتس تصويت البريطانيين لمصلحة خروج بلدهم من الاتحاد الأوروبي بأنه لحظة صعبة بالنسبة لبريطانيا وباقي دول الاتحاد. وقال شولتس أمس في بروكسل عقب اجتماع طارئ لرؤساء الكتل الحزبية بالبرلمان «على الجانبين إبداء الاحترام المتبادل لوجهات نظرهما المتباينة». وأوضح شولتس أنه يتعين الآن مناقشة كيفية تطوير الاتحاد الأوروبي وحماية منطقة اليورو. إلى ذلك، تعول المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في النقاش حول عواقب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على وحدة الدول المتبقية في الاتحاد. وقالت ميركل بحسب بيانات مشاركين في اجتماع طارئ عقدته الكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي في أعقاب إعلان نتائج الاستفتاء في بريطانيا، إن الحكمة تتطلب تعزيز عملية الوحدة بين الدول المتبقية في الاتحاد. وفي الوقت نفسه أوضحت ميركل أنها ليست مسؤولة عن خروج بريطانيا من الاتحاد بسبب سياسة اللجوء التي تنتهجها، مؤكدة رفضها لمثل هذا الاتهام. وذكرت ميركل أنها لا تعتزم خلال الأيام المقبلة التقدم بمقترحات محددة في الجدل حول خروج بريطانيا من الاتحاد، موضحة أنها تنتظر نقاش مشترك داخل الاتحاد الأوروبي. وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، إن التصويت لمصلحة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يمثل تحديا خطيرا للاتحاد وأضاف أنه سيقوم بمبادرات لإعادة التكتل إلى مساره. وقال أولاند إن على الاتحاد التركيز على أولوياته الرئيسية مثل الأمن والدفاع وحماية الحدود وتوفير الوظائف إضافة إلى تقوية منطقة اليورو بينما يترك للدول الأعضاء التعامل مع ما يواجهها من مشكلات. بدوره قال رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، إن الوقت حان لتغيير أوروبا بالكامل وإلا فإنها ستجازف بتشرذم الاتحاد. وأضاف فالس أن الاستفتاء أظهر وجود مشكلة داخل أوروبا تم تجاهلها لفترة طويلة. كما قال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك في بروكسل باسم الدول الأعضاء «نحن اليوم مصممون على الحفاظ على وحدة أعضائنا السبع والعشرين، إنها لحظة تاريخية ولكنها بالطبع ليست لحظة لإبداء رد فعل هستيري». وقال رئيس وزراء بلجيكا شارل ميشال إن أوروبا تلقت «صفعة» لكنه دعا إلى عدم الانصياع «للهلع، علينا أن نبقى هادئين وأن نجد سريعا الطريق لكي نعيد إحياء المشروع الأوروبي». وقال رئيس وزراء تشيكيا بويسلاف سوبوتكا إن الاتحاد «ليس مهددا على الإطلاق» لكن «عليه أن يتغير بسرعة مع مزيد من المرونة وقدر أقل من البيروقراطية» لأن المشروع الأوروبي يحتاج «إلى تأييد أكبر من المواطنين». بدورها، قالت بولندا إن الاتحاد الأوروبي بحاجة لمعاهدة جديدة تساعد التكتل على الإصلاح للحفاظ على وحدته بعد أن اتخذت بريطانيا قرارا بالانسحاب. وقال رئيس حزب القانون والعدالة الحاكم في بولندا ياروسلاف كاتشينسكي إن بلاده لن تجري استفتاء على العضوية في الاتحاد. وقالت رئيسة وزراء بولندا بياتا شيدلو إن بلادها تخطط لطرح اقتراحات بشأن ما يحتاج للتغيير في الاتحاد. وأضافت «بولندا تهدف إلى بناء اتحاد أوروبي قوي وموحد ومؤلف من دول ذات سيادة». وأعلن الرئيس البرتغالي مارسيلو ريبلو دي سوزا أن نتيجة الاستفتاء «أصابتنا جميعا بالحزن». كما أعرب رئيس وزراء لوكسمبورج كزافييه بيتيل عن أسفه لتصويت البريطانيين لمصلحة خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي. وقال القائم بأعمال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل جارثيا مارجايو إن إسبانيا ستسعى لسيادة مشتركة على جبل طارق بعد أن أيد البريطانيون الانسحاب من الاتحاد الأوروبي مضيفا أن التصويت غير تماما التوقعات بشأن مستقبل شبه الجزيرة. بابا الفاتيكان بدوره قال إن قرار بريطانيا الخروج من الاتحاد الأوروبي ينبغي أن تتبعه ضمانات لمصلحة بريطانيا ولدول القارة. وقال رؤساء برلمانات ألمانيا وفرنسا ولوكسمبورج وإيطاليا أمس، إنهم سيواصلون العمل على التكامل الأوروبي بعد تصويت بريطانيا بالخروج من الاتحاد. أما في روسيا، فاعتبر الرئيس فلاديمير بوتين أن التصويت لانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يعود إلى «الموقف المتعالي والسطحي» للحكومة البريطانية التي نظمت الاستفتاء. وقال بوتين «إن تنظيم هذا الاستفتاء ونتائجه هما نتيجة موقف متعال وسطحي للسلطات البريطانية من مسائل مصيرية للبلاد ولمجمل أوروبا». في المقابل بدا رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف أقل تفاؤلا ومنددا بـ «مخاطر إضافية على الاقتصاد العالمي، بما فيه الاقتصاد الروسي»، وقال «بالطبع هذا لا يسرنا». من جهتها قالت الخارجية الروسية في بيان إن نتائج هذا الاستفتاء «أظهرت بطريقة مشهودة الخلافات الكبيرة داخل الاتحاد الاوروبي حول سلسلة من القضايا المهمة». وتحفظ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حيال نتيجة الاستفتاء في بريطانيا، وقال أمس الجمعة «عندما نتعاون سنكون أقوى، ونحن في الأمم المتحدة نتطلع إلى مواصلة العمل مع بريطانيا والاتحاد الأوروبي». وأضاف بأنه ينتظر ويأمل أن تواصل بريطانيا الاحتفاظ بدورها الريادي في مواضيع مثل سياسة التنمية. وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أن الاتحاد الأوروبي سيظل شريكا قويا في قضايا مثل الهجرة والسلام والأمن ، إضافة إلى المواضيع الإنسانية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©