السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

طائرة تحلق بطاقة الشمس قريباً

طائرة تحلق بطاقة الشمس قريباً
6 سبتمبر 2005

إعداد ـ عدنان عضيمة :
أمام التفاقم المتواصل لمشكلة التزايد المستمر للحاجة لمصادر الطاقة التقليدية، والارتفاع المتواصل في أسعارها، أصبح تفكير العلماء الآن منصباً على البحث عن إجابة للسؤال المهم: كيف يمكننا أن نتحرك ونحرك آلاتنا من دون وقود؟·
وهو السؤال الذي تصدى له خبير سويسري يدعى برتراند بيكار عندما أكد أنه سوف يتمكن من ابتكار طائرة قادرة على التحليق حول العالم من دون وقود على الإطلاق·
وبيكار الذي بلغ عامه السابع والأربعين، مهندس متخصص بالديناميكيات الهوائية، ولقد تفجرت إمكاناته الإبداعية عندما عمد إلى تركيب منطاد شهير عام 1999 أطلق عليه اسم 'برايتلينج أوربيتير' يعمل بمزيج من غاز الهليوم الخفيف والهواء الساخن· وتمكن مع صديقه برايان جونز بإنجاز رحلة خارقة وغير مسبوقة حول العالم على متن ذلك المنطاد· ويقول بيكار متذكراً تلك الأيام: 'كان كل الصحفيين الذين تجمهروا حولنا بعد إتمام الرحلة يقولون إنها آخر مغامرة من نوعها يمكن للإنسان القيام بها· وأنا لست الإنسان الذي يقتنع بحلول عصر نهاية المغامرات لأن لدي شيئاً آخر يمكنني أن أثبت به أنه لا نهاية لعصر المغامرات على الإطلاق'·
وبالرغم من أن المنطاد 'أوربيتير' لا يتضمن محركاً دافعاً، إلا أنه يحتاج إلى كميات ضخمة من غاز البروبان 'غاز الموقد' حتى يتمكن من الارتفاع عن سطح الأرض· وتساءل بيكار عما إذا كان بالإمكان القيام برحلة مشابهة من دون إحراق أي وقود قابل للاحتراق على الإطلاق· وراح بيكار يتصور طائرة يمكنها أن تقلع وتحلق بطاقتها الذاتية وباستخدام الطاقة المخزونة من أشعة الشمس وبحيث يمكنها أن تبقى محلقة بشكل دائم من دون الحاجة إلى الهبوط للتزود بالوقود· وحتى أثناء الليل، وفي غياب ضوء الشمس، يمكنها أن تبقى محلقة بالاعتماد على الطاقة الكهربائية المختزنة في بطارياتها·
الفكرة والتطبيق
الطائرات المدفوعة بالطاقة الشمسية سبق لها أن حلقت من قبل· ففي عام ،1981 حلقت طائرة المخترع الأميركي بول ماك كريدي التي تدعى 'سولار تشالينجير' فوق القناة الإنجليزية· وفي عام ،2001 تمكنت طائرة من دون طيار تابعة لوكالة الطيران والفضاء الأميركية 'ناسا' وتدعى 'هليوس' أو 'الشمس'، من التحليق بالاعتماد على خلايا الطاقة الشمسية المتوزعة على أجنحتها حتى بلغت ارتفاع 97 ألف قدم· وحتى تبقى الطائرة الشمسية محتفظة بقدرتها على التحليق أثناء الظلام فإن من الضروري ابتكار تقنيات بالغة التطور وغير مسبوقة تسمح بتخزين الطاقة الشمسية في النهار بواسطة البطاريات· وينبغي على الطائرة الشمسية أن تمتص من الطاقة التي يحملها ضوء الشمس أكبر قدر ممكن وأن تتمكن من تخزين مقدار كبير منها في أضيق حيّز وضمن بطاريات بالغة الخفّة، وأن تتضمن الأجهزة المتخصصة بتحويل الطاقة الشمسية إلى قوة دافعة وبفعالية عالية، وألا تستهلك من هذه الطاقة إلا أقل قدر ممكن بالاحتكاك مع الهواء· وعندما تتحقق هذه الأهداف كلها، فسوف تتمثل النتيجة بطائرة عظيمة الفعالية، لا تستهلك شيئاً من الوقود على الإطلاق، وستكون قادرة على التحليق المستمر· وعندما توصل بيكار إلى هذه الفكرة، لم يكن أحد قد نجح في تحقيق هذه الابتكارات·
وبالطبع، كما لم يكن ذلك سبباً كافياً لثنيه عن الاعتقاد بأن من الممكن تحقيق كل هذه الأفكار عملياً· وخلال تنظيم معرض باريس الدولي للطيران في شهر يونيو الماضي، فاجأ بيكار العالم بعرض النموذج التصوري الأول لمشروعه عندما قدم طائرته المبتكرة 'سولار إمبالس'، وأعرب عن أمله أن يبدأ ببناء نسخته العملية بحلول عام 2007 على أن تبدأ الطيران بحلول عام ·2008 ومن المنتظر أن تتم تجربتها الأولى في الليل وفي غياب ضوء الشمس باعتبار أن ذلك يمثل التحدي الأكبر لفكرة الطائرات الشمسية· وإذا ما نجحت هذه التجارب الأولى، فسوف تبدأ 'سولار إمبالس' رحلة طيرانها الأولى حول العالم·
عشق الطيران
وينحدر بيكار من أسرة من المكتشفين· ولقد وقع هو شخصياً في حب الطيران منذ بلغ عامه السادس عشر حيث جرّب جميع أنواع الأجهزة الصالحة للإقلاع في السماء فوق هضاب وجبال سويسرا· وفي عام 1985 فاز بالبطولة الأوروبية للطيران الشراعي كما سجل في عام 1992 رقماً قياسياً من حيث الارتفاع الذي بلغه بإحدى الطائرات الشراعية·وفي عام ،2003 شرع في إنجاز دراسة متكاملة لفكرة بناء الطائرة الشمسية الجديدة بالتعاون مع المدرسة متعددة التقنيات في مدينة لوزان السويسرية التي تشبه في اهتماماتها معهد المساحة الجيولوجية الأميركي· وكانت فكرته تعتمد على تركيب محركين في طائرة ذات مقعد منفرد وبجناحين يبلغ باعهما 'البعد بين طرفيهما' 260 قدماً، وعلى أن تكون أخف بنحو 300 مرة من الطائرات التجارية العادية، ولا يزيد وزنها الإجمالي على طنين أو ما يعادل وزن سيارة متوسطة·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©