الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

القمة العربية السبيل الوحيد لمواجهة المخاطر التي تتعرض لها المنطقة

15 ابريل 2018 00:05
عمار يوسف، أحمد شعبان (الرياض، القاهرة) مع انعقاد القمة العربية في مدينة الظهران السعودية، تضج وسائل الإعلام العربية المرئية والمسموعة، ومعها شبكات التواصل الاجتماعي، بالحديث عن التحديات التي تزداد ضراوة للأوضاع العربية، خاصة مع تفاقم ظاهرة الإرهاب، وتدخلات إقليمية على نحو غير مسبوق، سواء من إيران أو تركيا. ويبقى السؤال كيف سيعمل القادة العرب على تعزيز التضامن العربي لمواجهة مخططات التفكيك التي تستهدف أمن واستقرار الدول العربية؟. وأجمع خبراء استراتيجيون على أن المأمول من قمة الظهران التي تنعقد برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، عاهل المملكة العربية السعودية، هو التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية، واتخاذ إجراءات عقابية جماعية ضد إيران بسبب تدخلاتها العدوانية في العديد من الدول العربية، ما يهدد الأمن القومي العربي، فضلاً عن اتخاذ موقف أكثر حزماً ضد الصواريخ الإيرانية التي أطلقتها ميليشيات الحوثي على المدن السعودية والتي بلغ عددها حتى الآن 117 صاروخاً، إلى جانب ضرورة معالجة أسباب الدمار الشامل الذي أصاب سوريا والعراق وليبيا واليمن، فضلاً عن وضع استراتيجية عربية قوية لمواجهة الإرهاب، مشيرين إلى أن الآمال معقودة على تفعيل اتفاقية الدفاع المشترك لحماية الأمن القومي العربي. وتوقع الخبراء أن يصدر عن القمة العربية، قرار خاص بالتنديد بالتدخلات الإيرانية في الدول العربية، والتنديد بانتهاك إيران للاتفاق النووي، وانتهاك القرارات الدولية 2231 و2216 الخاصة باليمن، وإعلان القمة العربية رفض الاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية الثلاث بالخليج العربي «طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وأبو موسى»، والتأكيد على هذا الرفض بإعلان موقف عربي موحد يدعو إلى إنهاء إيران احتلالها للجزر الإماراتية، ودعوة إيران إلى الاستجابة إلى مطالب دولة الإمارات العربية المتحدة لتسوية الأزمة وإنهاء الاحتلال والرجوع إلى التحكيم الدولي. وأكدوا أن القضية الفلسطينية قضية محورية ومركزية للعالم العربي، مع رفض قرار الإدارة الأميركية الباطل بإعلان القدس عاصمة لكيان الاحتلال الصهيوني. الأمن القومي وفي هذا الإطار، اعتبر اللواء متقاعد الدكتور سعيد بن علي الغامدي، الخبير الاستراتيجي، أن المنطقة بحاجة لإطلاق خارطة طريق شاملة لغاية تحقيق الهدف الكبير بحماية الأمن القومي العربي من التهديدات الكبيرة التي تواجهنا، وفي مقدمتها التدخلات الإيرانية السافرة في دول عربية، مشيراً إلى أن على القادة العرب إدراك أن ما يحدث في منطقتهم هو أمر مخطط له منذ سنوات لمصلحة إسرائيل، حيث تم إخراج العديد من الدول العربية التي كانت قوية في يوم من الأيام مثل العراق وسوريا من معادلات التوازنات الاستراتيجية في المنطقة. ومن جهته، أكد عبد العزيز بن سعيد، أستاذ العلاقات الدولية وشؤون الخليج العربي بجامعة المجمعة، أن الدور المشهود للسعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين في دعم مكانة الدول العربية، والعمل على كل ما يدعم ويعزز من أواصر العلاقات العربية، يجعل الرهان على القمة أمراً مطلوباً لجهة صدور قرارات تخدم وتحفظ أمن الدول العربية وسيادتها، خاصة الأطماع والأخطار والأزمات التي تواجهها عدد من الدول من نزاعات وصراعات وتدخل في شؤونها الداخلية، والهجمات من الميليشيات والتنظيمات الإرهابية، وبشكل خاص التدخلات الإيرانية التي تدعم الإرهاب وتدرب الإرهابيين وتمولهم. وقال ابن سعيد إن من المهم الدفع باتجاه تحقيق العملية السياسية والقضاء على الأزمات، والحفاظ على الدولة الوطنية، والقضاء على خطاب الكراهية الذي وفر الأرضية الخصبة لولادة تنظيم داعش، مشيراً إلى ضرورة أن يصدر القادة العرب قراراً بتفعيل معاهدة الدفاع العربي المشترك التي ظلت معطلة منذ اليوم الأول للاتفاق عليها وإقرارها رغم التحديات والتهديدات التي عاشها ويعيشها الأمن القومي العربي، وأن عليهم في هذه الحالة الاستفادة من تجربة السعودية في قيادة التحالف العربي في اليمن. التدخلات الإيرانية أما أستاذ العلاقات الدولية بجامعة الباحة الدكتور طارق بن عبدالعزيز الحارثي، فقد شدد على ضرورة أن تخرج القمة العربية بقرارات تتعلق بتطوير الآليات الكفيلة بإيقاف التدخلات الإيرانية التخريبية في المنطقة، والعمل على تطوير المنظومة العربية للتعامل مع مثل هذه التدخلات، فضلاً عن التباحث في الأزمات السورية، واليمنية، والليبية، والفلسطينية، والعمل على توحيد الصف العربي أمام العدو الحقيقي الذي يسعى لتهديد أمن المنطقة، وهو التمدد الإيراني والتجاوزات التي يسعى إلى فرضها على الدول التي وقعت تحت سيطرته عبر ممثليه في سوريا والعراق ولبنان.وفي الإطار نفسه، وعن المتوقع من القمة العربية في مواجهة المخاطر التي تواجهها المنطقة، خاصة التدخلات الإيرانية، أكد الدكتور محمد عباس ناجي، رئيس تحرير مجلة «مختارات إيرانية» بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن من أهم الموضوعات المطروحة على طاولة القمة العربية في المملكة العربية السعودية، المخاطر التي تواجهها المنطقة العربية، ومنها التدخلات الإيرانية في المنطقة، مشيراً إلى أن مناقشة التدخلات الإيرانية في المنطقة بدأت منذ فترة منذ اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة، وكذلك تصريحات الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد أحمد أبو الغيط حول التدخلات الإيرانية في الشؤون العربية في المنطقة. مؤكداً أن كل هذا يشير إلى أن هناك موقفاً وخطاً عربياً واضحاً وصريحاً على رفض التدخلات الإيرانية المستمرة في شؤون دول المنطقة، ورفض تهديد إيران لأمن واستقرار الدول العربية، خاصة ما يحدث في مملكة البحرين، وما يحدث في السعودية من إطلاق الحوثيين المنقلبين على الشرعية في اليمن الصواريخ البالستية على الرياض والمحافظات الأخرى التي تهدد الأراضي السعودية. وأشار إلى أن هناك شبه إجماع بتنديد عربي ضد تدخلات إيران في المنطقة ومشاركاتها في الهجمات العسكرية ضد المدنيين السوريين داخل سوريا، ودعمها لنظام بشار الأسد، مثل ما حدث في «دوما» و«الغوطة الشرقية»، مشيراً إلى أنه من المتوقع أن تناقش القمة العربية البند الخاص برفض الاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية الثلاث بالخليج العربي «طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وأبو موسى»، والتأكيد على هذا الرفض بإعلان موقف عربي موحد يدعو إلى إنهاء إيران احتلالها للجزر الإماراتية، ودعوة إيران إلى الاستجابة إلى مطالب دولة الإمارات العربية المتحدة لتسوية الأزمة وإنهاء الاحتلال والرجوع إلى التحكيم الدولي، مشيراً إلى أن هذا الأمر من القضايا المهمة التي ستطرح على أجندة القمة العربية الحالية. مواجهة الإرهاب ومن جانبه، أكد الخبير الأمني العميد خالد عكاشة، عضو المجلس القومي لمكافحة الإرهاب والتطرف، أن مواجهة المخاطر التي تهدد المنطقة، ومنها الإرهاب في القمة العربية الحالية، على أهمية كبرى، لأن خطر التنظيمات الإرهابية يهدد المنطقة بكاملها، ويحتاج إلى مواجهة وصياغات جديدة، ربما تفصح القمة العربية عن بعض أشكال من الشركات والتعاون الجديد بين الدول الأعضاء في القمة العربية في مجال مكافحة الإرهاب، وربما يكون هذا الأمر له طبيعة جديدة بالنظر إلى مستجدات تهديد الإرهاب في المنطقة، وأن هذه المواجهة ستحظى بشكل جديد من أشكال الطرح خلال القمة، وربما ستحظى أيضاً على موافقة أكثر من دولة لتنضم إلى الدول الأربع المقاطعة لقطر بسبب دعمها للإرهاب. وأشار إلى أنه كانت هناك توصيات وإشارات من كثير من المتخصصين في الدول العربية، تتحدث عن شراكة أكثر تطوراً ما بين الدول العربية، لأن التنظيمات الإرهابية تعمل بصورة عابرة للحدود، فلا يوجد تنظيم إرهابي خاص بدولة بعينها. مشيراً إلى أن التنظيمات الإرهابية موجودة في أكثر من دولة، وتتحرك ولها فروع في دول أخرى، مؤكداً أن هذه الشركات التي ستطرح خلال القمة العربية لمواجهة الإرهاب، سوف يكون لها نتائج إيجابية. وأشار إلى أن القمة العربية سوف تُعيد التأكيد على الموقف العربي الموحد من قضية تمويل الإرهاب، وهو مقاطعة الدول التي تدعم وتمول الإرهاب بصورة أو بأخرى من خلال مساعدات عينية ومالية، مشيراً إلى أن الدول العربية سوف تتحدث عن القضايا الاستراتيجية، ولكن لن تتكلم عن قرارات ضد دول بعينها، وسوف تؤكد القمة على أن الدول العربية تنبذ الإرهاب، وسوف تتخذ مواقف ضد هذا الإرهاب الغاشم، مشيراً إلى أن مكافحة الإرهاب ومواجهته سوف تحتل معظم كلمات القادة والزعماء العرب خلال القمة العربية اليوم ليطرحوا رؤاهم. لافتاً إلى أنه لم نعتد من قبل في القمم العربية السابقة أن تعلن قرارات معينة تجاه قضية بذاتها، إلا أن يكون هناك مشروع قانون أو مشروع قرارات معينة، ولكن سوف يكون الحديث حول تأكيد المواقف السابق اتخاذها تجاه قضية تمويل الإرهاب، والتأكيد على أن هذا هو الإطار أو السياسة العربية التي من خلالها تتحرك الدول العربية لمواجهة الإرهاب في المنطقة. القضية الفلسطينية وتوقع الدكتور مصطفى سالم، أستاذ القانون الدولي، أن تصدر عن القمة العربية قرارات تؤكد موقف الدول العربية الثابت تجاه القضية الفلسطينية كقضية محورية ومركزية تهم العالم العربي والإسلامي، مع رفض قرار الإدارة الأميركية الباطل بإعلان القدس عاصمة لكيان الاحتلال ونقل السفارة الأمريكية للقدس، وتأكيد القمة على أن القدس الشرقية المحتلة عاصمة لدولة فلسطين، مشيراً إلى أن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب قرار مجحف وظالم، وإهدار واضح للمواثيق والشرائع الدولية، وصدر في تحد واستفزاز واضح وصريح لجموع الأمة العربية والإسلامية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©