الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الحقائب المدرسية «أحمال ثقيلة» تهدد أجساد الطلاب

الحقائب المدرسية «أحمال ثقيلة» تهدد أجساد الطلاب
15 ابريل 2018 14:00
مريم بوخطامين (رأس الخيمة) شهدت قضية ثقل الحقيبة المدرسية التي تم تداولها مؤخرا في مسائل التواصل الاجتماعي تفاعلا كبيرا من أولياء أمور أجمعوا على عناء أبنائهم مع حمل الحقيبة المدرسية الثقيلة أو جرها بين البيت والمدرسة ذهابا وإيابا طوال العام الدراسي. الأمر الذي يعرضهم للعديد من المشاكل الصحية بالظهر والعمود الفقري، كما تمتد المشكلة إلى مشرفات الحافلات اللوائي يعانين من ذات المشكلة. وأوضح جمعة الزعابي ولي أمر طلاب في الحلقة الأولى أن طلاب هذه المرحلة الدراسية ضعفاء البنية، لا يتحملون حمل الحقائب المدرسية الثقيلة، لافتا إلى أن تأثيرها السلبي عليهم في سن مبكرة أمر في غاية الخطورة، وقد ينتج عنها الإصابة بأمراض في العمود الفقري أو التواء الكتف، وحول وضع الكتب في خزائن وفرتها وزارة التربية والتعليم في بعض المدارس قال: «إن عددا من مدارس تعليمية رأس الخيمة لا توجد بها خزائن لوضع الكتب، وعللت حينها إدارات المدارس أنها تحتاج لميزانية لتوفيرها.. لتظل المشكلة قائمة». معضلة عدد الكتب من جانبها قالت خلود العامري ولية أمر وتربوية بإحدى مدارس الإمارة: «إن فكرة وضع المناهج في أجهزة الآيباد أو الكمبيوتر المحمول لا تجدي نفعا لأن أغلب الطلاب لا يمتلكون تلك الأجهزة، ناهيك عن أن الوزارة صرفت لطلاب الحلقة الثانية أجهزة حاسب آلي ولا تستغل إلا في الاختبارات المنزلية»، مشيرة إلى أن المعضلة تكمن في كمية الكتب التي ترتبط بكل مادة واستمرارية حملها طوال الأسبوع، ويصل عددها أكثر من 11 كتابا خلال 8 حصص يوميا، مؤكدة أن التغاضي عن هذه المشكلة أمر في غاية الخطورة خاصة أن الأهالي وأولياء الأمور تحدثوا عنها وعرضوها مرارا.. ولكن دون جدوى. تخمة الواجبات زاوية أخرى للموضوع أجمعت عليها كل من أم نهيان وأم سهيل، وهي تخمة الواجبات المدرسية والتي لم تترك للطالب خيار ترك كتبه بالخزائن المدرسية، خاصة أن كل معلم يكلف الطلاب بإنجاز فروضه اليومية من خلال الكتب المدرسية، لتستمر المشكلة طوال خمسة أيام في الأسبوع، مؤكدتين أن كمية الكتب والدفاتر الموجودة في الحقيبة تعادل وزن الطالب وتسبب له الضيق وتحمله هم حملها في كل يوم دراسي. أهمية الكتاب المدرسي بدورهم، أكد تربويون بمنطقة رأس الخيمة أن من أولويات إدارات المدارس الحفاظ على صحة الطلبة وتحصيلهم الدراسي، وذلك من خلال برامج للحد من ظاهرة ثقل الحقيبة المدرسية وما تسببه من أضرار جسمانية للطالب. ولفت معلمون أن مسألة استبدال الكتب المدرسية بأجهزة إلكترونية مسألة ليست عملية خاصة أن الاستغناء عن الكتاب التقليدي أمر مستحيل ولن يفيد العملية التعليمية، منوهين بأن المعلومة في الكتاب التقليدي تتركز في ذاكرة الطالب أكثر من كونها مادة موجودة في لوح إلكتروني. المشرفات أيضا ضحايا على ذات الصعيد، أكدت عدد من مشرفات الحافلات المدرسية التابعة لفرع مواصلات الإمارات برأس الخيمة واللاتي يتراوح عددهن263 مشرفة، أن المشكلة لا يعاني منها الطلاب فقط بل تصل أيضا للمرافقات في مسألة حمل ورفع الحقائب المدرسية التي تسبب لهن وبشكل يومي مشاكل في الظهر والكتف، مشيرات إلى أن المسألة تحتاج لحلول جذرية ونهائية، تراعي مصلحة الطالب في المقام الأول، مقترحات أن يتم تخصيص حقيبة تحتوي على عدد من الأقراص والبرامج التعليمية، تكون بديلة للكتب متضمنة منهج فصل دراسي، وتلخيصا لكل وحدة من وحداته وأمثلة متنوعة وأسئلة وتمارين عامة، لتحقيق الاستفادة للطلاب. مخاطر صحية بين عدد من أطباء العظام أن زيادة ثقل الأجسام المحمولة وعدم تناسبها مع البنية الجسدية للأفراد تتسبب في أضرار صحية خطيرة، أبرزها تأثر وظائف الرئة سلبيا نتيجة لميل العمود الفقري جانبيا وبالتالي تقييد حركة الرئة في التنفس، ناهيك عن ظهور مشاكل في الضلوع وعضلات العنق وأعلى وأسفل الظهر والكتفين والساقين والقدمين، وقد يصل إلى اعوجاج العمود الفقري وميله واكتساب وضع انحناء الظهر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©