عادة ما تضع مختلف دول العالم، في مسيرة نهضتها خططاً استراتيجية، وهذه الخطط تصنف على ثلاثة مستويات وهي: القصيرة أقـلها خمس سنوات، ومتوسطة تبدأ بعشر سنوات وما فوق، وطويلة المدى، تبدأ من ثلاثين إلى المائة سنة. تحتاج هذه الخطط، عند وضعها من المختصين وأصحاب القرار إلى بعد استراتيجي طويل المدى في النظر، من أجل تحقيق الأهداف المرجوة من هذه الخطط، وهي خطط يتم تنفيذها على مراحل زمنية معينة، مع الوضع بعين الاعتبار قابلية لبعض أجزاء هذه الخطط للتغيير على ألا تضر هذه التغيرات بأهداف الخطط عند تنفيذها، ولا تؤثر عليها تأثيراً سلبياً، كتعرضها للتوقف عن التنفيذ.
تواجه هذه الخطط، وخاصة المتوسطة والطويلة المدى، تحديات عدة منها: على سبيل المثال، قلة الدعم المالي، في مراحل التنفيذ، لذا يتأخر تنفيذ بعض أجزاء الخطط الإستراتيجية، وهذا من الطبيعي حدوثه، نظراً لتقلبات الأداء الاقتصادي على المستويين المحلي والعالمي، فمثـل هذه الخطط، تحتاج إلى ميزانيات مالية كبيرة في مختلف مراحل التنفيذ. وبعض الدول تفشل في تنفيذ خططها الإستراتيجية، لأنها لا تملك الدعم المالي الكافي، أو لأنها لا تملك الموارد البشرية المؤهلة التي تدير هذه الخطط بشكل فعّال ومحكم، فنجاح تنفيذ هذه الخطط مرهون أولا بتلك القدرات البشرية التي تعرف كيف تدير وتنفذ الخطط والأمور التي توكل إليها.
وهنا والحمد لله، على أرض الخير والعطاء المستمر (الإمارات) لا مجال للتوقف، أو التأخر عن تنفيذ الخطط والبرامج المدروسة، فبفضل قادتنا الكرام، أصحاب الهمم العالية، المفكرون، المبدعون، والملهمون في أفكارهم وأفعالهم، نرى من خلال جهودهم المخلصة، المبادرات الملهمة، والخطط الإستراتيجية المحكمة بمستوياتها المختلفة، التي تنفذ وفق رؤى واضحة، وأهداف محددة.
القيادة الواعية والحكيمة، هي التي ترسم وتضع الخطط الإستراتيجية المناسبة والطموحة، ذات الأهداف الإستراتيجية الشاملة، التي تحقق أعلى مستويات التنمية والتقدم في المجالات كافة، لأن هذه القيادة، برؤيتها الثاقبة، تستخلص العبر، وتستقرئ المستقبل، برؤية واضحة المعالم والأهداف، وتعرف كيف تستـثمر الخبرات الوطنية، التي تحرص كل الحرص على تأهيلها لأن تكون قادرة على حمل راية بناء وتقدم الوطن، بكل أمانة ومسؤولية.
همسة قصيرة: القيادة الملهمة هي القيادة المبدعة والناجحة.
عدد اليوم
