نسرين درزي (أبوظبي)
استقبلت حديقة المشرف المركزية أكثر من 22 ألف زائر على فترات متتالية في أول أيام افتتاحها أمام الجمهور أمس الجمعة بحسب المنظمين، بعد عامين من التجديدات واستكمال مرافقها بجودة عالية، إذ بمجرد أن شرعت بوابتها عند الساعة 12:00 ظهراً، أقبل زوارها أفواجاً وعائلات، ففي الخارج غصت المواقف بالسيارات، وفي الداخل افترشت الأسر العشب الأخضر، وملأ الإبهار أعين الأهالي الذين لم يتركوا ركناً جمالياً، إلا وجالوا في أرجائه، وعبر كثيرون عن رضاهم على عملية التطوير التي شملت الحديقة والإضافات القيمة التي ترسخ المفهوم الثقافي جنباً إلى جنب مع وسائل الترفيه.
وحظي الزوار بمهرجان حافل بالأنشطة في الهواء الطلق، حيث تضمنت فعاليات اليوم الأول ورش عمل لصنع الطائرات الورقية والألعاب الرياضية ورواية القصص وحلقة للطبول على المسرح وعرض غنائي من كورال أبوظبي في فترة ما بعد الظهر ومنصة لأداء الفنون ورواية القصص وعروض رقصة اليرقة الجائعة، ويمتد مهرجان الافتتاح خلال عطلة نهاية الأسبوع بانطلاق سوق رايب للأطعمة والمشغولات من الساعة الرابعة ظهراً إلى التاسعة مساء.
شلالات وأٍقوال
حديقة المشرف التي لها في ذاكرة أبناء الوطن حيزاً كبيراً حيث أماكن اللعب وعلامات الاستجمام الأولى منذ الثمانينيات، مازالت شاهدة على عصر جميل من قطار النمو الذي اصطحب العاصمة معه، وهي على الرغم من لمسات العصرية المنتشرة في تصاميمها، إلا أنها لم تخلع عباءة الأصالة المتشبثة في أرضها كما أشجار النخيل ورائحة التراب ورؤية القيادة الحكيمة، الراسخة في نفوس أبناء الإمارات، والتي تستقبل ضيوف الحديقة من خلال «بستان الحكمة»، إذ يضم شواهد رخامية عملاقة محفورة عليها عبارات خالدة مما جاء على لسان المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه.
وجبات مفتوحة
وقالت هانوجا كوثايري مدير عام مشروع تطوير حديقة المشرف المركزية لـ «الاتحاد»، إن توافد الزوار في اليوم الأول فاق كل التوقعات، حيث لوحظ وصول العائلات باكراً والانتظار لأكثر من ساعة إلى حين فتح البوابة، والتي أصر المعنيون على إبقائها في مكانها القديم حتى يتسنى للرواد القدامى استعادة ذكرياتهم فيها. وأوضحت أن رسم الدخول للحديقة سوف يكون بدءاً من غد الأحد، 5 دراهم للكبار ومجاناً للأطفال دون الـ3 سنوات من العمر، حيث يمكن للجميع زيارة مختلف أركان الحديقة والاستمتاع بتناول الطعام، إما مما يصطحبونه معهم وإما من داخل الكافيتيريا الأساسية أو من خلال أكشاك البيع المنتشرة.
وأكدت أن الحديقة تعمل حالياً على دراسة مواقع مخصصة لاحتفالات الوجبات المفتوحة «بيك نيك» مع منع أي مظاهر للشواء أو حتى تدخين السجائر داخل حرم الحديقة.
فنون متنوعة
وذكرت دانيلا باولو من «ركن الموسيقى» المخصص لتدريب الأطفال على العزف الحر، أن اهتمام الكبار والصغار واضح في الإقبال على هذا النوع من الترفيه الفني، وأن طلب المشاركة في هذه الفقرة تخطى لائحة الانتظار خلال الساعات الأولى على افتتاح الحديقة، مما يبشر بموسم زاخر وبإمكانية التوسع في هذه الفعالية المطلوبة، وهنا في «ركن الموسيقى» يمكن للأهالي أن يتشاركوا مع أبنائهم في العزف على الآلة الموسيقية التي يرغبون بها مع طلب المساعدة من الفريق المتخصص.
الأمر نفسه بالنسبة لريتشارد جريك من «المسرح المفتوح» حيث يتجمع الأطفال على ممارسة كل أنواع الرياضات البدنية التي تخطر لهم ومن دون تحضير مسبق، فهم يركضون على أوسع رقعة خضراء في الحديقة، يضحكون ويتدحرجون على العشب ويرسمون ويلونون ما يبدو لهم مناسباً من وحي يوم مشمس مفتوح على الهواء الطلق.
ويتيح «المسرح المفتوح» إقامة الأنشطة المدرسية أو استضافة المناسبات الخاصة التي تجمع الحضور على برنامج رياضي أو ثقافي منوع. ويكون ذلك بالتنسيق مع إدارة العلاقات العامة في الحديقة.
متنزه للترفيه الراقي
وبالتحدث مع عدد من زوار حديقة المشرف المركزية خلال اليوم الأول على افتتاحها أمام الجمهور، قالت أمال راشد إنها سعيدة بإعادة تطوير الحديقة حيث تمكنت من استرجاع أيام زمان. فهي تملك الكثير من المواقف الطريفة داخل الحديقة عندما كانت تزورها مع أهلها وبرفقة الرحلات المدرسية، واعتبرت الموقع مناسباً جداً لسكان المدينة ممن لا يرغبون في قطع مسافات بعيدة لقضاء وقت مريح في واحد من أكبر المتنزهات في الدولة.
سامر شهاب الذي جاء أمس إلى الحديقة برفقة 3 من أصحابه ممن اصطحبوا معهم عائلاتهم، قال إنهم أتوا للاطلاع على جديد الحديقة بعد عمليات التطوير التي شملتها. وبعد التجول في معظم أرجاء المتنزه، وجدوا أنه مكان رائع ومناسب جداً للترفيه الراقي بعيداً عن الضوضاء والأجواء التقليدية.
واعتبرت شهرزاد إبراهيم، التي أتت مع زوجها وأبنائها، أن حديقة المشرف بما تضمه من فقرات مدهشة مثل «حديقة الظل»، تنفع لتكون من أكثر المواقع الخضراء ثراء في مدينة أبوظبي، وأكثر ما يعجبها السينما العملاقة التي سمعت أنها ستعرض أفلاماً عائلية ويمكن الاستمتاع بمشاهدتها بالتمدد على العشب والتماس أجواء السكون من كل صوب.
عدد اليوم
