السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

نزار قباني.. جعل القصيدة كرغيف الخبز

نزار قباني.. جعل القصيدة كرغيف الخبز
13 مايو 2017 22:21
نوف الموسى (دبي) كل شيء امتد إلى حالة عشق، في الندوة الاحتفائية للشاعر العريق الراحل نزار قباني، التي نظمتها مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، يومي الأربعاء والخميس، الماضيين، ضمن جلسات نقاشية، شهدت مشاركة باحثين ونقاد متخصصين في إعداد دراسات مستفيضة عن الروح الشعرية لدى الشاعر «نزار قباني ـ الرسم بالكلمات»، مشيرين في أوج نقاشاتهم التحليلية، إلى التناقض في أن تحب شخصاً ما وتدعي أنه يمكن مجاراته فكرياً، كمن يحاول إدخال عقله في قلب قصيدة! واللافت في الخلاصة الثرية للبحوث أن جميع الباحثين، مروا على المدرسة النزارية، واستقوا من هواها، ليتخذوا موقفاً جوهرياً حول إمكانية استثمار المشهد الكوني لدى نزار، وإعادة بلورته في اللحظة الوجودية، غير مكتفين بقصائده، بل اعتمدوا على درس ما تركت القصيدة فيهم عبر الإيقاع العام لمشوار اكتشافهم للشاعر. وما حققته «العويس الثقافية» في اللقاء، هو توسيع أفق الذائقة الشعرية، باختلافات توجهاتها، فالكل رأى نزار انعكاساً بحثياً لتصوراته، وفضاءات خصبة لازدهار المفهوم العميق لمعنى البساطة في الشعر العربي، عبر ابتكاره لغةً للمرأة.تنوعت لقاءات النقاد في قاعة «العويس الثقافية»، بين أمسية شعرية وجلسة عفوية ومداخلات جادة، يكثر فيها الفكر، ليمتزج بالقصيدة المغنّاة، حيث تفوح رائحة القهوة من أفواه الشعراء المنكبين على فكرة إثبات المعنى في القصيدة النزارية. ورغم تصريحه بأن الشعر السياسي لنزار قباني «سخيف»، لم يتوقف الدكتور أحمد برقاوي عن الحديث حول الحالات الشعرية، لدى الشاعر. أما الباحث علي عبيد فتحدث عن «لا النوافير تتعب.. ولا ماء دمشق ينتهي»، فيما قدم الدكتور محمد شاهين أبعاد «الغنائية الدرامية» في قصيدة نزار قباني، وبين الدكتور سمر روحي الفيصل محاور نجاح قباني وشعبيته في ورقته «نثر قباني..الوجه الآخر للإبداع»، لتثير الدكتورة عفاف البطاينة مداخلات وتحفظات الجمهور على تناولها للجسد الأنثوي في شعر نزار قباني في بحثها الموسوم بـ «السعي وراء الحرية شعرياً»، رغم توضيحها بأن الشاعر رغب في تحرير الفرد من عقدة الجسد التي تعد أهم من الحريات الأخرى كالحرية السياسية وغيرها. أكد الدكتور شريف الجيار في: «ديوان سيبقى الحب سيدي.. تمرد جمالي ورفض للموروث» أن شعر نزار قباني انتصر على النقد العربي، جاعلاً من القصيدة كرغيف عيش، تستطيع كل فئات المجتمع قراءتها، وقبله ذهب الدكتور علوي الهاشمي في بحثه: «نزار قباني..المفارقة الصارخة «، نحو اعتراف نقدي، بأن شهرة نزار قباني تجلت في أنه اعتبر نفسه شاعراً طبيعياً، يتواصل مع أُناس طبيعين، مطالباً بأن تشطب كلمة «سرقة» بعد نقاشات الجمهور التي أثرتها الدكتورة بروين حبيب في حديثها عن «تقنيات التعبير في شعر نزار قباني»، متناولة قصيدة «في الجريدة»، حيث لم تقبل الدكتورة بروين اعتبارها «سرقة»، ولم تجزم أيضاً بفعل «التناص» فيها مع قصيدة للشاعر الفرنسي «جاك بريفير»، واستمرت في بحثها عن كل الألوان والأحاسيس والأفعال التي دارت في قصائد قباني. معترضاً على منهج الحديث حول ما يمكن تسميته بـ «مشروع نزار قباني»، بين برقاوي أن الشعر لا يمكن أن يكون مشروعاً، القصيدة أنقى من أي أيديولوجيا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©