الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حلي فضية مشغولة بحروف القصائد العربية

حلي فضية مشغولة بحروف القصائد العربية
14 مايو 2010 21:12
تنحني لمياء حجازي على الطاولة، تثبت نظارتها جيداً، تمسك بخيوط الفضة تحيكها خيطاً خيطاً، وتزرع في امتدادها الفيروز، ترفع انحناءها وتعقدها بحبات المرجان، تصطف الحبات متجاورة يتوهج منها الضوء، وتنهيها بانحناءة قوية هذه المرة ليتشكل الخيط الفضي قرطاً جميلاً تتزين به الفتيات. عشقت لمياء حجازي الفضة حتى حولتها لقصائد شعر تحيط بالأعناق، إلى ذلك، تقول “شغفت بالفضة منذ صباي، كنت أجد في هذا المعدن البراق أنوثة طاغية، أحب أن أرتديه وأن أهديه من حولي لكني لم أدخل عالم صناعة الفضة إلا منذ ثماني سنوات فقط”. وتضيف حجازي “كنت أساهم في دار للأيتام، وكانت حياكة المفارش وتطريز الأقمشة جزءاً من أعمالنا التي نبيعها لغرض الحصول على عائد مادي للأيتام الذين نرعاهم، وكانت تلك المساهمات جيدة لكنها تقليدية، ففكرت أنا وصديقتي منال نوفل في أن ندخل مجال الاكسسوارات، فالتحقنا بدورة لصناعة الاكسسوارات وهناك رأيت خيوط الفضة لأول مرة على حالتها الخام، فتعلقت بتشكيلها كثيراً خاصة أنها تعتبر من المجوهرات وليست مجرد اكسسوارات”. لم تنه حجازي الدورة بل باشرت بدراسة تأثير الأحجار نصف الكريمة لتدخلها في مجال صياغة الاكسسوارات التي تفوقت فيها، تقول “حين أقمنا المعرض السنوي للأيتام وجدت المشغولات الفضية تباع بسرعة محققة عائداً كبيراً قياساً بغيرها من البضائع، فقررت الاستمرار في هذه الهواية وتنميتها، وبدأت في تعلم تأثير الأحجار الكريمة على الناس ومدى توافقها مع الشخصيات، واخترت بعض الأحجار نصف الكريمة كالزبرجد والفيروز والمرجان والعقيق والزيركون وأحجار أخرى لتدخل في تصميماتي”. ومع الوقت أحبت حجازي أن تكون لها بصمتها الخاصة في عالم المجوهرات الفضية التي تنفذها، تقول “أردت أن تبدو مصوغاتنا شرقية أكثر، فبدأنا في إدخال التصاميم المستمدة من طراز المعمار الإسلامي، والتصاميم الشرقية المعروفة كالكف والعيون الزرقاء، لكن هذا لم يلب طموحنا، كنا نريد شيئاً مميزاً وخاصاً فلجأنا للشعر العربي، منه أخذنا أجمل الأبيات لنصوغها في قطع من الفضة نوشيها بأحجار مختلفة ولؤلؤ صغير، واخترنا الحروف الهجائية العربية لتكون أيضاً ملاذاً جميلاً للزخرفة والتزيين بأحجام مختلفة في الخواتم والأقراط والقلائد الجميلة”. وتتابع، وهي تعرض عقداً فخماً تزينه أبيات شعر لإلياء أبي ماضي “كن جميلاً ترى الوجود جميلا”، “عالم الشعر العربي مليء بالكلمات الجميلة الآسرة، وتضمينها في مجوهرات النساء صار موضة عصرية، خاصة أنني أحاول صياغتها لتكون عصرية تواكب الموضة، فهي قصيرة تحيط النحر لمن تحب ذلك، وطويلة للراغبات في ارتدائها فوق العباية أو القمصان، ولأن الموضة ذهبية طلينا الفضة بماء الذهب لنواكب ما تريد النساء، وإذا عادت الموضة للون الفضي يمكن إزالة الطلاء بمادة خاصة والاحتفاظ بالعقد كأنه جديد”. وتحاول حجازي أن تكون اكسسواراتها مناسبة لكافة الأعمار، وتقول “أشجع “تربية الأنوثة” في الفتاة منذ صغرها، لأن ارتداء الفتاة للمصوغات المناسبة منذ طفولتها يعلمها حب ذاتها وأنوثتها، ولأن الذهب غال خاصة أن الصغيرات كثيراً ما يضعن مجوهراتهن، لجأت إلى صياغة مجوهرات “بناتية” تناسب الأعمار فوق الخمس سنوات، مليئة بالوجوه المبتسمة، وأرسم عليها بعض الشخصيات الكرتونية، وأزين اسم الفتاة ببعض الأحجار اللامعة أو الخشب الذي يدخل بقوة في اكسسوارات الصبايا المراهقات”. وتؤكد حجازي أن نصف ريع مصوغاتها مازال يذهب لدار الأيتام، وهي تحاول الوصول لمختلف الشرائح، فهي أيضاً تصيغ بعض الاكسسوارات للرجال، وتقول “يظن البعض أن الرجال لا يرتدون الاكسسوارات لكنهم يفعلون، هم يحبون الخواتم المزينة بالأحجار العربية كالعقيق اليمني والفيروز، ويرتدون أيضاً أزرار القمصان التي صارت تأتي مزينة بحروف عربية وغيرها، وبعضهم يحب مشابك ربطة العنق”. اختلاف الأذواق بين المجتمعات عن اختلاف الأذواق بين المجتمعات، تقول المصممة لمياء حجازي “في الإمارات تقبل الفتيات على القلائد التي تحمل حروف أسمائهن، وبعضهن يحببن ارتداء السلاسل الطويلة فوق العباءة، لكن العقود الفخمة لا تجد الكثير من الرواج هنا بعكس الحال في مصر، حيث تقبل العرائس ونساء المجتمع على شراء مثل هذه العقود، أما في المجتمعات الأجنبية فيعشق الرجال شراء حروف أسماء زوجاتهم وتحرص النساء على شراء المصوغات ذات اللمسة الشرقية، مثل الكف والخرز الأزرق، ويعشقن تبادلها وإهداءها لبعضهن بعضاً”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©