جهاز تحديد الموقع رفيقك الأمين في توجهاتك السياحية

عندما تقرر استخدام السيارة كوسيلة تنقل في بلدان السياحة والاصطياف، فلا تنسَ جهازك الشخصي لتحديد الموقع لأنه سيكون دليلك ومرشدك إلى الأماكن التي تريدها. وأصبحت هذه الأجهزة شائعة الاستخدام ورخيصة الثمن وذات قدرات متطورة جداً لأداء الوظائف المتنوّعة المطلوبة منها. وتوجد أنواع كثيرة من هذه الأجهزة، منها ما هو مخصص للتثبيت فوق واجهة القيادة في السيارة، ومنها الأجهزة الشخصية التي يمكن حملها في الجيب وتدعى في هذه الحالة “أجهزة الملاحة الشخصية” personal navigation devices. وقد يظن البعض أن استخدام الخرائط التي أضيفت إلى بعض أجهزة الموبايل الذكية التي تصنعها شركات متخصصة مثل “نوكيا” و”آبل” يمكن أن تغني عن استخدام أجهزة الملاحة المتخصصة، إلا أن هذا ليس صحيحاً في حالة استخدامها للتوجه في السيارات نظراً لصغر مساحة الشاشة وصعوبة التعامل مع جهاز “الموبايل” أثناء القيادة. ومن أشهر أجهزة الملاحة، تلك التي تصنعها شركة “توم توم” الهولندية منذ أعوام الثمانينات من القرن الماضي. إلا أن هذه الشركة، ومعها كل الشركات الأخرى المهتمة ببناء أجهزة الملاحة، تعرضت لنكسات قوية بعد أن أضافت شركات صناعة أجهزة الهاتف الذكي خدمات الملاحة إلى أجهزتها الجديدة وخاصة منها شركة “نوكيا”. ومع تفاقم هذا الخطر الداهم الذي يهددها، قررت “توم توم” عدم تبني الموقف الدفاعي، بل عمدت بدلاً من ذلك إلى تطوير وإنتاج جيل جديد من أجهزة الملاحة يمكنه أن يجعل من إنجازات منافسيها من صنّاع “الموبايل” مجرّد عبث. وتحضّر “توم توم” الآن لإطلاق جهاز الملاحة الشخصية “توم توم جو لايف 1000” Tom Toom Go Live 1000 الأكثر تطوّراً والذي يصلح أيضاً للتثبيت في السيارة، ومن المنتظر ظهوره في الأسواق خلال الصيف الجاري. ويعمل الجهاز ببرنامج تطبيقي “سوفتوير” جديد تماماً ومطوّر عن ذلك الذي يستخدم في أجهزة “توم توم” التقليدية. ومن ميزات البرنامج الجديد، سرعة الاستجابة لأوامر التشغيل، والاتصال الفوري بشبكة الإنترنت. وفضلاً عن أن الجهاز الجديد قادر على إنجاز العديد من القياسات الخاصة بالرحلة التي يطلب قطعها، مثل المسافة المقطوعة والمتبقية وتحديد السرعة اللحظية، فهو مصمم بحيث يمكنه تشغيل العديد من الوظائف المعروفة في أجهزة “توم توم” السابقة له ومنها التعرّف على الشوارع المزدحمة بحركة المرور وإصدار التعليمات باتباع الطرق البديلة المناسبة لبلوغ المكان المقصود. ومن الجدير بالذكر أن أسعار أجهزة الملاحة الشخصية هبطت بشكل كبير وبمعدل وصل إلى 80? منذ عام 2007. وهبط معدل سعر جهاز الملاحة الشخصية لشركة “توم توم” منذ ذلك التاريخ وحتى الآن من 259 دولاراً (950 درهماً) إلى 112 دولاراً (414 درهماً). ويأتي التحدي الأساسي لشركة “توم توم” وغيرها من الشركات المتخصصة بصناعة أجهزة الملاحة الشخصية، من أن شركة “جوجل” آثرت أن تقدم البرنامج التطبيقي للملاحة الشخصية في كافة أنواع أجهزة الهاتف الذكي التي تعمل بنظام “أندرويد” للتشغيل مجاناً. وقالت مصادر “نوكيا” إن أكثر من 10 ملايين شخص قاموا بالفعل بتنزيل البرنامج التطبيقي المجاني للملاحة الشخصية على هواتفهم الذكية منذ شهر يناير الماضي؛ وهو رقم لا يقلّ بكثير عن مجموع مبيعات شركة “توم توم” من أجهزة الملاحة الشخصية التي باعتها خلال العام الماضي 2009 كله والذي بلغ 11.5 مليون جهاز. وقد يتضح من هذه الإحصائية كيف أن أجهزة الهاتف الذكية أصبحت تمثل منافساً قوياً لأجهزة الملاحة الشخصية. وهناك العديد من أنواع أجهزة الملاحة الشخصية التي حظيت بشهرة واسعة بسبب حسن أدائها وتعدد وظائفها؛ من أشهرها: “نافيجون 5100” بشاشة اتساعها القطري 3.5 بوصة وهو مزوّد ببرنامج تطبيقي لتحويل النصوص المكتوبة إلى كلام منطوق، والجهاز “ترافيك ماجلان مايسترو 4050” بشاشة اتساعها 4.3 بوصة وهو مزوّد بنظام “بلو توث” للاتصال بالإنترنت ويمكنه تحديد الشوارع المزدحمة من أجل توجيه سائق السيارة إلى الطريق الأقل ازدحاماً. وقدمت شركة سوني اليابانية الجهاز المحمول ذا الاسم الطويل “سوني إن في- يو 70 إن إيه في-يو” والذي يتميز بوضوح الصورة وتعدد الوظائف المفيدة للسائق. وتتراوح أسعار هذه الأجهزة المتطورة بين 120 و200 دولار (450 و750 درهماً).وإذا كانت أجهزة الملاحة الشخصية لا تبدو مهمة كثيراً عند التجوّل بالسيارة، إلا أنها كبيرة الأهمية بالنسبة للسائح الذي يقصد دولة أوروبية أو أميركية أو آسيوية لأنها ستكون الدليل المرشد له للحركة في الشوارع وبلوغ المقاصد المطلوبة حتى ولو كان يقطع المسافات مشياً على قدميه.