تشيلسي «الإسباني» يتربع على الدوري الإنجليزي!

محمد حامد (دبي) هل كان لتفرغ تشيلسي للدوري الإنجليزي بعيداً عن «أعباء دوري الأبطال»، تأثير في تتويجه باللقب ؟ لا توجد إجابة حاسمة، فالكثير من الأندية وخاصة الكبيرة يمكنها المنافسة بقوة على الجبهات كافة في موسم واحد، فاليوفي يملك فرصة الفوز بثلاثية تاريخية للموسم الحالي. وسيكون الموسم المقبل هو الاختبار الحقيقي لقدرة «البلوز» على المنافسة بقوة على جميع البطولات في موسم واحد، وبعيداً عن هذا الجدل فإن هناك أسباباً عدة لا خلاف على أنها صنعت ربيع «البلوز» في النسخة الحالية لـ«البريميرليج». الأقدام الإسبانية والسحر البلجيكي والعقلية الإيطالية والمال الروسي وقاعدة جماهيرية تتوسع خارج إنجلترا على مدار الـ 15 عاماً الأخيرة، توجت تشيلسي بطلاً للدوري الإنجليزي للمرة السادسة في تاريخه بعد فوزه بهدف باتشواي على وست بروم في المرحلة الـ 37، وهو اللقب الخامس للبلوز في «عصر البريميرليج»، ليعادل رقم سندرلاند بـ 6 ألقاب ويصبح سادساً في قائمة الأندية الإنجليزية الأكثر تتويجاً في البطولة بعد مان يونايتد الفائز باللقب 20 مرة، وليفربول 18 مرة، وآرسنال 13 مرة، وإيفرتون المتوج باللقب 9 مرات، وأستون فيلا 7 مرات. وكما يقول الإنجليز منذ بداية الموسم، فإن تشيلسي أصبح أكثر قوة بفضل «كانتي فاكتور» و «كونتي تكتيك» فهما الأهم والأكثر تأثيراً في مسيرة الفريق هذا الموسم ، حيث يقوم النجم الفرنسي بأدوار هي الأهم في الملعب، كما أن عقلية كونتي جعلت «البلوز» أقرب إلى الكيانات الكروية العصية على السقوط. وفي حال تلقى الفريق هزيمة فإنه يعود سريعاً ولا يصبح فريسة للإحباط أو التراجع، كما أن هناك عوامل أخرى ساعدت الفريق اللندني على البقاء وحيداً على القمة في غالبية فترات الموسم، والتتويج بالمجد للمرة السادسة في تاريخه. 1 كتيبة الإسبان تضم تشكيلة تشيلسي الأساسية 5 نجوم إسبان، أي أن نصف الفريق «صنع في إسبانيا»، وهو أمر يستحق التوقف، خاصة أن الخماسي خاض غالبية مباريات الفريق في الموسم الحالي، وعلى رأسهم ماركوس ألونسو 29 مباراة، وسيزار أزيليكوينتا 36 مباراة، وبيدرو رودريجيز 32 مباراة، وسيسك فابريجاس 23 مباراة، ودييجو كوستا الذي خاض 33 مباراة وأحرز 20 هدفاً، ويحسب للخماسي الإسباني تأثيرهم على كل المستويات سواء دفاعياً، أو على مستوى صناعة الأهداف وكذلك تسجيلها والذي بلغ 38 هدفاً، كما أن فابريجاس صنع 11 هدفاً بمفرده. 2 كانتي فاكتور صحيح أن كرة القدم لعبة جماعية في الأساس، إلا أن نجوماً مثل نجولو كانتي، وإيدين هازارد، وكورتوا، وكوستا هم الأكثر تأثيراً في تتويج فريقهم بالبطولات، ويثبتون في بعض الأوقات أن يدا واحدة يمكنها أن تصفق، حيث يصنع هؤلاء النجوم الفارق بصورة لا يمكن تصديقها إلا بلغة الأرقام، فقد نجح كانتي في التتويج بلقب الدوري الموسم الماضي مع ليستر سيتي، وكان واحداً من أكثر النجوم تأثيراً في تحقيق معجزة ، وفي الموسم الجاري تقول الإحصائيات إنه من أفضل اللاعبين دفاعياً في منتصف الملعب. 3 عالم كونتي جاء أنتونيو كونتي وجلب معه الروح القتالية الغائبة والرغبة الدائمة في الانتصار، ليحقق رابع ألقابه على مستوى بطولة الدوري في آخر 4 سنوات «3 مع اليوفي ولقب مع تشيلسي»، واللافت أن كونتي أعاد الفريق المحطم صاحب المركز العاشر في الموسم الماضي، إلى القمة والتتويج باللقب الموسم الجاري، وكانت نقطة التحول في تغيير الخطة إلى 3-4-3 بعد أن تعثر الفريق في بداية الموسم الجاري، وهو الأمر الذي أثبت امتلاك كونتي المرونة الكافية، ليحقق بطريقته الحالية أرقاماً قياسية تاريخية على مستوى الانتصارات والصلابة الدفاعية. 4 الساحر هازارد موسم للنسيان يليه آخر في قمة الإبداع، هذا ما حدث في مسيرة إيدين هازارد خلال الموسمين الماضيين، فقد تعثر في الموسم قبل الماضي مع مورينيو، ثم عاد للتوهج مع كونتي، ليسجل 15 هدفاً ويصنع 5 في 33 مباراة، ويعود مجدداً لتهديد ميسي ورونالدو ليس في إطار المنافسة على الكرة الذهبية، بل هو تهديد إعلامي وجماهيري، حيث يرى البعض أنه مرشح للفوز بالكرة الذهبية في عصر ما بعد «ليو» و«الدون» وهو ما أكد عليه النجم البلجيكي خاصة إذا توج بدوري الأبطال وتألق مع بلجيكا. 5 الحائط كورتوا لم تتوقف محاولات ريال مدريد وغيره من عمالقة أوروبا للحصول على توقيع البلجيكي كورتوا حامي عرين تشيلسي، وهو أمر له ما يبرره، فالحارس العملاق يتألق بصورة دائمة منذ أن كان حامياً لعرين أتلتيكو مدريد، وفي الموسم الجاري خاض مع تشيلسي 35 مباراة حافظ على نظافة شباكه في 16 مواجهة، ودخل مرماه 27 هدفاً، وتؤكد الإحصائيات أنه تصدى لـ 66 هجمة خطيرة طوال الموسم، مما يؤكد أنه كان عنصراً مؤثراً في مسيرة التتويج بلقب الدوري الحالي، وتعلق عليه آمال العودة للمنافسة قارياً.