السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إدارة أمن الدولة تضبط 16 ألف مسدس وتلقي القبض على المتورطين

إدارة أمن الدولة تضبط 16 ألف مسدس وتلقي القبض على المتورطين
24 مارس 2011 10:23
احبطت شرطة دبي محاولة تهريب 16 الف مسدسا ناريا قدرت قيمتها بنحو 16 مليون درهم كانت قادمة من تركيا باتجاه منطقة صعدة في اليمن، وفقا لمعالي الفريق ضاحي خلفان تميم القائد العام لشرطة دبي. وكشف الفريق تميم خلال مؤتمر صحافي عقده دبي صباح امس بمبنى القيادة العامة لشرطة دبي عن ان الفريق الذي شكلته الادارة العامة لامن الدولة نجح في عملية نوعية اطلق عليها اسم "المصباح"، من ضبط هذه الكمية الكبيرة من الاسلحة التي تعد الاكبر على صعيد المنطقة والقاء القبض على المتورطين بمحاولة تهريبها الى اليمن. وقال ان احباط تهريب هذه الشحنة الضخمة من الاسلحة النارية يعد انجازا نوعيا جديدا يضاف إلى سجل الإنجازات المشرفة لأجهزة الأمن الإماراتية وبرهانا على مدى يقظة القائمين على قطاع الأمن في دبي، فيما كشفت الإدارة العامة لأمن الدولة أن الضالعون في هذه الجريمة تمكنوا من تهريب الاسلحة إلى دبي داخل حاوية قادمة بحراً من تركيا على أنها شحنة أثاث، بعد ان واجهتهم عراقيل اجرائية ارغمتهم على استبدال خطتهم الاصلية وتغييرخط سير الشحنة التي كانت متجهة الى دولة خليجية وتحويلهاالى الامارة ليعاد شحنها الى اليمن، لافتة الى ان بيانات الشحنة وخط سيرها كشفت عن أن الأسلحة المهربة قدمت إلى دبي من تركيا عن طريق البحر بواسطة شركة شحن، مروراً بميناء بور سعيد بجمهورية مصر العربية، ومنها إلى أحد المنافذ البحرية في دبي. وفي التفاصيل اوضح قائد عام شرطة دبي ان الادارة العامة لامن الدولة سارعت عقب ورود معلومات لها عن دخول شحنة من الاسلحة النارية الى امارة دبي، الى تشكيل فريق عمل للبحث والتحري للتأكد من صحة هذه المعلومات ومعرفة مكان وجود هذه الاسلحة والأسلوب الذي تمكنت من خلاله التسلل إلى داخل البلاد، موضحا ان عمليات البحث والتحري التي قام بها رجال الامن اثبتت صحة المعلومات فيما اسفرت عن معرفة المكان الذي اخفيت فيه هذه الكمية من الاسلحة باحد المستودعات داخل دبي. وبين ان اجهزة الامن وضعت عقب التاكد من صحة المعلومات خطة عمل متكاملة لضبط الشحنة وكشف كافة عناصر الشبكة المتورطة في تهريبها مع مراعاة اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة وذلك بالتنسيق مع النيابة العامة. مشيرا الى نجاح افراد رجال الامن من ضبط الحاوية محل الاشتباه وفتحها وتفتيش محتوياتها في وجود رئيس النيابة العامة، حيث تبين أن الشحنة الموجودة داخل الحاوية تتكون من مجموعه من الصناديق المغلفة بأكياس بلاستيكية بيضاء اللون، وبمعاينتها اتضح أنها تحوي كميه من الأثاث استخدمت لإخفاء الأسلحة النارية المهربة، حيث أن الجناة قاموا بإخفاء صناديق الأسلحة في وسط الحاوية وتعمدوا إحاطاتها بصناديق الأثاث للتمويه وتضليل الأجهزة الأمنية والرقابية عند منافذ العبور. وقال ان فرز الشحنة المهربة اظهر أنها تحتوي على كمية ضخمة من الأسلحة النارية بلغ مجموعها ما يقارب ستة عشر ألف سلاح ناري خفيف، وهي عبارة عن مسدسات متنوعة الأشكال والأحجام ذات عيارات مختلفة بالإضافة إلى مخازن طلقات إضافية للأسلحة المهربة ومعداتها. ولفت الفريق تميم الى ان الاسلحة كانت متجهة الى منطقة صعدة في اليمن نافيا علمه فيما اذا كانت مرسلة الى المتمردين الحوثيون لكنه اعرب عن اعتقاده ان المسدسات كانت معدة للقيام بعمليات اغتيالات في اليمن مبديا استغرابه من تصدير هذه الكمية الضخمة من الاسلحة الى اليمن التي تعاني من الفقر، وقال ان إحباط محاولة التهريب"الآثمة" كانت تشكل خطرا وتهديدا مباشرا لأمن واستقرار دولة عربية شقيقة لاسيما في ظل الأوضاع المضطربة التي تمر بها جمهورية اليمن هذه الأيام. واكد ان اجهزة الامن في دبي تمكنت من تحديد هوية مجموعة من الأشخاص وعددهم 5 من المقيمين في الدولة ويعملون في شركات للتخليص الجمركي والشحن لافتا الى ان التحريات دلت على تورطهم في محاولة التهريب المحبطة وهم من الجنسية العربية موضحا انه تم إلقاء القبض عليهم، ومواجهتهم بالمعلومات التي أسفرت عنها التحريات حول دورهم باستلام الشحنة وتخليص إجراءاتها الجمركية ومن ثم تخزينها في المستودع الذي ضبطت فيه الحاوية. لافتا الى ان عمليات البحث والتحري مكنت الفريق الامني من تحديد بقية العناصر الإجرامية المتورطة في القضية، والقبض على الشخص الذي قام بتهريب الشحنة إلى دبي. واوضح الفريق تميم ان التحقيقات كشفت عن أن شحنة السلاح كانت موجهة في الأساس إلى إحدى الدول الخليجية بهدف تهريبها من هناك إلى اليمن، إلا أن الشحنة لم يكتب لها الوصول إلى الميناء المنشود نتيجة لأسباب إجرائية حيث لم يتوفر الخط الملاحي المباشر الذي يسمح بذلك، الأمر الذي أجبر المتورطين في عملية التهريب إلى اللجوء إلى خطة بديلة بإدخال الشحنة إلى الأراضي الإماراتية ليعاد شحنها بعد ذلك إلى الميناء المستهدف وصولا إلى الجهة المقصودة في المحطة الأخيرة للشحنة في اليمن. وتابع ان التحقيقات، بينت أن الأسلحة المضبوطة تم تصنيعها في أحد المصانع في تركيا تعود ملكيته لشخص يدعى "عرفان" حيث قضت الخطة بأن يتولى شخص يُدعى "فائق" شحن الأسلحة بطريقته الخاصة من تركيا إلى إحدى الدول الخليجية مستعيناً بأشخاص آخرين، ومن ثم تهريبها إلى اليمن حيث كان من المفترض أن يتسلمها هناك صاحب الشحنة المدعو "حميد" والذي طلب تغيير ميناء الوصول مما اضطرهم إلى تغيير بوليصة الشحن لإدخال الحاوية إلى دبي، حيث عاونهم في ذلك شخص عربي الجنسية بهدف إعادة شحنها إلى الدولة الخليجية ومن ثم تهريبها لجمهورية اليمن. وقال ان قوات الامن بدبي نجحت فيما بعد بالقاء القبض على المدعو فائق من خلال كمين محكم اعدته له في ضوء المعلومات التي حصلت عليها خلال تحقيقاتها، مشيرا الى ان القاء القبض عليه تم وهو يحاول إعادة شحن الأسلحة المهربة من دبي إلى خارج الدولة. وكشف عن ان شرطة دبي باشرت بالاتصال والتنسيق مع الجانب التركي فيما يتعلق بهذه الشحنة والجهة التي تقف وراءها، كما إن الاتصالات جرت بنفس الوتيرة مع الجانب المصري وإحدى الدول الخليجية المعنية، بالإضافة إلى الجمهورية اليمنية لاستكمال إجراءات المتابعة والتنسيق، مستدركا في ر ده على سؤال بقوله ان اجهزة الامن المصرية لم يكن لديها علم بمحتويات الشحنة التي مرت بميناء بور سعيد. ونوه معالي الفريق ضاحي خلفان تميم الى الدور الكبير الذي قامت به الإدارة العامة لأمن الدولة في هذه القضية الخطيرة، مؤكدة أن عين الأمن الساهرة لم ولن تغفل أبداً في يوم من الأيام عن أداء واجبها في تعقب كل من تسول له نفسه محاولة خرق النظام أو اقتراف أي فعل يعاقب عليه القانون، واكد أن جهاز الأمن يقف بالمرصاد لكل من يحاول أن يقحم الوطن في مخططاته الإجرامية من قريب أو بعيد، حيث تبقى دائما دولة الإمارات العربية المتحدة حصن حصين للأمن والأمان وحائط صد منيع في وجه كل خارج عن القانون بفضل العين الساهرة لرجال الأمن المخلصين. واضاف، إن رجال الشرطة يوجهون يوما تلو الآخر ضربات حاسمة وموجعة لجسد الجريمة على اختلاف أشكالها وأحجامها، وأنهم أصبحوا يتمتعوا بسمعة مشرفة تدعو إلى الفخر بين أكثر أجهزة الأمن في العالم كفاءة واقتدار، موجها تحية إعزاز وتقدير لكل من شارك في كشف اللثام عن هذه الجريمة النكراء. وحذّر معاليه كل من تسول له نفسه محاولة خداع المنظومة الأمنية الإماراتية، وقال إنه على كل مجرم آثم يتخيل أن بإمكانه تفادي يد العدالة في دولة الإمارات أن يعيد التفكير مراراً وتكرارا قبل أن يفكر في الإقدام على أي عمل يعاقب عليه القانون، مؤكداً إن الكفاءة المهنية الرفيعة التي يتمتع بها كادر شرطة دبي أصبحت تشكل رادعا حقيقياً للعناصر المنحرفة، ودرعا صلداً يحمي الوطن من الشطحات الإجرامية مهما كان حجمها أو خطورتها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©