الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ريا سان: المائدة الرمضانيّة في اليابان تقوم على الأرز والأسماك

ريا سان: المائدة الرمضانيّة في اليابان تقوم على الأرز والأسماك
29 أغسطس 2009 23:40
إن انتشار الإسلام في جميع أنحاء العالم، واحتضان أبوظبي لجاليات من جميع الشعوب على اختلاف بلدانها، جعل من الميسور لـ «دنيا الاتحاد» ضمن جولاتها الرمضانية أن تلتقي عائلات مسلمة من مختلف الجنسيات. واليوم أتاحت لنا أيام رمضان المباركة أن نلتقي بسيدة يابانية مسلمة هي نور ريا-سان زوجة عبد الجليل السعد الذي التقيناه أمس للحديث عن المائدة البحرينية. وعلى الطريقة اليابانية كان لا بد من خلع الأحذية وتركها خارج العتبة، لندخل حفاة على الأرض النظيفة، وأول ما يلفت النظر أن نشاهد لوحات متعددة موزعة على الجدران، مثل مخطوطة كلمة الماء وهي «ميزو» باليابانية، ولوحة تضم تشكيلة متنوعة من «الكيمونو» اللباس التقليدي الياباني وهي من شغل يدوي، إضافة إلى لوحات من رسم الطفلين ريم (9 سنوات) ويوسف (7 سنوات) وهي لوحات مرسومة بمهارة جميلة مما يوحي بتأثير الثقافتين العربية واليابانية. تقول نور (ريا-سان): «عدد المسلمين في اليابان قليل لا يزيد عن مليون شخص، يتركز في العاصمة طوكيو والمدن الكبرى وبعض المدن الساحلية مثل: أوساكا العاصمة الاقتصادية، كيوتو العاصمة القديمة، يوكوهاما الميناء الكبير على ساحل المحيط الهادي. وهناك تجمعات بسيطة، لكن الياباني لا يتخلى عن نوعية طعامه لو اعتنق أي ديانة». وتضيف: «الوجبة الرئيسية عندنا هي الأرز المسلوق بلا أي دسم، والأسماك على أنواعها، سواء كانت مشوية، مقلية، مبخرة، أو نيئة. ونحن لا نستغني عن السوشي، والساشيمي، والأكلات التي تدخل فيها الأعشاب البحرية (نوري) وهي تشبه ورق العنب الملفوف في الأكلات العربية. وخلال وجودي في الإمارات أنا وأولادي نأكل ما يأكله أبوهم جليل، بالإضافة إلى بعض الأكل الياباني. أنا أحب الأكل العربي، ولم أجد صعوبة بذلك عندما انتقلت من اليابان إلى الإمارات، خاصة وأنا أعمل كدليلة سياحية وعندي تجربة طويلة بتناول جميع أنواع الطعام في العالم، وقد زرت أكثر من خمسين بلدا مع الوفود التي رافقتها، ولا يوجد عندي أي مشكلة في ذلك. من طبيعة الشخصية اليابانية أن تتأقلم مع أي جو وفي أي بلد وجدت نفسها فيه، ونحن نتناول الطعام الذي يأكله الناس من حولنا». وتبين:«درست اللغة العربية في دمشق، وزرت الإمارات مع وفود سياحية أكثر من مرة، وهنا تعرفت على جليل وبعد عدة لقاءات اتفقنا على بناء أسرة وحياة مشتركة وقد مضى على زواجنا أكثر من عشر سنوات وأولادنا يوسف، ريم، سيف. وهم يتكلمون العربية واليابانية، كما يتعلمون أفضل العادات العربية واليابانية، مثل احترام الصغير للكبير ومساعدته، وإعطاء العلم والعمل قيمة كبرى في الحياة، وخاصة العمل اليدوي مثل الحرف الفنية والصناعات اليدوية التقليدية». وهنا جاءت ريم وقدمت لي نموذجا هدية وهو عبارة عن دميتين لعروسين يابانيتين باللباس التقليدي (الكيمونو). وهذا النموذج اشترته من أجرة عملها في المساج الطبي للرقبة والذراعين، خلال قضاء الإجازة الصيفية مع والدتها في اليابان. واستأذنت نور بمرافقتها إلى المطبخ وهي تقوم بإعداد وجبة الإفطار، كانت تقوم بإعداد الروبيان المقلي على الطريقة اليابانية وهي تمتاز بإضافة نوع خاص من الصلصة (سوس) والبهارات. تقول: «الأكلات البحرية في الإمارات تشبه التي عندنا في اليابان، وهناك أنواع من اللحوم مثل (شابو شابو) وهي من رقائق لحم البقر تغمس بالماء المغلي، قبل تناولها بالعودين الخشبيين. كذلك الأسماك والخضر المقلية (تمبورا) والطيور المشوية (ياكي توري)، لكن من النادر أن يأكل المسلم الياباني (سوشي) أو(ساشيمي) في رمضان لأنها من الأسماك النيئة. يوجد كثير من الأكلات المشتركة بين البلاد العربية واليابان، وإن اختلفت طريقة إعدادها وإضافة السوس لأننا في اليابان نضع لكل نوع من اللحوم والأسماك سوس وبهار خاص به. وقائمة الطعام عندنا كبيرة ومتنوعة، وكل مدينة أو منطقة لها طريقتها الخاصة في تحضير الطعام، ولكن الأرز يجب أن يكون في أول قائمة الأطباق ثم تأتي جميع أنواع الأسماك والخضر، وإن كنا نستخدم سلطة الملفوف أكثر من غيرها». وتقول: «مواعيد الصلاة والإفطار والسحور في اليابان تؤخذ من الإنترنت، ولا يوجد تقاليد جماعية إسلامية، وقبلة الصلاة إلى الجهة الغربية حيث موقع الكعبة في مكة المكرمة. المسلمون عندنا في اليابان متمسكون جدا بالشعائر الدينية والتقاليد الإسلامية الأصيلة في قراءة القرآن والمثابرة على الصلاة والصيام. وكل واحد ينظم وقته وعاداته حسب عمله. وبعض النساء يرتدين الحجاب. والمهم عند المسلمين أن تكون الملابس محتشمة بعيدة عن أي إغراء أو مظهر اجتماعي غير لائق».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©