عجائبية الواقع الفلسطيني تُثري المخيلة

محمد عريقات (عمان) ناقش نقاد أردنيون في الندوة التي أقامتها جمعية النقاد الأردنيين، بالتعاون مع رابطة الكتاب الأردنيين، في مقر الرابطة، كتاب «تحولات القصة القصيرة في تجربة محمود شقير»، الصادر حديثاً، عن دار أزمنة، وهم: مؤلف الكتاب د.محمد عبيد الله، والناقد محمد البرغوثي، والأديب الفلسطيني محمود شقير من خلال ورقته التي قرأها نيابة عنه د. زياد أبو لبن. الندوة نفسها قدمها د. غسان عبد الخالق، حيث أشار إلى أن الكتاب يتضمن نقداً قصصياً متخصصاً، ويشتمل على معاينات بؤرية، وليس مجرد مسح لإنتاج شقير، بل تعمّق رأسي في تحولات مراحله، وتسليط مجهري من ناقد يحفر في إنتاجه، ويخرج بجملة من التوصيات بخصوص القصة القصيرة جداً. ولفت النقاد المشاركون إلى عجائبية الواقع الفلسطيني وسلاسة المتخيل لدى القاص محمود شقير، الذي رسخ كتابة القصة القصيرة من الناحيتين الكمية والنوعية، تجعله يستحضر شخصيات من بطون الكتب. فالمخيل عند شقير يتجلى من متوالية القدس التي تسمح له بالانتقال من المعقول إلى اللامعقول، ومن الواقعي إلى الخيالي ليعد شقير من ألمع كتاب القصة العربية المعاصرة. من جانبه نوه د. محمد عبيد الله إلى فصول كتابه بإيجاز، مبيناً أن الأول خاص بالواقعية التسجيلية أو التوثيقية التي مال إليها القاص، وفي الثاني وقفة عند القصص التي قدمت تمثيلاً سردياً لظاهرة المقاومة بصورها المتنوعة، وفي الثالث وقفة عند تحول شقير إلى القصة القصيرة جداً، أما الرابع فكان خاصاً بالمتوالية القصصية، وفي الخامس معاينة لظاهرة السخرية في القصة. أما رئيس ملتقى القصة القصيرة الناقد محمد البرغوثي، فأشار إلى أن المخيلة عند شقير تتجلى من متوالية القدس وحدها، وتسمح بالانتقال من المعقول إلى اللامعقول، من الواقعي إلى الخيالي، في تداخل بليغ يستحضر الشخصيات التاريخية، ويسمح بتمرير المادة الزمنية التاريخية المتصلة بذاكرة المدينة الغنية لخلق حالة من التوازن في الإيقاع الدرامي، من تنويع في خيوط اللعبة، وتتبّع تقاطع مستويات القضية الفلسطينية، عن طريق عرض نماذج من الحب من تاريخ المدينة القديم، والارتباط الثنائي ذي الطابع العاطفي شديد الحضور، في متوالية مدينة الخسارات والرغبة.