الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

48 دورية نسائية في دبي للتصدي لظاهرة التسول

48 دورية نسائية في دبي للتصدي لظاهرة التسول
29 أغسطس 2009 02:29
شكا بعض سكان الشارقة من ازدياد ظاهرة التسول، خاصة في شهر رمضان المبارك، في الوقت الذي لجأ فيه من يتخذون التسول مهنة إلى تنويع أساليبهم عبر ادعاء كسر أطرافهم أو الاستعانة بالأطفال لاستثارة الشفقة أو بأنهم فقدوا أموالهم ولا يملكون ثمن البترول للعودة إلى ديارهم. من ناحيتها، أكدت شرطة الشارقة تكثيف حملاتها للقضاء على الظاهرة حيث شكلت فرقة دائمة لمكافحة التسول تضم عناصر من الشرطة النسائية، وذلك في الوقت الذي ضبطت فيه متسولين يقومون بتحويلات مالية يومية تتراوح بين 500 و2000 درهم، وآخرين يشكلون جزءاً من شبكات خاصة تمتهن التسول. متسولات صغيرات وفي هذا الإطار، قال المواطن سالم عبد الله الشامسي، يقطن في منطقة المرقاب بالشارقة، إن انتشار المتسولات، خاصة خلال شهر رمضان أصبح أمراً لافتاً للنظر، مشيراً إلى أنه غالباً ما يطرق بابه يومياً بين اثنين إلى ثلاث فتيات يطلبن المساعدة. ولفت سالم إلى أنه من الغريب أن أعمار هؤلاء الفتيات صغيرة ومن السهل أن يحصلن على أعمال أكرم لهن من التسول إلا أن أمر التسول يبدو لهن أيسر وأكثر ربحاً من أي عمل آخر. وأوضح أن الكثير من السكان أصبحوا في حيرة من أمر هؤلاء المتسولات وهل هم في حاجة فعلاً للمساعدة أم أن الأمر أصبح تربحا سهلا بالنسبة لهم؟! مما جعل البعض يرفض تقديم المساعدة حتى لأشخاص من الممكن أن يكونوا في حاجة للمساعدة حقاً. تزايد الأعداد من جهته، أشار محمد منير سليمان، مقيم في منطقة الناصرية، إلى أنه بات يشاهد أعداداً أكبر من المتسولات مع بداية شهر رمضان المبارك، سواء من يطرقن على الشقق السكنية أو في الشارع العام إضافة للمنتشرات في أنفاق عبور المشاة وأمام المراكز التجارية. وأوضح محمد أنه تعرض لأكثر من موقف مع المتسولات يطالبنه بحاجتهن إلى أموال وأنهن يلجأن لاختلاق قصص تتعلق بمرضهن أو أنهن يعلن أفراداً كثراً أو مرضى. ولفت إلى أنه في أحد الأيام التقى برجل كان يقود سيارة تحمل أرقام دولة أخرى مجاورة وبجانبه امرأة، فطلب منه هذا الأخير مبلغاً من المال حتى يستطيع تزويد سيارته بالبترول، مدعياً أنه فقد كل متعلقاته. وطلب محمد من الجهات المعنية ضرورة تكثيف الحملات للقبض على المتسولات، خاصة خلال شهر رمضان المبارك، داعياً الأهالي إلى ضرورة تحويل أموال زكاتهم ومساعداتهم للجهات المعنية التي تقوم بدورها لتوصيلها للمحتاجين حقاً وهو ما يساعد على التصدي للظاهرة نفسها والتقليل من تواجد المتسولين في الشوارع وعلى أبواب المنازل. شبكات وتحويلات مالية في هذا السياق، أكدت شرطة الشارقة على لسان العقيد يوسف موسى النقبي مدير إدارة البحث الجنائي، أنها تكثف حملاتها بصورة مستمرة لضبط المتسولين والحد من ظاهرة انتشارهم في الشوارع، خاصة أمام المساجد وفي الأسواق والمراكز التجارية في المناطق المتفرقة بالإمارة، موضحاً أن الحملات التي نظمتها الشرطة أخيراً أسفرت عن ضبط 50 متسولاً منهم 30 من الإناث و20 من الذكور. وأضاف النقبي أنه تم أيضاً إلقاء القبض على شخص، من إحدى الجنسيات الآسيوية، يشتبه في انضمامه لشبكة تضم 70 متسولاً تم إدخالهم إلى الدولة عن طريق شخص يقيم بإمارة دبي جلبهم إلى الدولة بهدف استغلالهم في أعمال التسول، مقابل نسب من العائدات تتراوح بين 15% للقادمين حديثاً و20% لمن مضي على بقائهم فترة من الوقت. وأوضح أن الحملات السابقة اكتشفت أن أحد المتسولين كان يقوم بتحويل أموال بصورة منتظمة لحسابات خاصة في بلاده، حيث ضبط عدد من الحوالات المالية بين 500 و2000 درهم للحوالة الواحدة بصورة شبه يومية خلال عدد من مراكز تحويل الأموال العاملة في الدولة، بحيث قام بتحويل أكثر من 46 ألف درهم خلال شهر واحد فقط. أساليب متنوعة أضاف النقبي أن الحملات أظهرت أيضاً لجوء بعض المتسولين إلى أساليب مختلفة منها الادعاء بأنهم مصابون بكسور في الساق والزراع ومن ثم القيام بوضع الجبس وعند ضبطهم يتضح أنهم لا يعانون من تلك الكسور وإنما لجأوا لذلك كحيل وألاعيب لاستعطاف الناس والحصول على الأموال. ولفت إلى أن الكثير من المتسولين يحملون أوراقاً لا علم بمصدرها مدعين أنها تقارير طبية عن حالة مرضية لهم أو لشخص يخصهم ويطلبون المساعدة. 48 دورية نسائية في دبي للتصدي لظاهرة التسول محمود خليل، دبي- باشرت شرطة دبي منذ مطلع شهر رمضان بتسيير 48 دورة أمنية من بينها دوريات نسائية على مدار الأربع والعشرين ساعة في كافة أنحاء الإمارة لضبط المتسولين. وبين المقدم محمد راشد عبدالله المهيري مدير إدارة الأمن السياحي في شرطة دبي أن تركيز الدوريات انصب على المساجد ومراكز التسوق والجمعيات التعاونية على وجه الخصوص. وكشف عن أن عناصر الدورية تمكنوا خلال الأيام الخمسة الأولى من شهر رمضان الجاري من ضبط 57 متسولا ومتسولة شكلت نسبة الأطفال من بينهم حوالي 25 %. وبين أن شرطة دبي نسقت مع قنصليات دول رعايا الأطفال الذين تم ضبطهم لإخلاء سبيلهم لدواعي إنسانية بضمان هذه القنصليات، في الوقت الذي شكلت فيه الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية في شرطة دبي فريقاً متخصصاً للتصدي للمتسولين والتعامل معهم حسب القانون . وحث المقدم المهيري على عدم التهاون مع أي متسوّل حال ضبطه ومعاقبته وإبعاده عن الدولة ، مبيناً أن ظاهرة التسول التي تشهدها الدولة بكثافة خلال شهر رمضان تعد غريبة عن مجتمع الإمارات. واشار الى أن غالبية الأشخاص الذين تم ضبطهم لا يمتون بأي صلة للدولة، وقال إنهم مجرد أناس حصلوا على تأشيرات زيارة للدولة لتنفيذ أغراضهم بالتسول خلال الشهر الفضيل مستغلين كرم أهل الإمارات والمقيمين فيها. وناشد المواطنين والمقيمين بعدم المبالغة في التعاطف الذي يبدونه مع المتسولين الذين قال إنهم يستغلون تعاطف الناس للحصول على المال بسهولة دون اللجوء إلى المؤسسات والهيئات الخيرية وصندوق الزكاة لمساعدتهم في سد احتياجاتهم وفق الشروط التي تطبق في هذا الصدد. وعزا ارتفاع نسبة المضبوطين قياسا بشهر رمضان الفائت الذي بلغ عدد المضبوطين فيه 130 إلى ازدياد حملات مكافحة التسول والقضاء عليها وللإجراءات الصارمة التي تتخذ بحقهم فضلاً عن التعاون المشترك بين أفراد المجتمع والجهات الشرطية خصوصاً فيما يتعلق بالإبلاغ عن مثل هذه الحالات ما يؤدي إلى ضبط المتسولين واتخاذ الإجراءات القانونية بشأنهم. يذكر أن عام 2007 احتل الصدارة في عدد المتسولين الذين تم ضبطهم بواقع 296 مضبوطا في حين بلغ عددهم في عام 2006، (220 ) وفي عام 2005 ( 215). ونبه المهيري إلى أن التصدي لظاهرة التسول يعد مسؤولية جماعية تتطلب تعاون الأفراد بعدم إتاحة الفرصة للمتسولين باستغلال مشاعرهم الإنسانية على نحو يسهّل لهم الحصول على الأموال. من جانبه، قال المقدم سعيد لوتاه نائب مدير المباحث الجنائية في شرطة دبي إن التسول ظاهرة مسيئة تشكل مصدراً للإزعاج وتشوه المظهر الحضاري للدولة، وتفتح الباب أمام جميع صور التحايل والحصول على المال بغير الطريق الطبيعي من خلال التماس الوظيفة أو العمل النافع، موضحا أن المشرع اعتبر التسول جريمة مع التمييز في هذا الصدد بين ما إذا كان المتسول حدثاً أو شخصاً بالغاً. وأكد أن التسول يعد بابا مشرعا للجريمة، وفي أبسط الأحوال يشجع على وقوعها نظرا لدخول المتسولين أحياء سكنية ومنازل يطلعون على أسرارها ويخالطون نساءها وأطفالها، فضلا عن ضلوع بعضهم في جرائم زنا أو شعوذة ودجل وغيرها.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©