الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

أطباء يحذرون من خطر الحرب على الصحة النفسية في باكستان

أطباء يحذرون من خطر الحرب على الصحة النفسية في باكستان
14 مايو 2010 00:21
يرقد رفعت رمضان في سرير بمستشفى محدقاً في اللاشيء وهو لا يزال مصدوماً بعد أسابيع من فقده نعمان أعز أصدقائه في هجوم نفذه انتحاري. وقال رمضان الذي بدأ يضع مسدساً تحت وسادته خشية أن يقتل هو الآخر في أعمال العنف التي لا تهدأ بباكستان “كان قد أخبرني لتوه كيف أن الحلم شيء جيد وأننا سنحقق أحلامنا”. وفي الصراع بين مقاتلي طالبان والجيش الباكستاني قتل الآلاف في تفجيرات بكل مكان من منشآت الجيش والشرطة إلى الأسواق المزدحمة، بل إن مباراة للكرة الطائرة هوجمت. وأصيب آخرون أعدادهم لا تحصى بجروح. لكن الخسائر النفسية تمر عادة دون أن يلاحظها أحد على الرغم من أن المستشفيات التي لا تتمتع بالتمويل أو العمالة الكافيين تعالج أعداداً متزايدة من الناس الذين لا يستطيعون التعايش مع إراقة الدماء. وقال نجم يونس الطبيب النفسي “هذا يقلقنا”.. بعض الناس مصابون باكتئاب يحول دون أن يعيشوا حياتهم بطريقة طبيعية. بينما يعاني آخرون من نوبات القلق وجنون الاضطهاد واضطراب ما بعد الصدمة. ويقول أطباء نفسيون إن لحسن حظ الباكستانيين خفت حدة وصمة العار المرتبطة بالمرض العقلي مما سهل عليهم طلب الرعاية النفسية. لكن المشكلة هي أن الناس محاصرون في أعمال العنف ويعيشون في قلب الصراع بالشمال الغربي ولا يتسنى لهم الحصول على خدمات منشآت الرعاية النفسية. وبالتالي يجب أن يقوموا برحلات طويلة ومكلفة إلى مدن مثل بيشاور للعلاج. ومن يستطيعون تحمل تكلفتها لا يحصلون عادة على الاهتمام الذي يحتاجونه لقلة عدد الأطباء الذين يكونون منهكين من العمل ويقتصر دورهم على تقديم الدواء. أحد الأمثلة مستشفى سارهاد للطب النفسي في بيشاور الذي يقع في المجمع نفسه الذي يوجد به سجن يحتجز به المتشددون والمجرمون الخطرون الآخرون. إنها منشأة الصحة العقلية الوحيدة الملائمة في الشمال الغربي. في فناء المستشفى يجلس المرضى الذين يبدو عليهم التبلد بسبب الدواء على أرضية من الأسمنت في صفوف يحدقون في هدوء ببعضهم بعضاً. يبدو البعض تائهين. ويبدو على آخرين التشكك. على أحد الجدران وراءهم كتبت عبارة “عاشت باكستان” إلى جانب رسم لوردة. في مطبخ صغير على مقربة يفرغ طباخ اليخني في قدر ضخم بجوار زبديات معدنية. في بعض الأحيان يعالج كبير الاستشاريين محمد طارق 100 مريض في اليوم. وهو أيضاً الطبيب النفسي الرئيسي الذي يستعان به في القضايا بالمنطقة وبالتالي يجب أن يقضي وقتاً في المحكمة. ويقول طارق إن ما بين عشرة و15 مريضاً جديداً ممن يعانون من مشاكل عقلية من جراء أعمال العنف يتوافدون يومياً. وفقد كثيرون منازلهم ومصادر رزقهم. غير أن هؤلاء ليسوا أصحاب أسوأ الحالات. وكان محمد اختيار محظوظاً حين تحملت مؤسسة خيرية تكلفة أدوية ابنه المصاب بانفصام الشخصية. وضغط القتال على عقل ابنه محمد الهش. وقال اختيار وهو رجل جاد طاعن في السن لحيته بيضاء “في بعض الأحيان يكون خائفاً من طالبان والجيش. في أحيان أخرى يكون مقتنعاً بأنه قائد طالبان والجيش”. ولا تتوقف مشاكل اختيار عند هذا الحد. ويقول إن متشددي طالبان يختبئون كثيراً في حقول الذرة الخاصة به وبالتالي أمرته الحكومة بتقطيع المحصول. الآن عليه أن يجد سبلاً لكسب قوت يومه بينما يرعى ابنه. ويقول أطباء إن المرضى بحاجة إلى دعم أسرهم. لكن بسبب القتال فإن من الخطر بالنسبة لهم التوجه إلى ديارهم.
المصدر: رويترز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©