الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«دوار الجرات» في دبا الفجيرة يعكس تمسك الأحفاد بالتراث

«دوار الجرات» في دبا الفجيرة يعكس تمسك الأحفاد بالتراث
29 أغسطس 2009 02:26
تنتصب مجسمات الجرار «الخروس» الفخارية القديمة شامخة على مدخل دبا الفجيرة الساحلية، لتظهر مدى تمسك أهالي المنطقة بتراثهم وموروث أجدادهم الأصيل. ويلحظ زوار المدينة السياحية تجسيد معظم الرموز القديمة المرتبطة بالتراث في الطرقات العامة، لتشكل مظهراً حضارياً للمدينة يتميز بالطابع التراثي. وعبر أهالي المنطقة عن اعتزازهم بهذه المجسمات التي يفوح منها عبق الماضي. وشكر المواطن محمد الضنحاني بلدية دبا الفجيرة على جهودها في تزيين المدينة بكل ما يعكس تراث الدولة، وقد أحسنت الاختيار في تصميم مجسمات الأواني الفخارية التي يتصدرها «الخرس» الذي كان يستخدمه الأهالي في حفظ مياه الشرب قديماً. ورأى راشد الصريدي أن هذه المجسمات تعتبر من أبرز معالم المدينة بعد تشييدها، حيث يؤمها السياح لالتقاط الصور التي تعكس تراث الأجداد. وقال رئيس قسم الفنون في جمعية دبا للثقافة والفنون خميس الخديم إن دوار «الخرس» ينطق بتراث الآباء والأجداد، حيث كان الخرس خزاناً لمياه الشرب يستوعب أقل من عشرة ليترات من الماء الذي يستخرجه الأهالي من الآبار المنتشرة في المنطقة. والخرس، بحسب الخديم، هو خزان شبه مستدير له فتحة واسعة تغلق بغطاء خشبي، وكانت تعد إحدى المكونات الرئيسة للمنزل الإماراتي. وأضاف: «كما يستخدم بعض الأهالي الخرس لتخزين المالح والتمر، وكانت المراكب (الأبوام) القديمة تستخدمه بشكل رئيس في تخزين المياه والتمور وغيرها في أسفارها الطويلة، ويتميز الخرس بخاصية الحفاظ على نقاء الماء وتبريده، خصوصاً عند هبوب رياح الكوس أو السهام». وعن الفخاريات القديمة الأخرى المشابهة للخرس، قال الخديم: «عرفنا (الخرس) منذ قديم الأزل إضافة إلى الفخاريات الأخرى مثل يحلة، كروة، خمب، وقد جاءنا لاحقاً ما يسميه البعض (الحب) «بكسر الحاء»، وأعتقد أنه أتانا من الكويت أو من بعض الجزر في الخليج». وأضاف الخديم أن هناك أنواعاً من الخروس، منها الصغير والكبير، ولكل منها استخدامه الخاص، حيث إن الصغير وهو الأكثر استخداماً، كان يستخدم لحفظ الماء، والكبير الذي يستخدمه الأهالي في تخزين المالح، حيث يحافظ عليه بشكل جيد. وعن طريقة صناعة الخرس، قال الخديم إنها كانت تصنع من الفخار ومادة مشابهة للجص، ومن ثم يتم تعريضها لدرجة حرارة عالية لمدة طويلة نسبياً، لتجف تماماً وتصبح قوية، وبعد الانتهاء من صناعتها، يتم تنظيفها بشكل جيد حتى تصبح صالحة للاستخدام، علماً بأن معظم الخروس في دبا، كانت تأتي من «ليما» القريبة للمنطقة. من جانبه، قال مدير بلدية دبا الفجيرة المهندس حسن اليماحي إن المدينة تشهد نهضة معمارية وحضارية على جميع الصعد، لذلك حملت البلدية على عاتقها دوراً فعالاً في حركة التطوير والازدهار، لإبراز الوجه الحضاري والسياحي الذي يتناسب مع المكانة التي تتمتع بها مدينة دبا الفجيرة على خريطة الدولة السياحية. وأضاف اليماحي أن البلدية أولت تجميل المدينة وتزيينها اهتماماً كبيراً، ضارباً مثلاً بإنشاء المجسمات التي تعكس التراث المحلي. وقال: «بدأت فكرة تجميل مدينة دبا الفجيرة، خصوصاً دوار الجرات بمنطقة الصناعية، بعمل نماذج لبعض الأدوات التي كانت مستخدمة في الماضي»، مضيفاً أن منظومة العمل باشرت بوضع تصور للفكرة الأساسية وعرضها على إدارة البلدية، وذلك من خلال منظور ثلاثي الأبعاد، وقد تم التصميم والتنفيذ من قبل مهندسي البلدية، وقد تم تصميم دوار الجرات بمنطقة الصناعية ليحاكي تاريخ استخدام الفخار.
المصدر: دبا الفجيرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©