السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

قوات سورية يدعمها التحالف تلاحق إرهابيي «داعش» داخل منبج

قوات سورية يدعمها التحالف تلاحق إرهابيي «داعش» داخل منبج
24 يونيو 2016 18:49
في منبج في شمال سوريا، يتمركز مقاتلو قوات سوريا الديموقراطية خلف جدران منازل الأحياء الغربية المدمرة يراقبون حركة قناصة تنظيم «داعش» الإرهابي، ويطلقون النار عليهم ليتابعوا تقدمهم أكثر داخل المدينة التي لا تهدأ أجواؤها من حركة طائرات التحالف الدولي بقيادة واشنطن. وقد بدأت المدينة تخرج من ظل «داعش» الإرهابي. فبعد ثلاثة أسابيع على إطلاقها عملية لطرد الإرهابيين الذين كانوا يسيطرون على منبج منذ العام 2014، دخلت قوات سوريا الديموقراطية الخميس وبغطاء جوي كثيف من التحالف الدولي المدينة من الجهة الغربية، وتخوض فيها حرب شوارع واشتباكات عنيفة. وتفاديًا لرصاص قناصة التنظيم المتشدد، يتنقل عناصر قوات سوريا الديموقراطية في عربة مصفحة ومموهة يطلقون عليها اسم «عقربة». ويتحصن معظم مقاتلي قوات سوريا الديموقراطية في المنازل تفاديًا لرصاص القناصة. وبين الحين والآخر، يصرخ أحدهم عبر جهاز اتصال لاسلكي ليحدد مكان أحد القناصة الذي يتم التصويب عليه عبر ثقوب الجدران والستائر. وعند دوار الكُتّاب على مدخل المدينة الغربي، يقف مرفان روج آفا وقد لفّ عنقه بوشاح كردي تقليدي أخضر مزين بورود حمراء. ويقول «تجري الآن حرب شوارع في الأحياء الغربية من مدينة منبج، وتدور اشتباكات عنيفة بين قواتنا و«داعش» عند منطقة الصوامع والمدرسة الشرعية غرب المدينة». ويضيف وقد بدا خلفه منزل تدمر جراء تفجير بعربة مفخخة، «انتهت المرحلة الأولى من محاصرة المدينة والآن يتم دخولها تدريجيًا». ومنذ 31 مايو، تاريخ إطلاق عملية منبج، تمكنت قوات سوريا الديموقراطية من السيطرة على أكثر من مئة قرية ومزرعة في ريف منبج لتنجح لاحقًًا في تطويق المدينة بشكل كامل. في منزل على بعد مئات الأمتار خارج مدخل المدينة الغربي، يضع عدد من مقاتلي قوات سوريا الديموقراطية أمامهم خريطة يحددون عليها أماكن وجود الإرهابيين ليرسلوا الإحداثيات لطائرات التحالف الدولي التي لا تكف عن التحليق في الأجواء. من داخل المنزل المحاط بأشجار زيتون، يقول مقاتل فضل عدم ذكر اسمه، «بحسب المعلومات التي حصلنا عليها من داخل مدينة منبج، هناك أعداد من السيارات المفخخة المعدة لاستهداف قوات سوريا الديمقراطية، وتم حفر الأنفاق بشكل كبير تحت الأرض لتجنب ضربات طيران التحالف». وقد أبطأ اتباع الإرهابيين استراتيجية التفجيرات الانتحارية والمفخخات تقدم قوات سوريا الديموقراطية إلى داخل منبج. ولكن القيادي العسكري علي كوباني بدا واثقًا بقدرة قوات سوريا الديموقراطية على التصدي لهجمات التنظيم المتطرف على أنواعها. ويقول كوباني باللغة الكردية «داعش» منهار. لهذا، يلجأ إلى استعمال السيارات المفخخة، لكن رفاقنا يملكون الصبر ولديهم القوة لمواجهته، وإن كان «داعش» مجهزا بأعداد كبيرة من العربات المفخخة. ويرى أن هذه العربات لن تجدي الإرهابيين «فحين تأتي سيارة مفخخة باتجاهنا، نفرح فهذا يعني أن داعش ينهار». ويقول مرفان روج آفا بدوره «لم تعد لدى «داعش» وسائل للدفاع عن نفسه سوى إرسال سيارات مفخخة». في الطريق إلى منبج، وتحديدًا في قرية «أم الصفا»، التي تبعد مئات الأمتار فقط عن المدينة، يركض طفل وهو يصرخ وبيده منشور رمته طائرة تابعة للتحالف الدولي وقد كتب عليه «ستحطم إرادة الشعب السوري قيود الإرهاب». ورسم على المنشور نسر يحطم قيودًا، وقم تم تلوينه بالعلم السوري الذي اعتمدته المعارضة بثلاث نجمات ملونة بالأحمر بدلاً من العلم السوري الرسمي بنجمتين خضراوين. وتتلقى قوات سوريا الديموقراطية في هذه المعركة دعمًا من مستشارين أميركيين وفرنسيين على الأرض، ويتوقع أن يشكل سقوط منبج المحتمل تحولًا كبيرًا في الحرب ضد «داعش». ولا يزال عشرات آلاف المدنيين محاصرين في منبج، ولم يتمكن من الفرار سوى ثمانية آلاف، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، بمساعدة قوات سوريا الديموقراطية التي سبق وأعلنت أن ما يؤخر تقدمها إلى داخل منبج هم المدنيون المحاصرون.  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©