القمة الأفريقية تبحث اليوم التعاون مع العالم العربي

تنطلق بمدينة شرم الشيخ المصرية اليوم أعمال القمة الحادية عشرة لرؤساء دول وحكومات الدول أعضاء الاتحاد الأفريقي، بمشاركة أربع وأربعين دولة على مستوى رئيس دولة وحكومة ونائب رئيس دولة· ويلقي الرئيس المصري حسني مبارك كلمة في افتتاح أعمال القمة يؤكد خلالها استمرار الالتزام المصري تجاه القارة· ويتضمن جدول أعمال القمة سبعة عشر بنداً رئيسياً من بينها التعاون بين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، والتعاون العربي الأفريقي والتنمية، والحد من أسعار السلع الغذائية، وأنشطة مجلس السلم والأمن، ووضع السلم والأمن في أفريقيا، وعقد الدورات نصف السنوية لمؤتمر الاتحاد الأفريقي في مدينة سيرت بليبيا، وبحث عقد قمة عربية أفريقية· وقال الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى إن فكرة عقد قمة عربية أفريقية ثانية سيتم التشاور حولها خلال القمة الأفريقية في شرم الشيخ، وأضاف أن الأجواء الحالية مهيأة لعقد هذه القمة خاصة بعد فترة الجمود التي شهدتها مسيرة التعاون التي انطلقت بعقد أول قمة عربية أفريقية في القاهرة عام ،1977 وأوضح أن مكان وزمان عقد هذه القمة لن يكون محل خلاف، مؤكداً أن هناك توافقاً مبدئياً بين الجانبين لتفعيل التعاون العربي الأفريقي وضرورة عقد مثل هذه القمة· وقال وزير الخارجية المصري أحمد ابوالغيط إن القمة الأفريقية ستناقش النزاعات الأقليمية وقدرة القارة على إطعام نفسها ومواجهة مشكلات المياه، وفيما يتعلق بمشكلة زيمبابوي قال إن الاتجاه الغالب- كما أراه- سيعترف بالوضع الجديد أو المستمر في زيمبابوي، لكن نتوقع من الرئيس روبرت موجابي أن يسعى لتشكيل حكومة وحدة وطنية، وأن يمد يده إلى المعارضة، معرباً عن أمله أن يستجيب الرئيس موجابي لهذا الطرح· وفيما يتعلق بالأزمة القائمة بين السودان وتشاد قال أبوالغيط: يجب أن يتوقف الطرفان عن الاتهامات المتبادلة، وأن يكون المنطلق هو كيف نستطيع أن نؤمن توافق النظام في الخرطوم والنظام في نجامينا، بحيث لا يستغل كل طرف القبائل والمعارضة الموجودة على أرضه ضد الطرف الآخر، وإذا استطعنا تحقيق هذا خلال القمة الافريقية فسيكون أمراً جيداً للغاية· وحول الوضع في دارفور قال إن مسألة دارفور اكبر من القمة الأفريقية لأنها فيها قوات حفظ سلام وفيها الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، وإن هناك تكليفاً لمفوض واحد وهو وزير خارجية بوركينا فاسو، المكلف من الاتحاد الافريقي والامم المتحدة بالسعي لتحريك عملية السلام في دارفور من خلال العمل على اقناع فصائل التمرد بالقبول في دخول مفاوضات جادة مع حكومة السودان تقود الى انضمام هذه الفصائل الى اتفاق أبوجا· وحول أزمة الحدود بين اريتريا وجيبوتي قال ابوالغيط: لللأأسف كان الأمر سجالاً بينهما، وكانت هناك اتهامات متبادلة ووضع صعب للغاية، مشيراً الى أن الجامعة العربية لديها اهتمام بهذا الأمر، وأعرب عن أمله في تمكن القادة الأفارقة في دفع الطرفين للوصول الى تفاهم· وكانت مدينة شرم الشيخ قد استضافت أمس أعمال الدورة التاسعة عشرة لقمة رؤساء دول وحكومات لجنة تنفيذ مبادرة الشراكة الجديدة من أجل التنمية في افريقيا ''نيباد''، وأعقبها القمة التاسعة للآلية الافريقية لمراجعة النظراء على مستوى رؤساء الدول والحكومات· وأكد الرئيس المصري حسني مبارك في افتتاح قمة ''النيباد'' أهمية هذه الآلية باعتبارها تأتي انطلاقاً من التزام أفريقيا بالمضي في خطوات الإصلاح على كافة محاوره من خلال رؤية أفريقية· وقال إن إنشاء هذه الآلية ونجاحها في المهام المنوطة بها إنما يعكس وعي افريقيا واقتناعها بالإصلاح النابع من ارادتها الوطنية والذي يعي ظروفه السياسية والاقتصادية وخصوصياتها الاجتماعية والثقافية ويعبر عن خيار وطني افريقي خالص ينطلق من التزام صادق من قادة افريقيا وشعوبها بتعميق وترسيخ قيم الديمقراطية و الحرية واحترام حقوق الإنسان·