الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

طلاب يكتشفون أسرار «الكشتات» وأصول «السنع والمواجيب»

طلاب يكتشفون أسرار «الكشتات» وأصول «السنع والمواجيب»
31 مارس 2014 02:27
أحمد السعداوي (أبوظبي) رحلة مثيرة عاشها طلاب نادي تراث الإمارات يوم أمس في أعماق البيئة المحلية مستمتعين بزخم كبير من الفعاليات التي زينت أرجاء جزيرة السمالية التابعة للنادي، والتي واصلت دورها في إعلاء القيم والمفردات التراثية عبر استضافتها الأحداث التراثية الكبرى، ومنها فعاليات ملتقى الثريّا السنوي 2014 التي انطلقت أمس وتستمر حتى العاشر من أبريل المقبل، وتتميز هذا العام بمجموعة من الأنشطة الجديدة المستمدة من الإرث الثري الذي تركه الأقدمون، وتقام تحت شعار «شكراً خليفة»، إيماناً بما تقدمه القيادة الحكيمة وحرصها على حفظ هذا الموروث وغرسه لدى الأجيال الجديدة. أثر طيب «الكشتات البرية» ويقصد بها طلعات البر بلغة الأقدمين، وبيوت الشعر والسنع والمواجيب، وغيرها من ملامح حياة الأجداد، كانت مواضيع أنشطة تراثية مارسها منتسبو النادي في أجواء تفاعلية مستمتعين بالأجواء المكشوفة التي جرت فيها تلك الفعاليات، وطقس ربيعي جعل من زيارة جزيرة السمالية رحلة راسخة في الذهن، بعد ما تركت أثراً طيباً في نفس كل من وطأت قدماه أرض الجزيرة التي تعتبر واحة تراثية فريدة في منطقة الخليج العربي وليس فقط في دولة الإمارات، والتي تشهد أنشطة تراثية مختلفة على مدار العام بفضل دعم وتوجيهات سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، رئيس نادي تراث الإمارات، الراعي الرئيس للأنشطة والفعاليات التراثية المقامة في الدولة على مدار العام. حياة أهل البادية ويقول سعيد علي المناعي مدير إدارة الأنشطة في نادي التراث، إن فعاليات ملتقى الثريا لهذا العام تقام تحت شعار «شكراً خليفة»، وتحمل مذاقاً مختلفاً كونها تحمل بعدين، محليا وعالميا، الأول يتعلق بتعليم الأجيال الجديدة كل ما هو مفيد عن تراث الآباء والأجداد وحياتهم وأساليب عيشهم، ومن ذلك بيوت الشعر وطرق صنعها وفوائدها في حياة أهل البادية، وكيفية حفاظهم على البيئة والعمل على العناية بها خلال طلعاتهم البرية «الكشتات»، وكيف كانوا يقضون يومهم في البر ويطهون طعامهم ويتعاملون مع الضيوف ويحافظون على أنفسهم والبيئة المحيطة بهم بشكل آمن، حتى تكون طلعاتهم مصحوبة بالمتعة والفائدة في آن. أما البعد العالمي ضمن أنشطة الثريا لهذا العام، فيتمثل في دعم الملتقى ثلاثة ملفات موجودة حالياً لدى منظمة الأمم المتحدة للعلوم والثقافة «اليونسكو»، وترتبط بشكل رئيس بالحياة الإماراتية وهي فنون العيالة وعادات الضيافة، وكيف حافظ الأجداد على هذه الأنشطة عبر الزمن حتى صارت ضمن أهم ملامح الهوية الإماراتية في العصر الحالي. أولياء الأمور ولفت المناعي إلى أن ملتقى السمالية يتيح فرصة لأولياء الأمور صحبة أبنائهم أثناء زيارة السمالية وعمل جولات مفتوحة داخل الجزيرة بصحبة مشرفي النادي، للإفادة من العطلة المدرسية والتي يفضل كثير من أولياء الأمور قضاءها مع أبنائهم ليزدادوا اقترابا وتفاعلا معهم، وفي الوقت ذاته يتعلم الأبناء أموراً مفيدة في حياتهم تساعدهم في بناء وتكوين شخصياتهم، وهو ما توفره أنشطة الملتقى هذا العام. ومن هذه الأنشطة التي يحددها مدير إدارة الأنشطة في نادي التراث، الفروسية والهجن والرماية التقليدية والعادات والتقاليد والألعاب الشعبية والتجديف والشراع الرملي والشراع الحديث، والشراع التقليدي والفلك والسفينة التراثية والصقارة والنشاط البيئي واليولة ودروب المعاني والملعب الصابوني والبيئة والطيران الإلكتروني، إلى جانب المسابقات الثقافية والرسم الحر ونشاطات الحرف اليدوية والحناء للمراكز النسائية، وعدد من الرحلات والزيارات الميدانية والمخيمات البحرية. فن اليولة ومن خلال متابعة الفعاليات المختلفة داخل جزيرة السمالية، تحدث الطالب سيف النمر البادي، عن رحلته مع نادي تراث الإمارات، مبيناً أنه التحق بالنادي منذ 6 سنوات وشارك في جميع الفعاليات والأنشطة التي يقيمها النادي، ويقول إنه أتقن فن اليولة من خلال النادي، وحصل على كثير من الجوائز وبطولة مهرجان سويحان للإبل لمدة عامين متتاليين، ويرى أن ما يلقاه من رعاية داخل النادي جعله مرتبطاً بشكل كبير بممارسة الأنشطة داخل النادي. أما الطالب سيف الحوسني فقال إنه، التحق بالنادي منذ عامين وشارك في جميع الفعاليات والأنشطة واليوم يشارك في ملتقى الثريا كأحد أفراد فريق السباحة، حيث سيشارك زملاءه في معسكر مغلق لمدة 15 يوماً للتدريب وممارسة الأنشطة المختلفة مع الطلاب الآخرين في ملتقى الثريا، فيما يرى خليفة العامري أحد السباحين الناشئين بنادي تراث الإمارات أن الملتقيات التي يقيمها نادي التراث كانت أهم العوامل في بناء شخصيته وحصوله على الكثير من الخبرات والمهارات والمعارف، حيث إنه أحد سباحي النادي ويشارك دائماً في الأنشطة. أحمد المرزوقي الذي يشارك مع فريق السباحة للعام الثاني ومع صغر عمر أحمد الذي لا يتعدى الست سنوات، إلا أنه يمتلك الكثير من مقومات الشخصية الناضجة التي تلم بالكثير من المعلومات التراثية والحياتية، ويرى أنه ومن خلال نشأته في نادي تراث الإمارات فإنه تعلّم الكثير من الأمور التي جعلته يتفوق في دراسته وفي علاقاته مع أهله وزملائه. السفينة التراثية وفي السفينة التراثية كان لنا لقاء مع الطالب أحمد عمر الكربي الذي قال إنه التحق بنادي التراث منذ ست سنوات، من خلال مركز السمحة وإنه دائماً ما يجد في النادي بيته الثاني حيث يجد الاهتمام والمتابعة من مشرفي النادي ومدربيه. وفي جزيرة الأحلام «السمالية» تجولنا خلال الميادين المختلفة والتي امتلأت بأعداد كبيرة من طلاب مراكز النادي وجميعهم في حالة سعادة وتعاون ومشاركة فعالة، حيث إنهم ينتظرون هذه التجمعات التي يلتقون فيها مع زملائهم من المراكز الأخرى في جو تسوده الألفة والمودة. من جانبه، قال إبراهيم الحمادي مدير مركز السمحة والمشرف العام على الملتقى، إن اختيار شعار الملتقى وهو (شكراً خليفة) هو عرفان منا وتقدير لعطاءات صاحب السمو رئيس الدولة، وما يمثله من مكانة عالية داخل قلوب أبناء الوطن وإننا جميعاً جنود في حب القائد وفي العمل من أجل مستقبل بلدنا وأبنائنا، ويرى أن الملتقى فرصة لتعليم أبنائنا عادات وتقاليد آبائهم في جو يسوده الحب والمرح، حيث تزينت السمالية لاستقبال طلاب نادي تراث الإمارات في أول أيام ملتقى الثريا. مزج بين الترفيه والفائدة مع نسمات الجو الرائعة ومشاهد جزيرة السمالية الخلابة، بدأ طلاب نادي التراث الاستمتاع بالفعاليات المختلفة في ربوع جزيرة السمالية، حيث يمارسون الأنشطة التراثية والرياضية والترفيهية في جو مملؤ بالسعادة والامتزاج في تاريخ الآباء والأجداد وتم تفعيل ميادين الفروسية، وميدان الهجن، والسفينة التراثية، والقوارب الرملية، والطيران اللاسلكي، والمسبح الأولمبي، والألعاب الشعبية، والعادات والتقاليد. ويتميز الملتقى اليوم بإضافة أحد الأنشطة التراثية وهو نشاط «الكشتة»، حيث تم نصب الخيام داخل الكثبان الرملية وإقامة أنشطة تراثية، حيث يتم تعويد الطلاب على المحافظة على البيئة وعمل الأكلات الشعبية والتراثية التي تميز حياة البر والرحلات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©