أبوظبي (الاتحاد)
يشتهر إيلون مسك كمستثمر بأنه يستثمر في المشروعات التي يمكنها أن تغير العالم، وهذا أمر دأب عليه منذ مشاركته في تأسيس شركة التداول النقدي الشهيرة «باي بال»، ولأنه أيضاً مبتكر ومخترع ومهندس، فهو الرئيس التنفيذي المصمم الأول في شركة سبيس إكس، والمؤسس المساعد، المدير التنفيذي والمهندس المنتج في مصانع «تيسلا موتورز»، وأخيراً وليس آخر، رئيس مجلس إدارة شركه «سولار سيتي»، الذي يطمح إلى تجسيد فكرة نظام النقل فائق السرعة المسمى «هايبرلوب».
ويكرّس إيلون مسك نفسه لتكنولوجيا الفضاء والطاقة البديلة ويشارك شخصياً في تصميم السيارات الكهربائية وسفن الفضاء، وكان ثاني شخص في وادي السليكون الذي تمكن من إنشاء 3 شركات ذات سقف سوقي يزيد على مليار دولار، «باي بال» و«سبيس إكس» و«تيسلا موتورز». أما السمات الشخصية المميزة لايلون مسك تتمثل في المثابرة والتفكير النقدي والتحليل الذاتي الدقيق والعمل الشاق، وهو الداعم الأقوى والملهم الكبير لكثير من الشخصيات العالمية الناجحة.
ولد إيلون ريف مسك في 28 يونيو، 1971، في بريتوريا، جنوب أفريقيا. وهو الابن الأكبر في أسرة تضم 3 أطفال. والده بريطاني من مواليد جنوب أفريقيا ومهندس، وأمضى مسك طفولته في جنوب أفريقيا، وعندما بلغ التاسعة من العمر، حصل على أول حاسوب شخصي له، وهو «كومودور في آي سي -20». واهتم إيلون على الفور بالبرمجة وبدأ يتعلمها بنفسه. في سن الـ 12، وحصل على 500 دولار عن طريق بيع لعبة الكمبيوتر «بلاي ستار».
وتحتوي سير المشهورين عادة على محطات رئيسة، تؤدي بهم إلى نجاح ساحق. وفي سيرة إيلون موسك، كان هناك اثنتان على الأقل، الأول القرار الذي اتخذه بعد تخرجه من مدرسة ثانوية في بريتوريا، بالهجرة إلى الولايات المتحدة من دون دعم من والديه. ولتحقيق هذا الهدف، انتقل إيلون مسك إلى كندا واستقر لدى أقارب والدته عام 1989، وعمل في وظائف منخفضة الأجر في مونتريال لمدة عام، حتى دخل جامعة كوينز في كينجستون، أونتاريو. ودرس في الجامعة لمدة عامين، قبل أن يحقق حلمه بالسفر إلى الولايات المتحدة عام 1992 بعد حصوله على منحة من جامعة بنسلفانيا. وحصل إيلون مسك على درجة البكالوريوس في العلوم في بكالوريوس الفيزياء في العام التالي، لكنه قرر مواصلة دراسته في كلية وارتون بجامعة بنسلفانيا لمدة عام واحد وحصل على درجة بكالوريوس العلوم في الاقتصاد أيضًا. وفي عام 1999، اشترى أكبر محرك بحث في ذلك الوقت ألتافيستا (الذي اشترته شركة كومباك لاحقًا) مقابل 307 ملايين دولار نقدًا و 34 مليون دولار في الأوراق المالية. هذه الصفقة وضعت رقماً قياسياً لبيع شركة نقداً. وفي عام 1999، بدأ مسك في العمل على أنظمة الدفع الإلكترونية التي كانت تكتسب شعبية. أصبحت شركة «إكس دوت كوم» الناشئة شركته الجديدة، وفي مارس 2000، اندمجت «إكس دوت كوم» مع شركة منافسة «كونفنيتي» التي كان يديرها بيتر تيل وماكس ليفكين. وقامت كونفنيتي بتطوير برنامج يسمح لأجهزة الحاسوب الخاصة والمساعد الرقمي الشخصي بتخزين المعلومات المشفرة على أجهزتهم، وإنشاء المحفظة الرقمية الأولى. وفي عام 2001، بعد الاندماج، تمت إعادة تسمية «إكس دوت كوم» إلى «باي بال» وأصبح إيلون مسك رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للشركة بمسماها الجديد.
وكانت هناك بعض الخلافات حول الإستراتيجية والإدارة بين الفرق الجديدة، لكنها لم تؤثر أبدًا على ديناميات الشركة ونموها. وفي عام 2002، اشترت «باي بال»، «إي باي» مقابل 1.5 مليار دولار. وتلقى إيلون مسك 180 مليون دولار مقابل حصته من «باي بال» ليكون لديه ما يكفي من الأموال لمتابعة اهتماماته الأخرى، وهي هندسة الفضاء ومصادر الطاقة البديلة. بعد أن توقف عن الاستثمار في الأعمال التجارية عبر الإنترنت.
وفي عام 2003، أسس المهندسون مارتن إبرهارد ومارك تاربينينج شركة «تسلا موتورز». ومنذ البداية، وضعت الشركة نفسها كأول صانع تسلسلي للمركبات الكهربائية ويحلم مؤسسوها لتحرير الزبائن من عبء النفط، ودعم مسك كمستثمر هذه التطلعات بشكل كبير. أما بالنسبة لاستثماره في شركة «سبيس إكس» ففي 12 فبراير 2015، نجح صاروخ «فالكون 9» في تسليم القمر الصناعي لمرصد ديسكفري إلى مدار في الفضاء البعيد من (SpaceX›s Launch Complex 40) في محطة القوات الجوية ديسكفري. وتم تطوير القمر الصناعي للكشف عن الانبعاثات القصوى من الشمس والإبلاغ عنها، والتي يمكن أن تؤثر على البنى التحتية للاتصالات، والأقمار الصناعية القريبة من الأرض وشبكات الكهرباء. ويعتبر البعض أن إيلون مسك هو صانع القرن 21 أيضا لأنه أحد أهم المستثمرين في الأفكار الأكثر روعة في الحياة. مترجم عن astrum people
عدد اليوم
