الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تراجع سعر اليورو يثير المخاوف في ألمانيا

تراجع سعر اليورو يثير المخاوف في ألمانيا
20 مارس 2015 21:20
برلين (أ ف ب) يثير تراجع سعر اليورو الذي فقد 24% من قيمته بالنسبة للدولار خلال عام، مخاوف في ألمانيا التي تعتبر محرك الاقتصاد الأوروبي، والمتمسكة بشكل جوهري بعملة موحدة قوية. وألمانيا التي بنت ازدهارها وعزتها في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية على متانة الدويتش مارك، ترى أن تراجع قيمة اليورو ناجم عن سياسات البنك المركزي الأوروبي، الرامية إلى تحريك النمو. وتدنى سعر اليورو الخميس إلى 1,07 دولار، بالمقارنة مع أكثر من 1,30 دولار في مارس 2014. وتخشى برلين المتمسكة بالإصلاحات الهيكلية لتعزيز القدرة التنافسية، أن تكون معدلات الفائدة القريبة من الصفر وعمليات ضخ السيولة بشكل مكثف التي ينتهجها البنك المركزي الأوروبي غير مفيدة لا بل مضرة للاستقرار المالي العالمي. وتساءلت بيلد، أكثر الصحف الألمانية انتشاراً، معلقة على إعلان البنك المركزي الأوروبي في نهاية يناير عن إعادة شراء ديون بأكثر من ترليون يورو «هل أن مصرفيي البنك المركزي الأوروبي يعملون على تحطيم عملتنا؟» وهذه السياسة التي تعتبر نسخة حديثة لعمليات سك العملة، والتي سرعت تدهور اليورو، أثارت كذلك انتقادات رئيس البنك المركزي الألماني ينس فيدمان. ويؤدي تراجع سعر اليورو إلى تدني أسعار الصادرات لدول منطقة اليورو الـ19 وبينها ألمانيا، مع ترقب زيادة في الإنتاج والوظائف. غير أن الأمر لا يثير الارتياح في ألمانيا ولا حتى بين الشركات المصدرة. وقال انتون بورنر رئيس اتحاد المصدرين في 10 مارس عارضا توقعاته للعام 2015: «إن اليورو الضعيف ليس نبأ ساراً إلا في الظاهر لبلد مصدر مثل ألمانيا». وأضاف: «إن ألمانيا هي كذلك من كبرى الدول المستوردة في العالم. ولولا الأسعار المتدنية (حالياً) للمواد الأولية، لانعكس ضعف اليورو بشكل فادح على فاتورة وارداتنا». وأوضح كلاوس يورغن غيرن من معهد (اي اف دبليو) الاقتصادي في كييل أن حجة إعطاء دفع على المدى القريب للاقتصاد جراء عملة متدنية القيمة «ليس له الكثير من الوزن في ألمانيا، حيث الوضع الاقتصادي قوي جداً. وظهرت منذ الآن في سوق العمل صعوبات في إيجاد وظائف». وأوضح أن ألمانيا التي تسجل فائضاً تجارياً قياسياً، وتتعرض لضغوط الأسرة الدولية من أجل تحقيق المزيد من التوازن في ميزانها التجاري، «لن تستفيد» من يورو ضعيف. وهذا البلد مهيأ للتعايش مع عملة قوية بفعل اعتدال الأجور فيه وصناعته المتركزة في منتجات قلما تتأثر بتبدل الأسعار مثل السيارات الفاخرة والمعدات المتطورة. كما أن الشعب الألماني الذي يتخوف كثيراً من التضخم، لا يرتاح لتراجع قيمة عملته الذي يؤدي إلى ارتفاع سعر الوقود وبصورة عامة أسعار المنتجات المستوردة المسعرة بصورة عامة بالدولار. وقال غيرن: «إنه إن لم يكن تراجع اليورو، أثار حتى الآن الكثير من المناقشات، فذلك لأن أسعار النفط تراجعت في الوقت نفسه، وما أن ترتفع من جديد حتى ترتفع أصوات بالتأكيد لتقول إن ضعف اليورو لا يناسب ألمانيا». وتخشى ألمانيا أيضاً أن تعتبر المساعدة الظرفية حجة تستخدمها الدول الأوروبية التي تشهد أزمة لعدم تطبيق الإصلاحات التي تتمسك بها برلين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©