الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

جهود الإمارات في الزراعة نموذج فريد على مستوى العالم

جهود الإمارات في الزراعة نموذج فريد على مستوى العالم
31 مارس 2014 10:53
السيد سلامة (أبوظبي) أكد الدكتور جوزيه غرازيانو دا سيلفا، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة «الفاو»، أن جهود دولة الإمارات العربية المتحدة في الزراعة تعتبر نموذجاً فريداً على مستوى العالم. وأشار إلى أن دولة الإمارات تأتي في طليعة الدول في جهودها الإقليمية والدولية من خلال ما تقدمه من دعم لمكافحة الجوع والفقر في مختلف أنحاء العالم، لافتاً إلى أن قطاع الزراعة في الإمارات يشهد ومنذ عقود نهضة «تفخر» بها البشرية، فقد حدثت هنا «المعجزة» من خلال قهر الصحراء وتوفير الأمن الغذائي على أرض الإمارات. وقال الدكتور دا سيلفا لـ «الاتحاد»، إن «الفاو» تعتز دائماً بجهود دولة الإمارات العربية المتحدة في دعم وتشجيع الأمن الغذائي على الرغم من التحديات الضخمة التي تواجهها بشأن قيود الموارد الطبيعية، خاصة فيما يتعلق بالمياه والأراضي الزراعية، وقدمت قيادة دولة الإمارات قصة عالمية فريدة في مواجهة هذه التحديات، ومن خلال الإرادة القوية للإمارات تم التغلب على هذه التحديات، وهذه الإرادة تدفعها قوة الإبداع والابتكار، واحترام كبير للتاريخ والثقافة. ولفت إلى أن منجزات الإمارات ودورها الريادي جعلت منظمة الأغدية والزراعة الدولية «الفاو» فخورة بمنحها شهادة تقدير كونها من بين الدول الـ 17 الأولى في العالم النامي التي حافظت على أفضل معدل انتشار نقص التغذية إلى أقل من 5% بين عامي 1990 و2013، وهو المؤشر 1,9 ضمن الأهداف الإنمائية للألفية الثالثة التي أقرها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. وقال: «(الفاو) ومن خلال هذه الشهادة تجدد التقدير العالمي، والإشادة بالجهود المبذولة من قبل القيادة الحكيمة لدولة الإمارات العربية المتحدة متمثلة في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، ورعايته الرائدة لمسيرة الثروة الزراعية، وكذلك المحافظة على نجاح دولة الإمارات في كل هذه الحقبة الزمنية في تفادي الآثار السلبية للظروف الاقتصادية والاجتماعية المتغيرة». التحرر من الجوع وأوضح الدكتور دا سيلفا أن ممثلي حكومات 182 دولة تعهدوا أثناء انعقاد مؤتمر القمة العالمي للأغدية في روما 1996 أن يتم القضاء على الجوع في جميع البلدان، مع جعل هدفهم المباشر خفض عدد الأشخاص الذين يعانون سوء التغذية إلى النصف في موعد لا يتجاوز عام 2015، مشيراً إلى أنه في وقت لاحق، في عام 2000 تعهدت 189 دولة بتحرير الناس من الحرمان المتعدد، مع الاعتراف بأن لكل فرد الحق في الكرامة والحرية والمساواة، ومستوى معيشة أساسي يتضمن التحرر من الجوع والعنف، ونتج عن هذا التعهد صياغة الأهداف الإنمائية الثمانية للألفية. وأشار إلى أن الأهداف الإنمائية للألفية وضعت بعد ذلك حيز التنفيذ من خلال وضع أهداف ومؤشرات لتتبع التقدم المحرز على الصعيدين الوطني والعالمي نحو بلوغ الأهداف بحلول عام 2015. وقال مدير عام «الفاو»، إن أول الأهداف الإنمائية للألفية يشمل ثلاثة أهداف متميزة، تتمثل في خفض الفقر في العالم إلى النصف، وتحقيق العمالة الكاملة والمنتجة، مع توفير العمل اللائق للجميع، وخفض نسبة سكان العالم الذين يعانون الجوع إلى النصف بحلول عام 2015. وأشار إلى أنه في ضوء رؤية المنظمة والتزامها بعالم خالٍ من الجوع وسوء التغذية، فإن للمنظمة دوراً محورياً في المساهمة في رصد أهداف مؤتمر القمة العالمي للأغذية، بالإضافة إلى الهدف الخاص بالجوع ضمن الأهداف الإنمائية للألفية. أعطوني زراعة وأكد الدكتور دا سيلفا، أن دولة الإمارات تأتي في طليعة الدول في جهودها الإقليمية والدولية في إنتاج تمر النخيل على الدوام، ولهذا الدعم قيمته في مكافحة الجوع والفقر في العديد من البلدان حول العالم، موضحاً أن هذا الدعم يعكس رؤية المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد، طيب الله ثراه، عندما قال «أعطوني زراعة، أعطيك حضارة»، ومن هنا فإن الذين يعرفون الرؤية العالمية لدولة الإمارات، والتزام قيادتها بالتنمية، يدركون أن هذا التميز «ليس غريباً»، وهناك مبادرات عظيمة في هذا الصدد من بينها تدشين جائزة «خليفة الدولية لنخيل التمر»، التي أصبحت في صدارة الجوائز المتخصصة على مستوى العالم، ولها دور بارز في تشجيع البحث العلمي وتطوير طرق وأساليب زراعة وإنتاج نخيل التمر. نخيل التمر ولفت مدير عام الفاو إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة تتصدر قائمة دول العالم الداعمة لشجرة النخيل، حيث تعتبر شجرة نخيل التمر من الرموز العالمية التي تفخر بها هذه المنطقة، وأصبحت هذه الشجرة المباركة «جسراً للتواصل الحضاري» مع العالم، وعبروا بها الأراضي والبراري والمحيطات والثقافات. وأشار إلى أنه وعلى أيدي أبنائها، وصلت أشجار النخيل «لبلدي الأم البرازيل» التي صهرت الشعوب والعادات والتقاليد والأديان والثقافات واللغات المختلفة في بوتقة واحدة، والحقيقة أن الكلمة التي نستخدمها للتعبير عن التمر في البرازيل مستمدة من اللغة العربية وهي التمرة. وقال الدكتور دا سيلفا: «يعود تاريخ دعم الفاو لإنتاج نخيل التمر لعام 1965، منذ ذلك التاريخ عملنا على مجموعة من المشاريع عبر العالم لتطوير إنتاج نخيل التمر وحماية وتكاثر نخيل التمر وتسويقه»، وتشمل هذه المشاريع الموجودة في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا وامتدت إلى بلدان متباعدة كما هي الحال بين ناميبيا والمكسيك، لافتاً إلى أنه في السنوات الأخيرة ازداد إنتاج نخيل التمر على نحو كبير في العالم ككل، وفي دولة الإمارات العربية المتحدة على وجه الخصوص، وخلال الفترة بين 2002-2010 احتلت دولة الإمارات المركز الرابع على مستوى العالم في إنتاج تمر النخيل، وهي مسؤولة عن إنتاج 10% من الناتج الكلي للتمور. تحديات عالمية وحول التحديات التي تواجه جهود رعاية هذه الشجرة وسط متغيرات بيئية ومناخية تشهدها بعض الدول في العالم، قال مدير عام الفاو: «لا تزال هناك العديد من التحديات في سوق نخيل التمر، ونأمل في التصدي لها معاً، ومن بين القضايا التي يجب أن نواجهها، غياب معايير التسويق والمعلومات المتجددة عن احتياجات سوق التمر العالمية، وآخر دراسة تمت في هذا الموضوع من قبل الفاو كانت في عام 2000، كما توجد حاجة لتدريب الخبراء على مقاومة الحشرات والأمراض التي تؤثر على الإنتاج». وقال: «أهمية شجرة نخيل التمر بالنسبة للفاو وللأمن الغذائي العالمي تتعدى المشاريع الفردية، وقد مضى علينا الكثير من السنوات ونحن نلفت الانتباه لأهمية استعادة المحاصيل المحلية وتقييمها لضمان ومتابعة الأمن الغذائي على مستوى العالم، ومن بينها شجرة النخيل»، لافتاً إلى أن المحاصيل التقليدية حصلت على الأهمية مع ارتفاع أسعار الغذاء العالمي في السنوات الأخيرة لمستويات لم تعرف من قبل، مصحوبة بزيادة بأسعارها المتذبذبة، وبالتالي فمن المهم ترك خيارات مفتوحة للرد على هذه الحالات، ويحتاج الجواب تحقيق ثلاثة أهداف لا يمكن فصلها عن بعضها اليوم: الأمن والغذاء والاستدامة، ونؤكد أن هذه الأهداف مرتبطة ببضعها بعضاً، بحيث يمكننا القول إنه لا يمكننا أن نتنازل عن أي منها، وهذا صحيح لليوم وغداً. وأكد مدير عام الفاو أن تحقيق الاستقرار في العالم يمر بروابط حيوية بين السلام والأمن الغذائي والجوع والصراع، فالسلام أساسي للأمن الغذائي، والأمن الغذائي أساسي للسلام، وهذه الروابط لا تعرف الحدود الوطنية للدول، ومما لا شك فيه أن الاستدامة تقدم واحداً من تحدياتنا الأكبر. وقال: «نحن ببساطة لا نستطيع أن نستمر في الإنتاج اليوم أو نطعم 9 مليارات نسمة من البشر في عام 2050 لو بقينا في عملنا بالمنهج العادي، فخلال العقود الماضية شهد العالم زيادة ملحوظة في إنتاج الغذاء، ولكن هذا لم يكن يكفي لإنهاء الجوع، وقد جاء ذلك على حساب البيئة وتلويث الأرض وموارد المياه». المصادر الطبيعية ونوه مدير عام الفاو بضرورة استخدام المصادر الطبيعية بحكمة أكثر سواء في البر أو البحر، لافتاً إلى أن الاستدامة في قلب الأمن الغذائي. وقال: «هنا علينا الإشادة بفخر بجهود دولة الإمارات العربية المتحدة فيما يتعلق بنخيل التمر، وهي الجهود التي احتوت بكل رقي العديد من القضايا التي ناقشناها بمد جسور الترابط بين الماضي والحاضر والمستقبل وتطبيق معادلة الاستدامة، فثقافة التمور متجذرة في ثقافة منطقة الخليج، وتشكل جزءاً من تراثه وتقاليده، ويسعدني الاستعانة بهذا الاقتباس عن حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي يقول مخاطباً السيدة عائشة: (بَيْتٌ لَا تَمْرَ فِيهِ جِيَاعٌ أَهْلُهُ)». الدولة تقدم نموذجاً جديداً في رعاية شجرة النخيل قال الدكتور دا سيلفا: «إن دولة الإمارات العربية المتحدة قدمت نموذجاً جديداً في رعاية شجرة النخيل، والاهتمام بنخيل التمر، ورعايته وتطوير إنتاجه، وأوجدت الجهود للمحافظة على المعارف عن نخيل التمر وتجديدها نظاماً فريداً يشجع على الإنتاج الزراعي، والاستدامة»، لافتاً إلى عناصر الأمان المتنوعة التي ساعدت على تحسين حياة أولئك الذين يزرعون الأرض، وهو جهد يضاف إلى نماذج عالمية منها لمجموعة الأنظمة التي تجمع كل هذه المواصفات، وتعترف بها منظمة الفاو، وهي النظم الزراعية التقليدية التي تمثل إرثاً ذا أهمية عالمية لأنظمة زراعية مثل: نوتو ساتوياما وأنظمة ساتويومي في اليابان، وسوكا بولس في جبال البيرو، وأنظمة سهول مساري في كينيا وتنزانيا، ومزارع الأرز في الفلبين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©