الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«أنا وزوجتي وأوباما» تثير ضحك الجمهور من دون بنية مسرحية

«أنا وزوجتي وأوباما» تثير ضحك الجمهور من دون بنية مسرحية
23 مارس 2011 22:10
عُرضت مساء أمس الأول على خشبة معهد الفنون المسرحية بالشارقة ضمن الدورة الحادية والعشرين لأيام الشارقة المسرحية، مسرحية “أنا وزوجتي وأوباما” لفرقة مسرح خورفكان من إخراج أحمد الأنصاري وتأليف مرعي الحليان وتمثيل أشجان (بدور الزوجة) وعبدالله سعيد بن حيدر (بدور الزوج) وآخرين. “أنا وزوجتي وأوباما” عمل مسرحي كوميدي فكاهي، بحيث أن بوسع أي متفرج أنْ يكتشف أنّ العرض ينتمي للمسرح التجاري بالمعنى السائد للكلمة وليس لأي نوع آخر من المسرح، بحسب مواصفاته الفنية سواء على صعيد أداء الممثل، حيث قام كل واحد منهم، تبعا للنص، بأداء دوره بمعزل عن الأدوار التي يقوم بها الممثلون الآخرون بهدف إثارة أقصى ما يمكن من الضحك لدى الجمهور، دون رابط بين هذه الأدوار سوى “الملفوظ” او كلام الممثل المقابل الذي يتيح لغيره من الممثلين الانتقال من حالة إلى أخرى، حيث لم يكن لذلك أن يتم بسهولة في بعض الأحيان. وهذا السلوك للممثل على الخشبة هو سلوك يعتمد في الأساس على ردّ فعل الجمهور ومحاولة استثارة ردّ الفعل هذا باتجاه ما هو كوميدي وهزلي، وهنا يشعر المرء بالفعل أنه أمام نوع من المسرح الذي انبنى النص فيه بتقصّد أن يكون كذلك. أيضا، هناك ما يذكّر بالمسرح الكوميدي في السبعينيات: الإضاءة الثابتة طيلة العرض تقريبا، إلى حدّ أصبحت معه هذه الإضاءة مجرّد إنارة للخشبة تكشف للمتفرج عن وجوه الممثلين وطبيعة أدائهمن باستثناءات نادرة أبقت البعض من الممثلين واقفين في العتمة دون أي فعل أو أداء في بعض الأحيان، ثم المعالجة المسرحية للقضايا المطروحة التي يحاول العرض الإجابة عليها أكثر مما لو أنه يثير الأسئلة حولها. الأمر الذي أفقد العمل توتره الدرامي بسبب السرد الحكائي وغياب المؤثرات التي من شأنها أن تخلق إيقاعا متكاملا للعمل كالموسيقى باستثناء بعض الرقصات التي غابت مدلولاتها بحيث بدت بلا دور أو وظيفة، وهذا كله قد أدّى- في ما أدّى إليه – إلى كسر بنية العمل بوصفه عملا مسرحيا بالمعنى الراهن للكلمة. حاول المؤلف والمخرج طرح الكثير من القضايا ذات البُعد الاجتماعي، عبر عائلة مفككة أو موشكة على هذا التفكك. فالأم تعمل في موقع مميز في وزارة ما وهي طموح وتريد أن تصبح عضوا في المجلس الاستشاري وأب يعمل ليلا نهارا لترقيع جملة من الخسارات التي تعرضت لها شركته وابناهما الشاب والفتاة المراهقان وابن العم الذي يعمل سمّاكا ويُبرز دوره بوضوح الفرز الواضح بين الغنى والفقر وغياب العدل في توزيع الثروات بالإضافة إلى القضايا الثانوية ذات الصلة المتعلقة بالبنية الاجتماعية لدولة الإمارات التي رافقتها منذ التأسيس، فضلا عن شخصيات ثانوية أخرى تلعب دورا في إبراز الممثلين من أصحاب الأدوار الرئيسية أكثر مما أنّ لها شخصياتها المتفردة كممثلين. تعرض المسرحية، على هذا النحو، صراعا بين الأجيال، أو بين الماضي والحاضر، بحيث يصل التأزم إلى درجة الطلاق ثم التفكك الحقيقي للعائلة الصغيرة، غير أن الأب الذي يحبّ الزوجة ولا يريد للعائلة الذهاب إلى مصير مجهول، لا يرى حلا آخر للمشكلة سوى بتدخل أميركي عاجل من قِبَل الرئيس أوباما لإعادة الزوجة إلى بيتها والمياه إلى كيفما كانت تجري عليه، دون محاولات مسبوقة بتدخلات من هنا أو هناك على جاري العادة. إذ فجأة تظهر علاقة الأب بأوباما الذي التقاه في شارع بين الشانزليزيه في باريس وموقع آخر في مدينة أوروبية أخرى، أي في منام. وبالطبع، تمرّ حكاية أوباما عبر فلسطين والعراق، في نوع الشعاراتية التي تستدر تصفيق المتفرجين والتي قصد بها المؤلف نوعا من “التهريج الإيجابي” لكنها تنتهي في آخر الأمر عند خلاف الزوج مع زوجته بوصفها القضية الوحيدة الملحّة في العالم. لكن تطول المسرحية حتى تصل إلى مقولتها الاساسية التي أراد العرض طرحها في آخر الأمر وليس في مبتدأه، وعلى لسان ابن العم الذي يستغرب من أنّ أمرا كهذا في غاية البساطة، أي علاقة الزوج بالزوجة، بات يستدعي تدخلا أميركيا عاجلا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من العائلة في حين غابت القضايا الأخرى مثل القدس أو العراق التي مسّها العرض دون أن يطرحها جوهريا مختتما بذلك المسرحية، هي التي جرى اختصارها عن عروض سابقة بكثير من زمن عرضها مساء أمس الأول. يعرض اليوم تعرض في السابعة من مساء اليوم على خشبة مسرح معهد الشارقة للفنون مسرحية “قرموشة” لمسرح دبي الأهلي من تأليف عبد الله صالح وإخراج أحمد الأنصاري وهو عرض خارج المسابقة.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©