خديجة الكثيري (أبوظبي)
يفضل كثير من الأزواج السفر مع أصدقائهم، للتسلية والاستمتاع، تاركين أسرتهم في البيت.. فالأبناء يواجهون الفراغ والملل، والزوجات في صراع مع الوساوس والغيرة، إلا أن ذلك لا يثير قلق الزوج، الذي يفضل الهرب من الالتزامات العائلية، وربما نفقاتها الكثيرة. وبسؤال أم فهد، أكدت رفضها تماماً سفر زوجها من دونها، لأنه يسبب لها الكثير من المشاكل، مشيرة إلى أن محاولاتها المتكررة لمنعه من السفر، لا تجدي نفعاً في بعض الأحيان، ويسافر ويتركها، فتلجأ إلى كثرة الاتصالات الهاتفية، فيضطر إلى إغلاق هاتفه، لكن بمجرد عودته، تفتح له كشف حساب عن الفترة التي قضاها بعيداً عن الأسرة.
وتقول أم صالح، إن بعض الرجال لا يختارون الزوجة رفيقة بالرحلة وونيسة في السفر، ويفضل الأصدقاء ليستأنس معهم، وهذا بحد ذاته مدعاة للشك والريبة، وهي لا تثق بالزوج الذي يسافر من دون زوجته.
أما حمده أ، التي تزوجت من سنة ونصف السنة، فالمرة الوحيدة اللي سافرت مع زوجها كانت «شهر العسل»، وبعدها سافر بفرده 8 مرات تقريباً، وكلها على حسب قولها مهمات عمل، رغم علمها بأنها منها سفريات ترفيه مع الأصدقاء.
عدم مبالاة
وتعرف أم اليازية موعد سفر زوجها قبلها بساعات، وقد اعتادت ذلك هي وأبناؤها، وصارت لا تكترث كثيراً، وتجتهد ألا يؤثر على الأسرة، أو يسبب لها المشاكل التي تغير المسار الناجح للأبناء، موضحة أنها وصلت إلى مرحلة من الحياة الزوجية، باتت خلالها لا تهتم بتفاصيل الحياة اليومية، إذا تتقبل ما يريح زوجها ويسعده، ولو على حساب سعادتها.
أما شيخة م: فزوجها يحب السفر مع الأصدقاء، في الوقت الذي تنشغل فيه بحياتها مع سبعة أطفال، ويصعب عليها السفر، ففضلت أن يؤمن لها زوجها احتياجاتها، وليذهب هو ليستمتع في سفرياته.
طبيعة العمل
وترفض مريم الحداد زوجة وموظفة، مسألة سفر الزوج من بدون الزوجة، سواء بمفرده أو مع أصدقائه، للاستمتاع بإجازته، فهي تعتبر نفسها ليست زوجته فقط، بل الصاحب والصديق وفي صحبتها تكون الفرح والسعادة، وبالتالي لابد من سفرهما معاً.
وأكدت مريم أ، أنها متفهمة لطبيعة عمل زوجها، الذي يتطلب سفريات سريعة ومتكررة، لذا تحترم خصوصيات عمله، وتسمح له بذلك عن طيب خاطر.
ويتفق حمد الريامي على هذه المسألة مع أسرته بقوله، إنه يقسم إجازته السنوية للسياحة والسفر، فيسافر مع زوجته وأبنائه مرة، ومرة ثانية مع أصدقائه وثالثة بمفرده.. ويقول حميد ع، أحب السفر مع أصدقائي أكثر من الارتباط بالعائلة، حيث الرسمية والصعوبة في الحركة والتنقل.
حق الزوجة
وأكد الموجه الأسري بمحاكم دبي أحمد عبدالكريم، أن سفر الزوج من دون زوجته وعدم رضاها، يسبب مشاكل تطرق أبواب المحاكم الأسرية، لأن ذلك يؤدي إلى الشك ويضعف الثقة، بالإضافة إلى الحرمان العاطفي، حيث نسأل الزوجة، هل يغضبك سفر زوجك مع أصدقائه!؟ فتقول ليس ذلك بالضبط، إنما المشكلة أنه حرمنا من حنانه وعطفته.. وهنا يتضح أن السبب، التقصير والإهمال ويزيد عليهما السفر والبعد.
ولفت إلى أن الزوجة لها الحق أن تطلب من زوجها، السفر معه من باب الحب والعشرة، وعلى الزوج استرضاء زوجته، لأنه يأثم عندما يقصر في واجباته تجاهها ويحرمها عاطفياً، موضحاً أن الزوجة تنعدم ثقتها في زوجها الذي يحرمها ويسافر بمفرده، كما أن سمع الزوجة من صديقاتها أنهن يسافرن مع أزواجهن، يسبب لها الغيرة، ويفتح باب الخلافات الأسرية.
عدد اليوم
