الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

202 مليون شخص يستفيدون من مبادرات الفائزين بجائزة زايد لطاقة المستقبل

202 مليون شخص يستفيدون من مبادرات الفائزين بجائزة زايد لطاقة المستقبل
23 يونيو 2016 21:03
أبوظبي(الاتحاد) استطاع أكثر من 202 مليون شخص في جميع أنحاء العالم أن يلمسوا الأثر الإيجابي المستدام لجهود الفائزين بجائزة زايد لطاقة المستقبل، بدءاً من تمكين سكان القرى الريفية بقارة أفريقيا من الوصول إلى مصادر الطاقة الحديثة، وصولاً إلى تمكين النساء في بنجلاديش من خلال تدريبهن ليصبحن خبيرات في النواحي الفنية لأنظمة الطاقة الشمسية. وتساهم جائزة زايد لطاقة المستقبل في فتح آفاق جديدة للابتكار في مجال الطاقة النظيفة والمتجددة، من خلال توفير منصة تتيح للمبتكرين والمبدعين تقديم حلول فاعلة وطموحة تساعد في التصدي للتحديات العالمية لتغير المناخ وأمن الطاقة والتنمية المستدامة. وقالت الدكتورة نوال الحوسني، مدير إدارة جائزة زايد لطاقة المستقبل لـ«الاتحاد»: إن الجائزة باتت اليوم مجتمعاً فريداً يضم العديد من الأفراد والمنظمات التي تلتزم بالابتكار والتعاون من أجل تحقيق مستقبل مستدام للجميع. وتحتفل دولة الإمارات سنوياً في التاسع عشر من شهر رمضان بيوم زايد للعمل الإنساني تكريماً لإرث الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وجهوده الإنسانية التي مكنت الإمارات من أن تضطلع بدور ريادي بارز في ترسيخ مبادئ العمل الإنساني حول العالم ومد يد العون والمساندة للمحتاجين. ولطالما أولى الشيخ زايد أهمية قصوى للتعليم والتمكين، وكرس جهداً كبيراً لتأمين حياة أفضل لمن هم أقل حظاً في دولة الإمارات وبلدان عديدة حول العالم، ولم يدخر رحمه الله جهداً في سبيل حماية تراث هذه الأرض وصون مواردها البيئية. وشكلت هذه الرؤية الحكيمة المتمثلة بضرورة تأمين حياة كريمة ومستقبل أفضل للإنسان، سواء في الداخل أو في جميع أنحاء العالم، الأساس الذي انطلقت منه القيادة الرشيدة في دولة الإمارات نحو تأسيس جائزة زايد لطاقة المستقبل في عام 2008. وعن أهمية الجائزة ودورها في تكريم إرث الشيخ زايد، أوضحت الدكتورة نوال الحوسني أن «تأسيس الجائزة من قبل القيادة الرشيدة، جاء لترسيخ إرث الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في مجالات الاستدامة الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، وتكريم اسمه من خلال الأثر الإيجابي لمشاريع ومبادرات الفائزين بالجائزة على المجتمعات بمختلف أنحاء العالم، ودورها في رسم مستقبل مستدام للطاقة». وبفضل الإنجازات التي كرمتها الجائزة، أصبح الأمن المائي الآن حقيقة واقعة بالنسبة لملايين الأسر في جميع أنحاء بنغلاديش والهند وغانا والفلبين، وباتت مصادر الطاقة المتجددة توفر إمدادات الكهرباء النظيفة لسكان يعادل حجمهم عدد سكان إيطاليا، كما أن كمية انبعاثات الكربون التي تم تجنبها توازي زيادة الانبعاثات الناجمة عن إزالة الغابات لمدة عام كامل. وأضافت الحوسنى «لقد تركت الجائزة أثراً اجتماعياً كبيراً لا يمكن الاستهانة به، فالفائزون بالجائزة بدءاً من الشركات الدولية وصولاً إلى المدارس الثانوية، يساعدون بشكل فعلي في تأمين حياة أفضل لسكان المجتمعات بغض النظر عن ثقافاتهم، وهم بذلك يساهمون في تحقيق مستقبل مستدام للجميع». وفي ضوء ما سبق، يغدو جلياً أن تأثير الجائزة في دعم الأعمال الإنسانية حول العالم، استناداً إلى رؤية وإرث الشيخ زايد، قد أصبح حقيقياً اليوم بقدر ما كان حقيقياً في الماضي. جهود جادة وتظهر الأرقام الصادرة عن منظمة اليونيسكو أن أكثر من 1.5 مليار شخص حول العالم محرومون من الإنارة الكهربائية، وأن 1.3 مليار منهم تقريباً مضطرون لإنفاق ما يصل إلى نصف دخلهم على البارافين لإنارة منازلهم ليلاً. وبناءً على ذلك، باشرت منظمة ليتر أوف لايت، الفائزة بجائزة زايد لطاقة المستقبل 2015 عن فئة المنظمات غير الربحية، تعليم الناس كيفية صناعة مصابيح شمسية منزلية في الفلبين في عام 2011. ومنذ فوزها بالجائزة، تمكنت المنظمة من توسيع نطاق عملياتها لتغطي مجتمعات نائية في ماليزيا وكينيا وكولومبيا، حيث وفرت حلول الإنارة ليس فقط للمنازل، بل للأماكن العامة أيضاً. واليوم، يستفيد عشرات الآلاف من الأسر والمحلات التجارية في الفلبين من هذه المصابيح الشمسية التي توفر على أصحابها ما يصل إلى 10 دولارات أي ما يعادل 50% من قيمة فواتير الكهرباء شهرياً، إلى جانب دورها في الحد من انبعاثات الكربون. وتوفر ليتر أوف لايت كذلك حلولها المبتكرة لأماكن هي في أشد الحاجة إليها مثل مخيمات اللاجئين. ففي عام 2014، قامت المنظمة بتركيب 100 مصباح في شوارع مخيم جالوزاي التابع للأمم المتحدة، وهو من أكبر مخيمات اللاجئين في باكستان إذ يضم أكثر من 10 آلاف فرد. خدمات الكهرباء ويستفيد 7% فقط من سكان مالاوي من خدمات الكهرباء، وينخفض هذا العدد في أجزاء معينة من البلاد ليصل إلى 1%، كما أن أكثر من 50% من السكان يعيشون تحت خط الفقر، ومعظمهم يعيشون في المناطق الريفية – الأقل حظاً في الحصول على الكهرباء من الشبكة. وهذا ما دفع سلطة مدرسة خليج نكاتا، الفائزة بالجائزة العالمية للمدارس الثانوية 2014 (أفريقيا)، والتي تدير مدارس مولى وسانغا الثانوية النهارية، إلى إطلاق «أكاديمية زايد للطاقة الشمسية» و«مركز زايد للطاقة والبيئة» في يوليو 2014 على مساحة 2.5 هكتار. وتركز هذه المراكز على تدريب مهندسي الطاقة الشمسية في المناطق الريفية، بهدف جعل معدات الطاقة الشمسية في متناول الجميع، وإظهار دور الإنارة الشمسية في خفض التكاليف المنزلية بالمقارنة مع استخدام الكيروسين الذي يسبب تداعيات سلبية على صحة الإنسان والتلوث البيئي. وكان ديكراني ثاولو، الذي جاء من قرية تقع خارج ليلونغوي في المنطقة الوسطى، أحد الذين التحقوا بالبرامج التدريبية في الأكاديمية، وهو ما أكسبه المعرفة والخبرة التي مكنته من إمداد المنازل في ريف ملاوي بالطاقة الكهربائية. وبفضل هذه المعرفة، أصبح الآن قادراً على مساعدة أبناء جيله في أن يكونوا آخر جيل يدرس على ضوء الشموع. ويأمل عقب انتهاء التدريب، أن يساعد على إنشاء أكاديمية زايد للطاقة الشمسية قرب ليلونغوي. واستمرت رحلة ديكيراني مع الجائزة عندما شارك كمتحدث رئيس في منتدى الطاقة المستدامة للجميع الذي أقيم في شهر مايو 2015، بمقر الأمم المتحدة في نيويورك. في ذلك الوقت، حيث قام ديكيراني بإشعال شمعة في إشارة رمزية إلى الضوء الذي استخدمه للدراسة، مخاطباً جمهور الحاضرين بأن الشباب ليسوا مجرد الجيل «التالي» المنتظر، بل إنهم يساهمون فعلياً في رسم ملامح المستقبل. انبعاثات الكربون وإلى أقصى الشمال الأفريقي، تقع ووترفورد كامهلابا، الصومال، وهي مدرسة انتهت مؤخراً من تنفيذ مشروعها المقترح لجائزة زايد لطاقة المستقبل. وتعد ووترفورد كامهلابا، التي تأسست في عام 1963 بما لا يتجاوز 16 طالباً، أول مدرسة متعددة الأعراق في جنوب أفريقيا ونجحت في إثبات حقيقة أن الطلاب يمكنهم أن يتفوقوا إذا ما أتيحت لهم فرص متساوية في المؤسسات التعليمية. وقد تمكن طلاب المدرسة حتى الآن من تنفيذ نظام للهضم اللاهوائي، ونظام للطاقة الشمسية الكهروضوئية، وإنشاء مركز للطاقة والتعليم، وهذا بعض من مراحل المشروع التي يجري تشغيلها حالياً. وأما هدفهم التالي، فهو أن تصبح المدرسة خالية تماماً من انبعاثات الكربون بحلول العام 2020. وقالت آية العلمي، وهي طالبة من المغرب تدرس في ووترفورد: «إن إرث الشيخ زايد واضح، وأتاحت جائزة زايد لطاقة المستقبل للشباب فرصة المشاركة في تكريم هذا الإرث. فهؤلاء الشباب هم بناة المستقبل الذي يجب الاستعداد له من الآن. إن وجودي في ثقافة تحترم مسؤوليتها تجاه البيئة يوفر لي تجربة فكرية وتعليمية غنية سينتج عنها بلا شك ممارسات مستدامة». أنظمة الطاقة وفي بنجلاديش، فإن الفائز الأول بالجائزة لم يكتف بهذا الإنجاز، بل يمضي إلى أبعد من ذلك في تمكين السكان. إذ قام ديبال باروا بتأسيس برنامج جائزة زايد لطاقة المستقبل للمنح الدراسية في المناطق الريفية من بنغلاديش. ومنذ عام 2009، نجح البرنامج في تدريب أكثر من 5000 امرأة لتصبحن خبيرات في النواحي الفنية لأنظمة الطاقة الشمسية. ومنذ فوزها بجائزة زايد لطاقة المستقبل في عام 2016، وسعت كوبرنيك، المنظمة غير الربحية التي تتخذ من إندونيسيا مقراً لها، نطاق برنامجها «ووندر وومان» لتوزيع التكنولوجيا ليشمل خمسة مواقع جديدة، وهذا ساهم في توفير تكنولوجيا الطاقة النظيفة لأعداد أكبر من سكان المناطق النائية من إندونيسيا. ويقول مؤسس كوبرنيك، إيوا وجكوسكا: «لقد مكنت الجائزة كوبرنيك من تطوير مبادراتها الحالية، وتحديد أفضل الممارسات، وتحسين نموذج عملنا، فضلاً عن تحديد فرص جديدة لتعزيز الأثر الإيجابي الذي نتركه على حياة السكان في المناطق النائية». بالإضافة إلى ذلك، بدأت المنظمة في الأشهر القليلة الماضية توفير المصابيح الشمسية ومنتجات العناية الشخصية للنساء والفتيات اللواتي يواجهن أزمات إنسانية في المنطقة. ويضيف وجكوسكا: «لقد كان الشيخ زايد من رواد الاستدامة، وشكل إرثه إلهاماً لنا في كوبرنيك. ونعتقد أن ريادته في هذا المجال يمكن أن تكون نموذجاً للدول الأخرى وقادتها لمواجهة التحديات البيئية الهائلة التي تواجه العالم اليوم».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©