الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«اللاتينية» لغة المستقبل في أوروبا

28 أغسطس 2009 01:45
إذا كنت تعتقد أن اللغة الإنجليزية هي لغة القرن الحادي والعشرين، فينبغي عليك أن تفكر ثانية؛ فربما تكون اللغة اللاتينية، هي لغة المستقبل في أوروبا. وقال ولفجانج جينيجس المترجم والعالم اللغوي بالمفوضية الأوروبية «إنه ليس أمراً عملياً أن تضطر إلى ترجمة اسم برنامج أوروبي إلى 23 لغة، ولذلك فإذا كانت لديك كلمة لاتينية يمكن نطقها باللغات الـ23 وتعني شيئاً في الوقت نفسه، فسيكون هذا أمراً عملياً». وفي الاتحاد الأوروبي، تعتبر اللغات عملا سياسياً كبيراً حيث تقاتل كل دولة بشراسة دفاعا عن لغتها الوطنية، وتترجم نصوص الاتحاد الأوروبي بشكل روتيني إلى اللغات الرسمية الـ23 بالاتحاد. وطالما توفرت للاتحاد الأوروبي ذاكرة كافية بأجهزة الكمبيوتر لديه وأوراق طباعة من أجل طبع 23 نسخة من كل نص فهذا هو الحل السياسي الأمثل. ولكن المتاعب تبدأ عندما لا يكون هناك سوى مجال واحد لاستخدام كلمة واحدة من لغة واحدة، مثلا عند إنشاء اسم نطاق على شبكة الإنترنت. وربما تبدو اللغة الانجليزية، وهي الأكثر انتشاراً بالاتحاد الأوروبي، أنها تحتل الأفضلية في مثل هذه المسألة. إلا أن الدول الأعضاء الأخرى تخشى من أن الإفراط في استخدام اللغة الإنجليزية، سيعني ترسيخها كلغة العمل غير الرسمية داخل الاتحاد الأوروبي، وهو موقف مستحيل على المستوى السياسي. وعلق أحد علماء اللغة الأوروبيين قائلاً إن «الإنجليزية أصبحت لغة التفاهم الدولية، إلا أنه ليس مسموحاً لنا بقول ذلك». ويكمن حل الاتحاد الأوروبي لهذا المشكلة في العثور على لغة محايدة سياسياً في المكان الوحيد الذي يمكن أن تظهر فيه بواقعية على أنها تمثل التاريخ الأوروبي. وقال جينيجس «حقيقة أن اللاتينية لا تنتمي إلى أي أمة واحدة، تجعل الأمور أكثر سهولة». ومع وجود اللاتينية كأصل الكثير من المصطلحات التقنية والعلمية والدينية والقانونية في أوروبا، فإن لغة الشاعر فيرجيل تعد خيارا مثاليا لتصبح اللغة الفعلية للاتحاد الأوروبي. وأشار العالم اللغوي إلى أن «هناك جرعة من اللاتينية في جميع لغات الاتحاد الأوروبي الـ23 : الجرعة تختلف، لكنها دائما موجودة». وفي مزيج لافت للنظر بين القديم والحديث، اعتمد الاتحاد الأوروبي أسماء لاتينية لبعض عناوين الإنترنت الرئيسية الخاصة به. فعلى سبيل المثال، تم اختيار اسم نطاق لمحكمة العدل الأوروبي في لوكسمبورج وهو «كوريا» وهي الكلمة اللاتينية التي تعني «كورت» بالإنجليزية أو محكمة. واستخدم مجلس دول الاتحاد الأوروبى كلمة «كونسيليم» اللاتينية كاسم نطاق على شبكة الإنترنت بدلاً من كلمة «كونسيل» بالإنجليزية والتي تعني مجلس. كما أن هذين الاسمين عناونان فرعيان لنطاق الإنترنت التابع للاتحاد الأوروبي وهو باسم»يوروبا» وهي الاسم اللاتيني لأوروبا. وأشار جينيجس إلى أن أي قرار لتمديد استخدام اللاتينية على نطاق أوسع من شأنه أن يكون «ذا طابع سياسي» ويجب أن يكون مسبوقاً «بتجديد تدريس اللاتينية في المدارس والجامعات من الصفر تقريباً».
المصدر: بروكسل
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©