معرض السيارات الكلاسيكية في جامعة الإمارات

عندما نسمع عن حياة آبائنا وأجدادنا البسيطة، نطلق العنان لأخيلتنا الواسعة لنرسم ملامح تلك الحياة في ضوء ما تبقى منها من أمكنة وأدوات وحاجيات كانوا يستخدمونها قبل أن يرحلوا مع زمانهم الذي رحل. وتعتبر السيارات التراثية والكلاسيكية إرثا نفيساً يستحق أن نهتم به ونحافظ عليه يتعدى كونه وسيلة نقل قديمة استخدمت قبل عشرات السنين بل أداة تفوح منها رائحة أجدادنا وجذورنا الطيبة. وانسجاماً مع قيمة السيارات الكلاسيكية المعنوية وضرورة تعريف هذا الجيل بها، أقامت جمعية كلية الأغذية والزراعة في جامعة الإمارات – كلية الطالبات بالتعاون مع نادي أبوظبي للسيارات الكلاسيكية معرضاً للسيارات الكلاسيكية، افتتحه الدكتور ناصر العامري مدير إدارة الأنشطة والريادة الطلابية في الجامعة بحضور عدد كبير من طالبات الجامعة وأعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية. أقيم المعرض في القاعة متعددة الأغراض في الجامعة نفسها والتي تم تجهيزها بحلة جديدة لتناسب هذا الحدث الأول من نوعه في كلية الطالبات، حيث زينت بالورد الجميل واحتضنت 13 سيارة كلاسيكية وتراثية ودراجة نارية قديمة أيضاً، بالإضافة إلى صور هذه السيارات وسيارات كلاسيكية أخرى غير معروضة، خلفيتها مبانٍ قديمة كانت موجودة في ليوا والمنطقة الغربية ورأس الخيمة وأبوظبي والعين وصور قديمة أخرى للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد رحمه الله، وهو في السيارة الخاصة به، بالإضافة إلى صندوق من الزجاج في داخله مجسمات صغيرة لسيارات كلاسيكية أشبه ما تكون بألعاب صغيرة منظرها في غاية الروعة. وللحديث عن الهدف من إقامة المعرض تتحدث منيرة القحطاني رئيسة جمعية كلية الأغذية والزراعة في الجامعة، فتقول: «نود أن تتعرف الطالبات إلى السيارات التراثية والكلاسيكية سواء التي كانت موجودة في مجتمعنا الإماراتي القديم أو التي كانت موجودة في دول عالمية أخرى، فالمعرض يصحبهن إلى رحلة حول العالم قبل عشرات السنين وفي الوقت نفسه يتعرفن إلى جزء من تراثهن الإماراتي القديم، بالإضافة إلى الصور التي علقناها عن المباني القديمة في الإمارات والسيارات القديمة أيضاً كنوع من توضيح صورة الماضي في أذهان الطالبات، فيبقين على تواصل معه». ومن جانبه، أوضح مدير عام ومؤسس نادي أبوظبي للسيارات الكلاسيكية راشد التميمي أن أقدم سيارة تم عرضها في المعرض تعود إلى عام 1925، في حين تعود السيارات الأخرى إلى فترات زمنية تمتد من عام 1948-1979 يضيف: «اشتمل المعرض على 3 سيارات تراثية رينج روفر ولاند روفر وسوزوكي تعود إلى الستينات والسبعينات، أما السيارات الكلاسيكية الأخرى فمنها الشيفروليه والمرسيدس والفولكس فاجن ودراجة نارية هوندا تعود لعام 1977 وغيرها الكثير، حيث يوجد لدي 46 سيارة جمعتها مع صديقي». يتابع راشد: «زودنا كل سيارة في المعرض بلائحة كتب عليها اسم السيارة وموديلها وسنة الصنع قوة المحرك وعدد الغيار وموقع إلكتروني يمكن الرجوع إليه للحصول على معلومات أخرى عن السيارة، كما قمنا بعمل مسابقة أجمل سيارة مما يدفع الطالبات إلى مطالعة ما كتب عن كل سيارة للإجابة عن الاستبانة المتعلقة بالمسابقة». اتسم المعرض بروعة معروضاته وأصالة أجوائه فحسن الضيافة العربية بدت جلية في المعرض عبر تقديم القهوة العربية والتمر والمأكولات الإماراتية التراثية من هريس وخبيص وبلاليط وسكاكر وغيرها بصورة مجانية.